جائزة محمود درويش لحديدي ومردم بك ودرّاج وووترز
السؤال الان ــ متابعات
أعلنت مؤسسة محمود درويش، مساء أمس الأحد (13 مارس 2022)، عن الفائزين بجائزة محمود دويش للإبداع للعام 2022، خلال حفل أقامته المؤسسة في قاعة الجليل بمتحف محمود درويش، والفائزون هم:
الناقد الفلسطيني فيصل دراج، والناقد السوري صبحي حديدي، والكاتب والمترجم والناشر السوري فاروق مردم بيك، اللذان قاما بنشر نصوص محمود درويش. كما فاز صديق الشعب الفلسطيني المغني والمؤلف الموسيقي العالمي البريطاني روجرز ووترز لـ”مواقفه الشجاعة والواضحة تجاه فلسطين وشعبنا”.
الجدير بالذكر أن جائزة محمود درويش يتم منحها سنويا لكل مبدع فلسطينى أو عربى أو عالمى، تتوافر فى نتاجه قيم الإبداع الثقافى الفنية والوطنية والإنسانية، إضافة إلى تكريس قيم العقلانية، والديمقراطية، والحرية والتنوير، التى تميز بها إبداع محمود درويش الشعرى والنثرى. ويمكن منحها للمؤسسات والهيئات الثقافية الجديرة بذلك. كما تُمنح الجائزة لمبدع أو أكثر فى حالات خاصة تقترحها اللجنة. ويحصل الفائز على جائزة محمود درويش على: شعار الجائزة، براءة الجائزة موقعة من رئيس دولة فلسطين، مكافأة نقدية قيمتها 25 ألف دولار لكل فائز.
هذه السنة، سلم جوائز للفائزين ومن ينوب عنهم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمود دوريش زياد أبو عمرو، ونائبه رامز جرايسي، وعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة “فتح” عزام الأحمد. وهنأ جرايسي من تم اختيارهم للفوز بالجائزة، وقال: “إن القيمة المعنوية للجائزة أكبر من قيمتها المادية”. وشكر كل من قام بإنجاز هذه الجائزة “التي تتوافق مع يوم مولد شاعرنا الكبير محمود درويش”، مضيفا أنه رغم كل الظروف والمعيقات فإن “مؤسسة محمود درويش تواصل تأدية رسالتها مدركة حقيقة أن المحتل أياً كان يعتبر الثقافة والفن والأدب تهديدا له وخطرا عليه”.
ثم تحدث عضو لجنة الجائزة نبيه القاسم، نيابة عن رئيس اللجنة الجزائري واسيني الأعرج، عن تفاصيل مصوغات منح الجائزة، وقال إن الجوائز منحت تقديرا لأعمال الفائزين، مشيرا إلى “حصول “اجتماعات عديدة ونقاشات مثمرة قررت بعدها لجنة تحكيم جائزة محمود درويش في جلستها الأخيرة التي عُقدت بتاريخ 20 كانون ثاني- يناير 2022، عبر تطبيق زوم، اختيار شخصيات فلسطينية وعربية وأجنبية، ارتأت اللجنة أنها تستحق الجائزة، كالآتي:
فاروق مردم بك وصبحي حديدي
1- الفائز الفلسطيني: منحت الجائزة للناقد الفلسطيني الكبير الدكتور فيصل دراج، لتفانيه في عمله النقدي والمعرفي، من أجل تثبيت مفهوم حقيقي للنقد، يعتمد على آليات موضوعية دون التفريط في جماليات النصوص. فقد كرس جهودها كلها للنقد، دون أن تغويه الشطحات النقدية العابرة. ظل ثابتا ومجددا، دون جمود نقدي، ودون تفريط في القيمة الإبداعية وفهم تحولاتها التاريخية. 2- الفائز العربي: نظرا لأهلية الكثير من المترشحين العرب، من صناع السينما والفنون البصرية والإبداع الأدبي، للفوز بجائزة محمود درويش، ومع صعوبة الفصل بين الكثير من مستحقي الجائزة بامتياز، فقد اجتهدت اللجنة، في إطار ما يخوله لها القانون، بمنح الجائزة مناصفة بين شخصيتين مرموقتين في الثقافة العربية، قدمتا الكثير لفلسطين، ولمحمود درويش ولأعماله من أجل الحفاظ على ذاكرته الأدبية حية دوما. – الناشر والمثقف والكاتب فاروق مردم بك، مدير السلسلة العربية في دار آكت-سود Actes Sud، الذي قام برعاية أعمال درويش رعاية كاملة، نشرا ومتابعة وترجمة إلى اللغة الفرنسية، وسمح لمدونة درويش الأدبية، بأن تلقى الاهتمام الذي يليق بها، في الأوساط الثقافية الفرنسية والعالمية، إضافة إلى كونه من الفاعلين الأساسيين في مجلة دراسات فلسطينية. – الناقد والإعلامي المميز صبحي حديدي الذي جمعته صداقة ثقافية متينة بمحمود درويش، فكان من أهم المتابعين لأعماله نشرا ونقدا، وسمح لنصوصه بأن تصل إلى القراء على أدق صورة وأفضلها، بالخصوص أعماله الشعرية الأخيرة. 3-الفائز العالمي: منحت الجائزة للفنان المغني والمؤلف الموسيقي المبدع روجرز ووترز لمواقفه الشجاعة والواضحة تجاه فلسطين وشعبها المقاوم ضد كل أشكال الاستسلام، سواء من خلال أعماله الاحتجاجية ضمن حركة مقاطعة إسرائيل، أو ندائه لفناني العالم للامتناع عن تنظيم حفلات في إسرائيل لأنها دولة الاحتلال. إضافة إلى ذلك كله، فقد غنى لدرويش العديد من القصائد منها: خطبة الهندي الأحمر أمام الرجل الأبيض، كما احتج بقوة إثر إعلان دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، وبعد هجوم جيش الاحتلال على حي الشيخ جراح اعتبر إسرائيل دولة فصل عنصري. وقد قدم الكاتب روجر ووترز كلمته عبر فيديو مصور شكر فيها لجنة الجائزة، وأكد انه سيواصل دعم نضال الشعب الفلسطيني العادل. وأعلن تبرعه بجائزته لخدمة الشعب الفلسطيني وبالمبلغ المالي الخاص بالجائزة أيضا لدعم نضال شعبنا. وتخلل الاحتفال وصلتان موسيقيتان (بيت ريتا وعيوني بندقية) قدمتهما فرقة الكمنجاتي. نبذة عن الفائزين: – فيصل دراج: مفكر وناقد فلسطيني، ولد في صفد عام 1943، وحاصل على الدكتوراه في الفلسفة- فرنسا، عمل في عدة منشورات ومجلات ثقافيّة فكريّة منها: شؤون فلسطينيّة، سلسلة حصاد الفكر العربي…. نشر العديد من المقالات والمؤلفات، منها: “ذاكرة المغلوبين” (2001)، و”الرواية وتأويل التاريخ”(2004)، و”الحداثة المتقهقرة” (2005). فاز بعدة جوائز عربية، منها: جائزة الإبداع الثقافي لدولة فلسطين سنة 2004، وجائزة الدراسات الأدبية والنقد سنة 2010. – فاروق مردم بيك: كاتب ومؤرخ من مواليد دمشق عام 1944، تخرج في كلية الحقوق، وشغل وظيفة مستشار في معهد العالم العربي في باريس بين عامي 1986 و2008، كما عمل مديراً لمجلة “Revue d’études palestinienne”، ويشرف مردم بيك منذ سنة 1995، في دار نشر أكت سود (Actes Sud)، على سلسلة “سندباد” التي تعنى بالدرجة الأولى بترجمة الآداب العربية الكلاسيكية والمعاصرة إلى اللغة الفرنسية. ونشر بالفرنسية، بالاشتراك مع الصحفي اللبناني سمير قصير، كتابًا بعنوان “مسالك بين باريس والقدس، فرنسا والصراع العربي- الإسرائيلي” (مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1992-1993)، وبالاشتراك مع إلياس صنبر، “أن تكون عربيًا” عام 2007. أشرف على نشر عدة كتب جماعية ذات طابع تاريخي، وسياسي، وأدبي، منها “ساركوزي في الشرق الأوسط” التي أصدرتها “أكت سود” بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، كما ترجم إلى الفرنسية أعمالا لمحمود درويش وسعدي يوسف. – صبحي حديدي: هو ناقد ومترجم، ولد في القامشلي بسورية عام 1951، وتخرّج في جامعة دمشق – قسم اللغة الإنجليزية وآدابها وتابع دراساته العليا في فرنسا وبريطانيا. نشر العديد من الدراسات النقدية والأبحاث والترجمات في دوريات عربية وأجنبية مختلفة، وتناول المشهد الشعري العربي المعاصر، وبصفة خاصة منجز محمود درويش وتجارب قصيدة النثر، وقدّم دراسات معمّقة في التعريف بنظرية الأدب والمدارس النقدية المعاصرة: ما بعد الحداثة، ونظريات الخطاب ما بعد الاستعماري، ونظريات القراءة والاستجابة، والموضوعة الغنائية، والنقد التاريخاني الجديد وعلى الصعيد السياسي، وأصدر مؤخراً “إدوارد سعيد الناقد: آداب التابع وثقافات الإمبريالية، مجموعة دراسات”. وشارك حديدي في تحكيم الجوائز العربية التالية: جائزة سلطان بن علي العويس(الإمارات)، جوائز قطان التشجيعية (فلسطين)، جائزة الأركانة للشعر (المغرب)، جائزة محمود درويش (فلسطين)، جائزة الرواية العربية (مصر). -الفنان روجرز ووترز: مطرب بريطاني شهير مؤسس فرقة “بينك فلويد” وأحد أعضائها، داعم للقضية الفلسطينية وعدالتها، إذ يرفع العلم الفلسطيني خلال حفلاته الغنائية. ويعد ووترز من أشهر الفنانين العالميين المدافعين عن القضية الفلسطينية والمناهضين للممارسات الإسرائيلية؛ إذ أعرب عن دعمه للقضية الفلسطينية في أغان غنتها فرقته، ولهذا السبب تتهمه إسرائيل بـ”معاداة السامية”.