… والزمان وباء
رامز الدقدوقي
يا صديقي بعدت عني وحالت بيننا هجرة وعز اللقاء
نتحاشى وننكر الصحب كرها في اجتماع كأنهم غرباء
صلة الوصل هاتف خلوي عل صوته المدى فتاه النداء
كيف احسست حين جاءتك كورونا
وخارت بك القوى والدماء
صحة المرء في مناعته
والبرء تبعا لحمية والشفاء كم خسرنا من صاحب وخليل وانتفى واجب وقل العزاء
سألوني أعزتي ورفاقي أتصاب الأطيار والشعراء؟
قلت لا إننا نجوم تعالت
في شموخ وعانقتنا السماء
ليست الارض مسكنا
فملاك الشعر يحمي ويقتفيه الوفاء
نحن فرسان نوهب الدهر
غارا واقتدارا ويصطفينا البقاء
اتلقحت في لقاح أمين
بئس هذا لقاحهم والرياء
أنا من معشر القريض أمي
وبأنشودة الاباء حذاء
امتطي وثبة الرياح وأمضي
واعتزامي حماسة وانتماء
قلق خطوي والزمان وباء
ويطوف الردى ويسطو البلاء
أي فيروس عم كون فسيحا
غدا اسما جونا والهواء
معتم الانتشار في طيفه
سر ويخفيه بالأسير جفاء اوقد السيف داءه في شرار
وسرى في عدوى الهلاك شتاء
قد تناهى تمحورا باتخاذ الشكل
حتى تحير العلماء
هجرت انفاس البرايا
وبات في بيوت يشقى بها النزلاء
اقيمت حواجز وحدود
بين قطر وبين قطر يساء
موهت اوجه الجموع
وغامت حين أمسى فوق الانوف غطاء
فاضعنا صلاتنا ونسينا
بعضنا غفلة وهان الإخاء
وتواجدنا في الزوايا كصوفي
تماهى وشده الانزواء
عزلة النفس غيبة وانطواء
اين منها كهف النوى والخداع
بي من نسمة القلاع انتعاش
وبصدري نضارة ونقاء
من الصبح طلعة وشروق
وعلى لي رؤى وثناء
وطني يا حقل الشذى والندى
قد افسدوا في ترابك الاشقياء
سرقوا وهجك البهية ونبض العيش
واغتالوا شمسك الزعماء
اسود يومك المحمل بالخوف
ويسدي السواد وهم وداء
غابة صرت لا امان ولا دفء
ولا مأمل ولا كهرباء
يشرب البحر ماءك كالعذب
صفوا وزلالا حلا ونحن ظماء
يا دعاة اين الحضارة في امجادها؟
انتم في الورى ادعياء
تتغنون في امتلاك محارم
فحري ان يغتني الفقراء
قد تساوى شر الوباء
وجهل في بلاد لصوصها خفراء
واحد مذهب الهوى وحياة الناس
بالحب والصلاح سواء
انتفض حتى يظهر الحق عدلا
وترف المنى وينمو الرجاء
ويعود الزمان يسمو ودا
مثلما كان للسلام لواء