إيران: خامنئي يصف المتظاهرين بالمرتزقة … والطلاب يحيون السبت الأسود باحتجاجات واسعة

إيران: خامنئي يصف المتظاهرين بالمرتزقة … والطلاب يحيون السبت الأسود باحتجاجات واسعة

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

بالتزامن مع اليوم السبعين لانتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية، وصف المرشد علي خامنئي المحتجين بـ”الجهلة والمرتزقة” في خطابه الذي ألقاه بمناسبة يوم الباسيج، متهما أميركا بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية ووصفها بأنها “خطة العدو الكبيرة”.

وقال خامنئي: “يجب أن لا ينسى الباسيج أن العدو الرئيسي هو الاستكبار العالمي. هؤلاء الأشخاص الأربعة (المحتجين) إما غافلون وإما جاهلون وإما تلقوا تحليلاً سيئًا. وبعضهم مرتزقة أيضاً”.

ورأى خامنئي أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحل المشكلة، مضيفا: “إنهم يبحثون عن الابتزاز وإزالة الصواريخ الإيرانية والإجراءات الإقليمية، وأخيراً تغيير الدستور وإزالة مؤسسات مثل مجلس صيانة الدستور”. وشدد على أن “العدو كان يسعى إلى الاتفاق النووي2 لإخراج إيران من المنطقة ثم الاتفاق النووي3 للقضاء على إنتاج الأسلحة الاستراتيجية الإيرانية مثل الصواريخ والطائرات المسيرة”. ووصف خامنئي المشاركين في جنازة قاسم سليماني بـ”صوت الشعب”، وقال: “عليكم أنتم سماع صوت الشعب”، زاعما أن أكثر من 10 ملايين شخص شاركوا في جنازة سليماني.

وأشار إلى الانتفاضة قائلا: “في الأحداث الأخيرة، تعرض الباسيج للظلم كي يمنع تعرض الآخرين للاضطهاد”، وأضاف: “اليوم والحمد لله لدينا الملايين من الباسيج الرسميين وملايين الباسيج غير الرسميين”.

ووصف الحديث حول فجوة الأجيال بـ”حديث المثقفين”. وأضاف: “الواقع مختلف والباسيج هو نفسه الباسيج في الثمانينات”.

وفي المواقف، قال الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، أنه خلافًا لمزاعم النظام الإيراني، فإن قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن حالة حقوق الإنسان في إيران وانتهاكها الشديد من قبل نظام الجمهورية الإسلامية لم يكن بدعم من الغرب فقط. وفي إشارة إلى دعم أكثر من عشرين دولة في العالم لقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بشأن إيران، كتب مالي في تغريدة: “هذا القرار ليس معاديًا لإيران، ولكنه يدعم شعب إيران ومحاسبة من ينتهكون حقوقهم”.

في هذا الوقت، واصل طلاب جامعات أمير كبير، وطهران، وشريف، وبهشتي، وغيرها، الاعتصام والإضراب. كما نظم الطلاب في جامعة أصفهان للتكنولوجيا مسيرة احتجاجية، تلبية لدعوة 7 جامعات في طهران بتنظيم تجمع طلابي لدعم كردستان تحت اسم “السبت الأسود للجامعة”.

وتشكلت هذه التجمعات الطلابية احتجاجًا على قتل المواطنين في المناطق الكردية بإيران، واعتقال الطلاب ومنعهم من دخول الجامعة، ودعم انتفاضة الشعب الإيراني. واظهرت فيديوهات حشدًا كبيرًا من طلاب جامعة أصفهان للتكنولوجيا تجمعوا ورددوا شعارات احتجاجًا على التسمم الغذائي لعشرات طلاب هذه الجامعة.

وقبل هذه المسيرة، كان الطلاب قد وضعوا أوعية طعامهم في الحرم الجامعي احتجاجاً على تسمم أكثر من 270 طالبًا من جامعتهم بالطعام في السكن الجامعي. كما تجمع طلاب جامعة علم وفرهنك واعتصموا تضامنا مع شعب كردستان، مستنكرين القمع الشديد في هذه المنطقة. هذا وقد دخل اعتصام وإضراب طلاب جامعة أمير كبير يومه الثامن.

وفي كلية الفيزياء وهندسة الطاقة في هذه الجامعة، غنى الطلاب “نشيد المرأة” في اعتصامهم. كما غنى طلاب كلية النسيج أغنية “قسماً بدماء رفاقي” تخليداً لذكرى زملائهم المسجونين.

وفي جامعة صنعتي شريف، اعتصم أيضًا طلاب الهندسة الكيميائية والبترولية وهندسة الكمبيوتر.

يأتي هذا الاعتصام احتجاجًا على اعتقال الطلاب، وخاصة محمد مصطفائي، وفاطمة ناصر رنجبر، ورضا فتحي، ومنع عدد آخر من الطلاب من دخول الجامعة، وتفاقم الحرمان من مرافق الرعاية في هذه الجامعة. وفي جامعة طهران، أضرب عدد من طلاب كلية الآداب واللغات الأجنبية واستأنفوا اعتصامهم بعد نشر بيان بشأن تكثيف الضغط على الطلاب.

ويؤكد هذا البيان أن مقاطعة الفصول الدراسية ستستمر من 26 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى إطلاق سراح محمد صادق صادقي، الطالب المسجون بهذه الجامعة والمعتقل منذ شهر، وإزالة “الاتهامات الكاذبة ضد الطلاب الممنوعين من دخول الجامعة”، و”إعادة السكن الجامعي للطلاب”.

وكتب هؤلاء الطلاب أيضًا في بيانهم: “لا يمكننا تحمل النظرات المحقة لأصدقائنا؛ إذا استسلمنا”.

وفي جامعة بهشتي، أضرب عدد من الطلاب واعتصموا دعماً انتفاضة الشعب الإيراني. كما قام الطلاب بتثبيت لافتات “شهداء طريق الحرية” والطلاب المسجونين، على لوحة الباسيج بكلية الأحياء في هذه الجامعة تخليداً لذكرى كيان بيرفلك، الطفل البالغ من العمر 9 سنوات الذي قُتل في إيذه.

يأتي استمرار الاحتجاجات الطلابية في وقت يتم فيه منع مئات طلاب مختلف الجامعات من دخول جامعاتهم.

وبعد إعلان نقابة سائقي الشاحنات عن الإضراب، توقف عدد من عمال الشركات الصناعية ومصانع والسيارات عن العمل  في شركات: ذوب آهن في أصفهان، وسرما آفرين ألوند، ومرتب لصناعة السيارات، وسيف خودرو، وبارس قزوين للأجهزة المنزلية وغيرها.

ونشر اتحاد مالكي وسائقي الشاحنات دعوة عامة لإضراب لمدة 10 أيام ابتداء من أول أمس الخميس 24 نوفمبر (تشرين الثاني).

وبحسب تقرير نقابة العمال المستقلة، أضرب عمال مجمع فولاذ بافق (فولاذ أبويي) احتجاجًا على عدم التقيد بإجراءات السلامة التي أدت إلى انفجار ومقتل اثنين من زملائهم.

يذكر أنه في الأسابيع الأخيرة وبالتزامن مع شهرين من الاحتجاجات المستمرة من قبل الشعب الإيراني، دخل العمال في عشرات الوحدات الصناعية، بما في ذلك تصنيع السيارات، والأجهزة المنزلية، والصناعات الثقيلة، والبتروكيماويات، والنفط، والغاز، وقصب السكر، وما إلى ذلك، دخلوا في إضراب عن العمل. كما أغلق أصحاب المحال التجارية في عشرات المدن الإيرانية متاجرهم وأضربوا عدة مرات ولأيام متتالية دعما لانتفاضة الشعب الإيراني.

الى ذلك، توفيت المواطنة البلوشية رابعة لجه إي، شقيقة خدانور لجه إي، أحد قتلى احتجاجات زاهدان الذي لاقت صورته وهو مقيد في عمود انتشارا واسعا خلال الأيام الأخيرة. وقد احتج العديد من المواطنين على هذا السلوك من خلال ربط أنفسهم رمزيًا بعمود. وأفادت تقارير محلية بأن رابعة أصيبت بنوبة قلبية بعد سماعها مقتل شقيقها خدانور.

ودخلت رابعة المستشفى قبل أيام حيث توفيت الخميس الماضي بعد 53 يوما من مقتل شقيقها، لتفقد والدتهما “السيدة صنوبر” ابنين لها في أقل من شهرين. وأفادت التقارير المحلية بأن أوضاع والدة خدانور تدهورت أكثر بعد وفاة ابنتها رابعة أول من أمس الخميس.

وكان خدانور لجه إي (27 عاما) قد أصيب في احتجاجات زاهدان بمحافظة سيستان-بلوشستان، جنوب شرقي إيران، قبل يوم من جمعة زاهدان الدامية، في 30 سبتمبر (أيلول)، وتوفي في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وبعد مقتل خدانور بيد عناصر الأمن الإيرانية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة صورة له وهو مقيد بعمود داخل مركز للشرطة وأمامه كأس ماء، وسرعان ما تحولت حالته هذه إلى رمز احتجاجي انتشر بين المتظاهرين وطلبة الجامعات.

شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *