اليوم 376 للحرب: فاغنر تسيطر على الجزء الشرقي من باخموت وكييف تستعد لهجوم مضاد

اليوم 376 للحرب: فاغنر تسيطر على الجزء الشرقي من باخموت وكييف تستعد لهجوم مضاد

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

   في اليوم 376 للحرب، أعلنت “فاغنر” الروسية سيطرتها على كامل الجزء الشرقي منها، في حين طلبت كييف كميات هائلة من الذخيرة استعدادا لهجوم مضاد كبير متوقع خلال الربيع.

   واليوم حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، من أن مدينة باخموت الإستراتيجية شرقي أوكرانيا قد تسقط خلال أيام بيد القوات الروسية، وقال في تصريح على هامش وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي بالعاصمة السويدية ستوكهولم إن سقوط باخموت، لن يكون نقطة تحول في الحرب الدائرة بأوكرانيا، لكنه أوضح أنه لا يمكن مع ذلك التقليل من أهمية ما تحققه القوات الروسية على الأرض.

   وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حذر من سقوط باخموت، وقال إن الروس يمكن أن يذهبوا حال سقوطها إلى ما هو أبعد من باخموت، ويصلوا إلى مدن مثل كبيرة في دونيتسك مثل كراماتورسك وسلوفيانسك. وأضاف في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN) أن روسيا بحاجة إلى انتصار ما حتى وإن كان بتدمير باخموت بالكامل وقتلِ كل المدنيين فيها.

   وبعدما تردد أن كييف ربما تسحب قواتها من باخموت، أعلنت القيادة الأوكرانية أنها قررت مواصلة الدفاع عن المدينة. وقال زيلينسكي إن الدفاع عن المدينة “مسألة إستراتيجية لدينا”، مضيفا أن قواته مصممة على الدفاع عن باخموت ومنع سقوطها بأيدي الجيش الروسي.

   وعلى الرغم من أن باخموت التي كان يسكنها قبل الحرب 70 ألفا لم يتبق منهم حاليا سوى 4 آلاف لا تكتسي أهمية إستراتيجية كبيرة بحسب الخبراء العسكريين، إلا أنه باتت لها أهمية رمزية وتكتيكية بعدما عجزت القوات الروسية عن السيطرة عليها رغم مرور أكثر من 7 أشهر من المعارك الطاحنة.

   وفي التطورات على الأرض، أعلن مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفغيني برغوجين اليوم أن قواتها سيطرت على الجزء الشرقي من باخموت بعد أن عملت لأسابيع على تطويها. وقال بريغوجين إن كل المناطق الواقعة على الضفة الشرقية لنهر باخموتسكا الذي يشق المدينة باتت تحت سيطرتهم، وأضاف أنه بسقوط باخموت ستنفتح أمام القوات الروسية آفاق عملياتية واسعة، وأن العالم لم يواجه بعد الجيش الروسي المجهز بأحدث الأسلحة والتقنيات.

   ولم ينف الجيش الأوكراني بشكل قاطع تصريحات قائد فاغنر، لكنه تعهد بالاستمرار في الدفاع عن باخموت.

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم إن القوات الروسية تواصل اقتحام باخموت رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها، مشيرة إلى صد أكثر من 100 هجمة على مختلف المحاور، لا سيما في باخموت وليمان وأفدييفكا بدونيتسك.

   وفي السياق، قال المتحدث باسم المجموعة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرهي تشيرفاتي إن الاستقرار في الجبهة الشمالية بباخموت يتمثل في عدم نجاح القوات الروسية في تطوير أعمالها الهجومية، مضيفا أن قوات فاغنر ستستمر كقوة هجومية رئيسية رغم الخسائر الفادحة التي منيت بها أخيرا.

   وكان المتحدث الأوكراني قال أمس إن المهمة الرئيسية للقوات الأوكرانية في باخموت هي “تقويض القدرة القتالية للعدو واستنزاف قدراتهم القتالية”.

   ونشر المعهد الأميركي لدراسة الحرب أمس خرائط تظهر أن روسيا تسيطر على نحو 40% من مدينة باخموت. وقال المعهد إن قرار الدفاع عن باخموت يجبر الجيش الروسي على التورط في حرب مكلفة ودموية.

على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف اليوم أن بلاده تحتاج إلى مليون قطعة من الذخيرة بشكل عاجل. وقال في تصريح على هامش اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي باستوكهولم أن المطلب الأول من نظرائه الأوروبيين هو الحصول على ذخائر وعلى أنظمة دفاع جو.

   ويُتوقع أن يعطي الوزراء الضوء الأخضر لإرسال مزيد من الذخيرة إلى كييف، والتفاصيل الخاصة بذلك، وطرق التمويل لأي عملية شراء مشتركة محتملة.

   وخلال نفس الاجتماع، أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن الدبابات الألمانية من طراز “ليوبارد” ستصل الى أوكرانيا نهاية الشهر الحالي، وأن الجنود الأوكرانيين تدربوا على استخدامها خلال الأسابيع الماضية. وأضاف بيستوريوس أن برلين ستزيد دعمها لأوكرانيا إذا قدمت الصين أسلحة لروسيا.

 

   وكان وزير الدفاع السلوفاكي جورسلاف ناد قال في مقابلة مع الجزيرة إن اجتماع ستوكهولم يبحث مقترحا لشراء مشترك للذخائر لتقديمها لكييف، مشيرا إلى أن بلاده تلعب دورا مهما في تنسيق  المساعدات وتجهيزها بحكم موقعها المجاور لأوكرانيا وعضويتها في الحلف الأطلسي.

وبحسب ما قال قال وزير دفاع لوكسمبورغ فرانسوا باوش للجزيرة، فإن الدعم العسكري الأوروبي الإضافي لكييف يأتي تحضيرا لهجوم كبير ستشنه القوات الأوكرانية خلال الربيع الحالي، مستفيدة من الأسلحة والتدريب الغربيين..

   من جهة ثانية، وبعدما انتشرت لحظات إعدامه على يد قوات روسية بين الأوكرانيين خلال اليومين الماضيين، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من كييف بالمشاهد المروعة لقتل جندي أوكراني أسير. وشدد من كييف وإلى جانبه الرئيس فولوديمير زيلينسكي، اليوم على أن المقطع المصور  الذي انتشر على الإنترنت ويظهر إعدام جندي أسير، بالرصاص بعدما هتف “المجد لأوكرانيا” – صادم. وقال إن “المشاهد الأخيرة الصادمة لجندي أعدم على ما يبدو في إجراءات موجزة، تذكير مأساوي آخر بضرورة التقيد الصارم بقوانين الحرب”.

   أتت تلك التصريحات بعدما أكد زيلينسكي أنه عازم على محاسبة المتورطين، وتقديمهم أمام المحكمة الجنائية الدولية.

   وكان الفيديو المروع أظهر الأسير واقفاً ينفث سيجارته، فوق حفرة ضحلة على ما يبدو، قبل أن يخاطبه أحد العناصر الروسية مهدداً، فيرد عليه متحدياً “المجد لأوكرانيا”. فيغافله الروسي برصاص في رأسه، ويرميه جثة في الحفرة، ومن ثم يطمره بالتراب.

   إلا أن صورة الجندي “المجهول” وصرخته تحولتا أيقونة بين الأوكرانيين على وسائل التواصل. ليعلن لاحقا اللواء 30 الأوكراني في منشور على فيسبوك مساء أمس الثلاثاء، أن الجندي الأسير يدعى تيموفي شادورا، موضحاً أنه اختفى يوم 3 فبراير خلال قتال عنيف بالقرب من مدينة باخموت الشرقية، التي كان جنود ومرتزقة روس يحاولون الاستيلاء عليها منذ أسابيع.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة