“حزب الله” وثورة الإيرانيين على نظام الملالي

“حزب الله” وثورة الإيرانيين على نظام الملالي

 حسين عطايا

دخلت الثورة الايرانية في شهرها الرابع، وهي تزداد حدة يوماً بعد يوم، على الرغم من أن النظام الإيراني لم يترك وسيلة من وسائل القمع إلا واستخدمها محاولا تطويقها والحد من إنتقال شعلتها من منطقة إلى أخرى، إلا ان وسائله بما فيها تنفيذ الإعدامات باءت بالفشل، لا بل من الواضح ان التحركات الاحتجاجية ينضم إليها قطاعات جديدة من القطاعات الفاعلة وتتسع صفوف الغاضبين من الوضع المعيشي وإنقطاع المواد الحيوية وآخرها أزمة عدم توافر الغاز.

ما تشهده المدن الإيرانية من تظاهرات يومية وإضرابات لهو واضح وجلي بأن الشعب الايراني سئم الحياة المفروضة من قبل النظام الديني وهيمنة سلطاته القمعية على كل ما يخص حياتهم وبات هناك جيل جديد طامح للتغيير لا يمكن وقفه، ومن هنا الرهان على عدم قدرة النظام رغم إمتلاكه آلية وحشية للقمع بما فيها أحكام الإعدام والتي تعدت بالأمس عتبة السبعة عشر حكماً والتي يعتمدها النظام على جعل الشباب يتراجعون، فلم تعد الأساليب القمعية تُرهب شباب ونساء ايران او تقنعهم بالعودة الى الوراء والاستسلام وإلتزام منازلهم بديلا عن الشارع الذي إختاروه للتعبير عما يصبون إليه، تحت شعار واضح “الموت للدكتاتور الموت لخامنئي .

لقد اصبح شعار الثورة الإيرانية بذلك، الدعوة إلى تغيير الحكم وليس المساومة على إصلاحات اشبه بحلم إبليس في الجنة، فالوعود الفارغة من قبل بعض “الاصلاحيين” أو تمثيلية بعض أرباب النظام بالدعوة الى تحقيق بعض المطالب الحياتية من تأمين خدمات أو غيرها، لم يعد يلبي طموحات الشعب الايراني الذي ينشد التغيير، ولم يعد قادرا على العيش في ظل الضائقة الاقتصادية المفروضة، والحياة في ظل نظام يقمع  الحريات  العامة والخاصة.

تتهم الثورة الايرانية النظام بتبديد ثروات الشعب الايراني على أذرع الحرس الثوري الإيراني الذي يجري حاليا البحث في دول الغرب على إعتباره تنظيما إرهابيا وفرض مزيد من العقوبات على قيادييه واعضائه، هذا الحرس الذي أسس لدعم ميليشيات في المنطقة مثل حزب الله في لبنان وفي سوريا والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن وغيرهم، بينما الشعب يعيش ضائقة اقتصادية وحصار منذ عشرات السنوات، ولا يرى المواطنون نهاية لهذا النفق الطويل .

لذلك، تنعكس الثورة على طبيعة مهام أذرع ايران، ومنها حزب الله اللبناني، مما يُشكل تحديا امام هذه الميليشيا ٍ ويؤشر إلى أزمة تواجهه في المديين المتوسط والطويل، بالنظر الى إعتماد هذا الحزب في موازنته على المساعدات الايرانية، وهذا الامر سينعكس أيضاٌ في لجم الـاثير السياسي، ويُشكل ذلك تحدياً حقيقياً لحزب الله في هذه الآونة، وما حالة الإرباك التي يعيشها اليوم إلا نتاج لثورة الشعب الايراني، والتي فرضت نفسها على أجندة حزب الله، مما ينعكس حالة إرتياح على الساحة اللبنانية ورهان على تراجع دوره في تدمير الدولة اللبنانية لصالح إيران، فيما لو توفرات معارضة لبنانية حقيقية في مواجهته.

يحاول “حزب الله” تخطي الأزمات التي يواجهها ببعض الليونة على الساحة اللبنانية ومنها الدعوة للحوار لانتخاب رئيساً للجمهورية، محاولاً بذلك تقطيع المرحلة وصولاً الى أقل الخسائر الممكنة في هذه الظروف، بانتظار ما ستؤول مجريات الأحداث داخل ايران .لذلك، نرى هذا التواضع أحياناً في الخطاب السياسي لحزب الله، في محاولة تقطيع الوقت وتحقيقاً لبعض للمكاسب في هذه الظروف بالذات والتي تحمل في طياتها الكثير من التحديات والمتغيرات على مستوى لبنان والاقليم .

<

p style=”text-align: justify;”>وكان التصريح الاخير للشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام للحزب، أخيراً بعد عودته من ايران، بأن الاوضاع في ايران جيدة ولا شيء يتغير تُذكرنا بتصريحات الرئيس السابق ميشال عون في اوائل الثورة السورية ان الاوضاع الجيدة وستنتهي الثلاثاء القادم، وهاهي مضت السنوات والنظام في أضعف وقت وسوريا مقسمة بين مناطق نفوذ لبعض الدول، وبالتالي إيران  اليوم تعيش أزمة حقيقية غير مسبوقة نتيجة ثورة للشعب الإيراني الذي لم ترهبه كل اساليب القمع التي تستعملها السلطات الإيرانية ولا زال ثائراً يدعو إلى إسقاط النظام.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *