اليوم الــ 122 للحرب: الجيش الأوكراني ينسحب من سيفيرودونيتسك والناتو على شفير حرب مع روسيا
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم الـــ 122 للحرب، أعلن حاكم مقاطعة لوغانسك سيرغي غايدي ن قوات الجيش الأوكراني في سيفيرودونيتسك تلقت الأوامر بالانسحاب إلى أماكن أكثر تحصنا، مشيرا إلى أن القوات الروسية تقصف المدينة منذ نحو 4 أشهر يوميا، وأن 90% من منازلها تضررت جراء القصف المستمر، دون أن يحدد جدولا زمنيا لهذا الانسحاب، أو ما إذا كان سيتم بتوافقات مع الجانب الروسي.
وأفاد إن المروحيات الروسية قصفت الجسر الواقع على مدخل مدينة ليسيشانسك، موضحا أن الجسر لم يدمر بالكامل، لكنه لم يعد صالحا لعبور الشاحنات، وأوضح أنه سيسمح للسيارات الصغيرة بالعبور على الجسر.
الا أن مسؤول دفاعي أميركي بارز قلل من شأن التقدم الذي حققته روسيا في أوكرانيا، وقال إن الانسحاب من سيفيرودونيتسك سيسمح لقواتها باتخاذ مواقع دفاعية أفضل.
وأعلنت قيادة أركان الجيش الأوكراني أن قواتها تمكّنت من إيقاف الهجوم الروسي على الضواحي الجنوبية لمدينة ليسيتشانسك، وأكدت إلحاق خسائر كبيرة بالمهاجمين وإجبارهم على التراجع. وأفادت قيادة عمليات الجنوب بأن قواتها صدّت محاولة اقتحام لوحدة استطلاع روسية على مواقع متقدمة للقوات الأوكرانية من جهة خيرسون، مؤكدة قتل العديد من أفراد القوة المتقدمة.
وقال الجيش الأوكراني إن قواته استهدفت بخمس ضربات جوية مواقع تمركز القوات الروسية في مناطق متفرقة جنوبي البلاد، مشيرا الى أن دفاعاته الجوية أسقطت صباح اليوم عددا من الصواريخ الروسية في مقاطعة ميكولايف، وأن اثنين منها وقعا في منطقة غير سكنية.
من جهة أخرى، وجّهت القيادة العسكرية والمدنية في المقاطعة دعوات إلى السكان للبقاء في الأماكن الآمنة، تفاديا لضربات مدفعية محتملة عليها. كما أفادت قيادة عمليات الجنوب بأن قواتها صدت محاولة اقتحام لوحدة استطلاع روسية على مواقع متقدمة للقوات الأوكرانية من جهة خيرسون، مؤكدة قضاءها على العديد من أفرادها.
من جهة ثانية، قالت سلطات لوغانسك الموالية لروسيا إن 3 مدنيين قتلوا في قصف أوكراني استهدف مستشفى في الجزء الخاضع لسيطرة قواتها في مدينة سيفيرودونيتسك، وهو ما ألحق أضرارا كبيرة بالمستشفى.
كما قالت سلطات لوغانسك الموالية لروسيا إن قواتها تسيطر على بلدتي “زولوتوي” و”غورسكوي” جنوب غرب مدينة ليسيتشانسك، وأضافت أنه تم القضاء على القوات الأوكرانية التي حوصرت في جيب صغير جنوب ليسيتشانسك، بينما قال حاكم إقليم كالينينغراد الروسي إنه يملك معلومات عن اتجاه الاتحاد الأوروبي لإنهاء منع عبور البضائع إلى الإقليم.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن “حظر عبور البضائع إلى مقاطعة كالينينغراد الروسية، تم بإملاءات واضحة من واشنطن.“، معتبرة أنه “من الصعب أن يكون مصادفة ما قام به الغرب بحظر عبور مجموعة واسعة من البضائع بالسكك الحديدية عبر منطقة كالينينغراد.“
ورأت إنه “من المستحيل إجراء مشاورات على مستوى الخبراء مع واشنطن في المستقبل القريب”.
من جهة أخرى، قال جهاز الاستخبارات العسكري البريطاني إن روسيا تسعى لدعم سلاحها الجوي بعناصر من شركة “فاغنر”، بسبب محدودية كفاءة طياريها وحجم خسائرها. واعتبر الجهاز أن توظيف روسيا طيارين متعاقدين مع شركة فاغنر يشير إلى أن قواتها الجوية تعاني من نقص في أطقمها.
ورجّحت الاستخبارات البريطانية أن استخدام الطيار الروسي لنظام “جي بي إس” التجاري يدل على أن الطائرات المقاتلة لشركة “فاغنر” هي نماذج قديمة من طراز “سو-25″، وأن القوات الجوية الروسية لا تزودها بأحدث معدات الملاحة.
وتشير الاستخبارات البريطانية إلى أن الطيار الروسي الذي وقع في أيدي القوات الأوكرانية قبل نحو أسبوع، اعترف بأنه رائد سابق في القوات الجوية الروسية، وعمل مقاولا عسكريا لشركة “فاغنر”، ونفذ مهام عدة خلال الحرب.
من جهته، كشف البنتاغون عن بدء أوكرانيا استخدام أول دفعة من قاذفات الصواريخ الأميركية “هيمارس”، فيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتحاد الأوروبي والناتو بالتضافر لشنّ حرب على روسيا.
وقال البنتاغون إن الدفعة الثانية من راجمات الصواريخ التي يصل مداها إلى 80 كيلومترا، ستصل إلى أوكرانيا الشهر المقبل.
ولا تعتبر “هيمارس” التي تلقتها أوكرانيا من الأنظمة البعيدة المدى التي تصل إلى عدة مئات من الكيلومترات، كتلك التي يمتلكها الجيش الأميركي.
وأشار جو بايدن إلى أن قاذفات الصواريخ هذه “ستجعل من الممكن ضرب أهداف رئيسية في ساحة المعركة في أوكرانيا بشكل أكثر دقة”، مع تأكيد كييف على أنها لن تُستخدم “لضرب الأراضي الروسية“.
وذكر مسؤول دفاعي أميركي بارز اليوم أن روسيا تحاول دون جدوى اعتراض سبيل الأسلحة الغربية التي تتدفق إلى أوكرانيا، بما يشمل أنظمة صواريخ أبعد مدى تأمل كييف في أنها ستكون حاسمة في ميدان المعركة.
من جانبه، عبّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن امتنانه لقبول الاتحاد الأوروبي منح أوكرانيا صفة دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، وقال إن الخطوة لحظة فريدة وتاريخية.
في السياق ذاته، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) بالتضافر لشن حرب على روسيا.
وقال خلال زيارة إلى أذربيجان “لا نعتقد أن معاداة الروسية الحالية من جانب الاتحاد الأوروبي سوف تتبدد أو تتغير نوعا ما في المستقبل القريب، وحتى أكون صادقا: ولا على المدى البعيد“.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية “ريا نوفوستي” عن لافروف قوله أيضا إن ألمانيا النازية في عهد أدولف هتلر حشدت دولا أوروبية أخرى لمهاجمة الاتحاد السوفياتي في بداية الحرب العالمية الثانية.، مضيفا “الآن، الاتحاد الأوروبي والناتو يشكلان ائتلافا حديثا للقتال، وفي النهاية لشن حرب على الاتحاد الروسي. سوف نتابع كل هذا عن كثب“.
وفيما يتعلق بقرار قمة الاتحاد الأوروبي منح أوكرانيا صفة مرشح للتكتل، قال “لافروف إن هذا لا يشكل تهديدا على روسيا، حيث إن الاتحاد الأوروبي ليس حلفا عسكريا على عكس الناتو”، مشيرا إلى أن “القادة الأوروبيين يملون قراراتهم على الدول التي تريد الانضمام للاتحاد الأوروبي، ويحرّضونهم على معاداتنا”.
وأضاف لافروف أن الأطراف الأوروبية المعنية بالأزمة في أوكرانيا تحث كييف على التفاوض مع روسيا، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا تمنعانها من ذلك. ووصف تصرفات الأمين العام للأمم المتحدة حيال أزمة تصدير الحبوب الروسية والأوكرانية بأنها تطيل أمد الأزمة، بسبب إصراره على حلّ مشكلات تصدير الحبوب الأوكرانية أولا.