قتال شوارع في الخرطوم وهجوم على مقر الجيش في نيالا
السؤال الآن ــــ وكالات
تواصلت في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تحليق مكثف للطيران الحربي وقتال في الشوارع بالمدافع والأسلحة الخفيفة.
وتعرض وسط العاصمة الخرطوم ومنطقة بحري الواقعة شمالها لقصف مدفعي مصدره أم درمان، وأفاد أحد السكان بأن “قصفا مدفعيا من شمال أم درمان يستهدف الخرطوم وبحري منذ الرابعة صباحا”.
وأفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات عنيفة في محيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي العاصمة الخرطوم رد فيها الجيش على قوات الدعم السريع بالمدفعية الثقيلة، مما أجبرها على الابتعاد عن المنطقة العسكرية المهمة. وسلاح المدرعات من القواعد الإستراتيجية المهمة للجيش في العاصمة الخرطوم، وتحاول قوات الدعم السريع منذ أيام مهاجمتها.
وفي مدينة أم درمان، ذكر شهود عيان أن الجيش يواصل تمشيط المدينة مستخدما الأسلحة الثقيلة والخفيفة، مع إشراك القوات الخاصة لإخراج أفراد الدعم السريع من داخل منازل المواطنين.
وحسب الشهود، شهدت مدينة بحري شمالي العاصمة معارك طاحنة بين الجيش والدعم السريع مع تحليق مكثف للطيران الحربي، وتخللها دوي المدافع وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
وفي إقليم دارفور غربي البلاد، شنت قوات الدعم السريع مساء أمس الأحد هجوما على مقر الجيش في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وأعلنت هذه القوات التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو في بيان أنها بدأت “حملة مكثفة لمحاربة عمليات النهب والتخريب، خاصة عمليات سرقة السيارات المدنية”.
ولفتت إلى أن قوات الدعم السريع “ستتحقق من أي فرد (عسكري) يقود عربة مدنية”، مؤكدة أنه سيتم “احتجاز العربة وسائقها وتقديمه لمحاكمة ميدانية”.
وكانت شهادات عديدة وردت من سكان العاصمة أفادت بأن عناصر من قوات الدعم السريع يستقلون عربات خاصة بعد أن يزيلوا لوحاتها.
واليوم وجه الجيش قيادات المناطق العسكرية باستقبال وتجهيز المقاتلين المتطوعين إنفاذا لنداء قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان.
وفي 27 يونيو/حزيران الماضي طلب البرهان خلال خطاب بمناسبة عيد الأضحى من الشباب السودانيين الانضمام إلى الوحدات العسكرية لنيل شرف الدفاع عن بقاء الدولة السودانية التي تداعت عليها المؤامرات داخليا وخارجيا، على حد تعبيره.
ومنذ أسبوع تشهد مدن الخرطوم اشتباكات بين الجيش والدعم السريع هي الأعنف منذ اندلاع القتال بين الطرفين بغرض السيطرة على المواقع الإستراتيجية في العاصمة.
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولا في منتصف أبريل/نيسان الماضي، ثم ارتكاب خروقات خلال سلسلة هدن لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.2 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.