لماذا تتخلى إيران عن قادتها بعد تخليها عن غزة وعن لبنان؟!
“التهديد قد يكون أقوى من التنفيذ” هذا ما تقوم به إيران، تنفيذاً للمقولة المنسوبة للاعب الشطرنج التاريخي نيمزوفيتش.
ولكن هذا يعني أن فيلق القدس ما يزال يبحث عن طريق القدس على الرغم من استشهاد مئات المقاتلين من حزب الله “على طريق القدس”! وإيران تتوعد بالرد… ولا ترد!
جمهور “الممانعة” وجماهير الجوار تنتظر رد إيران على اغتيال قائدها الكبير قاسم سليماني! فهل اكتفت إيران بقصف عين الأسد الفارغة؟! قصف لقاعدة أميركية جوية في محافظة لم يُصب فيها أحد! فهل كانت الاصابة فعلاً “دقيقة”؟!!!
إسرائيل من جهتها تكسر قواعد الاشتباك وتتخطى الخطوط الحمر في لبنان وسوريا والعراق وحتى بضرب أهداف إيرانية مباشرة. بالأمس، محمد رضا زاهدي ومحمد هادي حج رحيمي ورفاقهم. وقبلهم سيد رضى موسوي وغيره. وإيران توعدت ولم ترد!
في الواقع، تريد إيران أن تحافظ على موقعها “التهديدي – الابتزازي” للمنطقة بأسرها، وبخاصة لدول الخليج! وهي لذلك “تنأى بنفسها” عن الرد المباشر لأي اعتداء يطالها! الأمر الذي يجنبها الخسائر الكبرى!
تحرك إيران أذرعها الكثيرة، من حماس الى الحوثي الى حزب الله (اللبناني) الى حزب الله العراقي ( بفصائله المتعددة مثل لواء أبو الفضل العباس وكتائب كربلاء وزيد بن علي…) الى عصائب أهل الحق وحركة النجباء… ولكن فيلق القدس لا يتحرك!
معظم تحركات الأذرع الإيرانية موجهة الى الداخل العربي! والغريب هو التحول الذي أخذه الموقف الإيراني في الحرب على غزة! أم أنه في الواقع لم يكن تحولاً؟! حماس “أدانت” منذ اللحظة الأولى عدم تدخل إيران مباشرة في الحرب! ولكنها “تفهمت” لاحقاً!!
ما تمّ تسريبه مؤخراً من لقاء قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله هو رفض إيران التدخل في أي حرب يخوضها الحزب مع اسرائيل، أو أن نصرالله أبلغ إيران أن الحزب قادر على مواجهة اسرائيل وحيداً! النتيجة واحدة!
في مختلف الأحوال تعد إيران العدة لترهب… العرب، وليس اسرائيل!
ومن دون الخوض في التاريخ وفي إيران غيت… نجحت حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد على شواطىء المتوسط بلجم إيران من التدخل ضد الاسرائيليين!
وبالنهاية، ما لم تقم به إيران في 8 أكتوبر لن تقوم به في أي وقت آخر!