البطل نتانياهو…!
سمير سكاف
بنيامين نتانياهو خسر حربه في 6 أكتوبر!
فهل تدمير غزة وقتل أهلها يحقق أمن اسرائيل؟!
وهل يتخذ بنفسه قرار إعدام الأسرى الاسرائيليين؟!
لن تحقق “بطولات” بنيامين نتانياهو أمن اسرائيل! فقتل 100.000 فلسطيني “وحده”، أو مع احتلال غزة بالكامل، لن يؤمن أهداف الحرب؛ وهي استعادة أمن إسرائيل واستعادة ثقة الشعب الإسرائيلي بجيشه، والعودة إلى ما قبل 7 أكتوبر! هذا، من دون البحث في حقوق الشعب الفلسطيني.
لا يختلف اثنان في إسرائيل على تحميل رئيس حكومتهم بنيامين نتانياهو مسؤولية 7 أكتوبر، ومسؤولية خسارة بالأرواح تصل إلى حوالى 1.450 شخصاً بينهم 600 عسكري، مع سقوط حوالى 250 إسرائيلياً في الأسر عند حماس!
يُضاف إلى ذلك، مشاكل الاقتصاد، و”التهجير القسري” لحوالى 400.000 إسرائيلي إلى المهجر، وتهجير 100.000 من قرى ومستوطنات الشمال و70.000 من سكان غلاف غزة إلى الداخل! بعيداً أيضاً عن المآسي التي تتكبدها غزة وأهلها.
في غزة اليوم، ليس هناك الملك دافيد (داوود)، ولا الخصم هو غولياث. وليس نتانياهو هو “المخلص”! فحياة نتانياهو السياسية ستنتهي بانتهاء حكومته! وتبدأ معها متاعبه “القضائية”! إذ ستنتظره لجان تحقيق، ودعاوى فساد وغيرها، بالإضافة الى انقضاض خصومه في السياسة عليه غداة انتهاء الحرب!
ولمواجهة كل ذلك، يريد نتانياهو تحقيق نصر عسكري “كبير”! ويريد أن ينهي حياته السياسية بطلاً قومياً! مع أن الرجل ليس عسكرياً! فهو ليس مناحيم بيغين، ولا اسحاق شامير، ولا اسحاق رابين، ولا يهود باراك… وقراراته الميدانية تتخبط مع قياداته العسكرية!
غرق نتانياهو في وحول غزة في 6 أكتوبر وما قبل! غرق يوم لم يكن متنبهاً لجهوزية حماس! ويوم لم يكن يعلم بمخططاتها! وكبّد شعبه مليارات الدولارات “العسكرية” مقابل حفنة من الدولارات! غرق في “كشتبان” بضعة كيلومترات مربعة! وعرّض عسكره الفائق التدريب لمقاومة شرسة، أرهقته جداً!
ومع ذلك، فهو يريد تحرير الأسرى! 130 أسيراً إسرائيلياً (من أصل 248 بالأساس) لدى حماس، بينهم حوالى 35 أسيراً يُعتقد أنهم توفوا. يريد تحريرهم ولا يريد وقف إطلاق النار!!! يعد بإطلاقهم ويعرقل التفاوض! فهل يتخذ نتانياهو بنفسه قرار إعدام الأسرى الاسرائيليين بالتخلي عنهم؟!
يريد اقتحام رفح بأسرع وقت ممكن، مدركاً حجم المجازر التي سيرتكبها خلال الاقتحام. وهو فشل في الحصول على تغطية سياسية دولية. لا بل رفض تطبيق قرار مجلس الأمن بوقف النار خلال شهر رمضان.
يريد دعم الرئيس الأميركي جو بايدن، ولا يمانع في إحراجه في حملته الانتخابية. ومع ذلك بايدن يمده بالمال والسلاح والطائرات والذخيرة!
يريد دعم كل الأطراف في الداخل الإسرائيلي ولا ينجح باستيعاب معارضيه ولا المتظاهرين المطالبين باستقالته!
ومع ذلك، فهو يريد أن يخرج بطلاً! لا يمانع في إهراق دم 100.000 من أهل غزه و 20.000 من أطفالها لاحتلال غزة بالكامل، ولمحاولة قتل يحيى السنوار ومحمد الضيف! وهو، وإن شفى غليله، فهل يعني ذلك فعلاً تحقيق هدف الشعب الإسرائيلي وهو استعادة الأمن والعودة إلى حياة “طبيعية”؟!
سيذهب نتانياهو وستبقى اسرائيل غير آمنة! فمن فلسطينيي الضفة الى عرب 48، الى لبنان، الى جيل غزة الذي سيكبر… كثيرة هي الأمور التي تجعل أمن اسرائيل بعيد المنال! ونتانياهو، الذي سيكون سيء الذكر جداً للعرب، لن يكون يوماً بالنسبة للإسيمون بوليفارسرائيليين لا وليام والاس ولا مايكل كولينز ولا سيمون بوليفار..!