هل أصبحت الحرب الشاملة على أبواب لبنان؟!
سمير سكاف
تختلف التحضيرات الاسرائيلية للحرب الشاملة ضد حزب الله ولبنان عن مجريات حرب إسرائيل على غزة. فالطائرات الجديدة F38 والذخيرة الجديدة ومساعدات ال 24 مليار دولار الأميركية لإسرائيل وجيشها تخص الحرب على لبنان أكثر منها الحرب على غزة.
إذا كان حزب الله قد أخذ مبادرة الحرب على اإسرائيل في 8 أكتوبر للإسناد والدعم لحماس وأهل غزة. فإن الحرب على لبنان أصبحت منفصلة عن الحرب على غزة! ولا تعني التهدئة في غزة بالضرورة التهدئة على جبهة لبنان!
إسرائيل تصعِّد وحزب الله يصعِّد! هذه قاعدة الحزب. وبما أن تصعيد إسرائيل يزداد فتصعيد الحزب يوازيه. وبالتالي فإن كسر قاعدة الاشتباك لا يحدث مرة واحدة، بل يكبر ككرة الثلج. وهو يدق ناقوس خطر الحرب الشاملة!
تقترب الحرب الشاملة مع لبنان شيئاً فشيئاً. المؤشرات ترتفع. والأهداف متوفرة وكثيرة؛ من ضرورة إبعاد صواريخ حزب الله عن الحدود باتجاه الداخل اللبناني وشمال الليطاني، إلى كسر العامود الفقري للحزب وضرب بيئته، إلى تأمين أمن كافٍ لعودة “المهجرين قسراً” من الإسرائيليين إلى قراهم ومستوطناتهم في الشمال الإسرائيلي..!
هذا في حين أن النصائح الفرنسية والأميركية، وزيارات الوزير أنطوني بلبينكن والموفد آموس هوكشتاين إلى المنطقة، كما زيارة الوزير الفرنسي جان إيف لودريان لا تحرز أي تقدم على خط نار لجم الحرب بين اسرائيل وحزب الله.
مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه وقف النار في غزة تعاني من جهتها من تعقيدات رفض الطرفين الإسرائيلي والحمساوي لها. فهما يضعان يداً على القلم ويداً على الزناد. وشيطان التفاصيل ما يزال أقوى من ملائكة النوايا.
ومع ذلك، تستنزف إسرائيل أهل غزة بغاراتها القاتلة. وتستنزف حماس إسرائيل بعامل الوقت وملف الأسرى الذي، وبعد عملية التحرير الأخيرة انخفض عديده إلى حوالى 90 أسيراً من الأحياء، من أصل حوالى 126 أسيراً.
وبشكل موازٍ، تنفذ إسرائيل يومياً عمليات اغتيال لقيادات ومقاتلي حزب الله. وعدد شهداء الحزب من المقاتلين يقترب من الـ 400 شهيد! وكان اغتيال أبو طالب في الأيام الماضية هو أعلى درجات هذه الاغتيالات!
والأكيد أن إسرائيل لن توقف عمليات اغتيالها! ولكنها لم تنفذ حتى الآن اغتيالات لشخصيات يسهل اغتيالها نسبياً، كنواب ووزراء الحزب الذين يتحركون بعلانية. في حين أنها تنفذ عمليات أكثر صعوبة وتغتال قيادات عسكريي الحزب، “غير المعروفين”، لأدوارهم الكبيرة ميدانياً!
يبدو الصيف اللبناني حاراً جداً. وقمة التصعيد ستكون في محيط 24 تموز/يوليو المقبل مع خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في الكونغرس الأميركي! والأهم هو هل يتحضر لبنان لهذه الحرب ولتبعاتها الكارثية المحتملة عليه وعلى اللبنانيين؟!
Visited 14 times, 1 visit(s) today