ماذا حملت زيارة المبعوث الأميركي إلى لبنان؟

ماذا حملت زيارة المبعوث الأميركي إلى لبنان؟

أحمد مطر

       في زيارته الأخيرة إلى لبنان، حمل الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين مجددا ملفّ رئاسة الجمهورية اللبنانية، تحديداً أمام ممثلي نواب المعارضة الذين التقاهم في مجلس النواب. وقاله أيضاً للرئيس نبيه بري. وأبلغ حاجة الإرادة الدولية لانتخاب رئيس يكون على رأس مفاوضات ترسيم الحدود البرية في اليوم التالي.
لم يكشف أي مسؤول التقى المستشار الرئاسي الأميركي أموس هوكشتاين، عن تفاصيل ما حمله في زيارته المفاجئة إلى لبنان، باستثناء العموميات، وما أعلنه هو للصحافيين، بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري من مواقف وضرورة خفض التصعيد بين حزب الله وإسرائيل لتجنب الحرب، ومؤكدا بأن الحل الديبلوماسي مايزال ممكنا، وتكراره بأن نجاح صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل في الدوحة، سيساعد على وقف المواجهة العسكرية والتدهور في الجنوب، وعودة الهدوء الى المنطقة.
تجنب هوكشتاين التطرق علانية إلى ما أبلغه للمسؤولين اللبنانيين من خطورة الأوضاع السائدة حاليا في المنطقة، جراء التصعيد الناجم عن اغتيال إسرائيل لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، والخشية من أن تؤدي ردود فعل الحزب وإيران إلى توسع المواجهات العسكرية الجارية على الحدود الجنوبية اللبنانية والمناطق المتقابلة من الجهة الأخرى، إلى حرب واسعة تشمل لبنان كله، ومشددا على ضرورة تجنب كل ما من شأنه اندلاع مثل هذه الحرب، التي تنعكس ضررا على الجميع من دون استثناء.
أبقى المستشار الرئاسي الأميركي ما دار من نقاشات حول المبادرة التي طرحها خلال زياراته السابقة لحل مشكلة إنهاء المواجهات العسكرية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، وما يتصل بها من مشاكل على الحدود اللبنانية الجنوبية، والأجوبة والتعديلات التي تلقاها عليها من المسؤولين اللبنانيين وحزب الله، بخصوص الاتفاق المقترح، طي الكتمان وبعيدة عن التداول، بالرغم من إعلانه أن نجاح صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل، سيؤدي إلى حل ديبلوماسي للمواجهات العسكرية الجارية بين الحزب وإسرائيل جنوبا، ما يعني أن باب التفاوض مايزال قائما، ولم يغلقه اغتيال هنية وشكر، والتصعيد السياسي الذي أعقب جريمتي الاغتيال.
نقل المستشار الرئاسي الأميركي في زيارته للبنان، قلق الإدارة الأميركية من التصعيد الجاري على خلفية اغتيال هنية وشكر، ونصائح أميركية، بوجوب التنبه وعدم انجرار الحزب إلى ردات فعل غير محسوبة، وبشكل غير مباشر، لتفادي إعطاء أي مبرر لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وقادة جيشه، لتنفيذ تهديداتهم المتواصلة للقيام بعملية عسكرية إسرائيلية، لتغيير الواقع العسكري السائد في الجنوب، وفي المقابل تناول الملاحظات والتعديلات التي طلبها لبنان والحزب على اقتراحات حل مشكلة الجنوب، ونقلها إلى كبار المسؤولين الأميركيين في طريق العودة إلى بلاده . 
ويمكن تلخيص كلام هوكشتاين بالآتي: نتفهّم موقف الحزب عن ربط الحرب في جنوب لبنان بالحرب في غزة، لكن علينا البحث عن مسار ثالث. والآن هو الوقت المناسب. وذلك بحسب مصادر دبلوماسية، أضاف كل كلمة قالها الرجل كان يعنيها.
رغم أن الرئيس بري حاول في تصريحاته التخفيف من هذه الأجواء، إلا أن البحث عن مسار ثالث، هو بيت القصيد. والكلام كان عن تطبيق القرار 1701، وإلا فستنفذ إسرائيل تهديداتها بفرض حزام أمني داخل الحدود اللبنانية، ضماناً لعدم إطلاق صواريخ الكاتيوشا باتجاه المستوطنات الشمالية، والقيام بتصعيد أمني لتطويق الحزب في الجنوب وبيروت والبقاع وسوريا.
ختامًا هل نجح هوكشتاين في مهمة نزع فتيل ردود فعل إيران وحزب الله على اغتيال هنية وشكر، ومنع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو من تنفيذ تهديداته المتكررة، باجتياح عسكري للجنوب، وهو ما تجيب عليه الأيام المقبلة.
Visited 64 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد مطر

صحفي وكاتب لبناني