ستروماي يغني للمرشحين للانتحار

ستروماي يغني للمرشحين للانتحار

طرح المغنى البلجيكى ستروماي Stromae أغنيته الجديدة L’enfer أو الجحيم، على قناته الرسمية في يوتيوب، والتي حصدت مشاهدات أكثر من 10 ملايين، وحظيت بأكثر من نصف مليون إعجاب على اليوتيوب. ليعبر فيها عن جحيم يشبه حيواتنا في عصر التفاهة والبنوك واللقاحات والسرعة. فيما انقسمت الآراء وعم الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول مضمون الاغنية التي قدمها في مقابلة تلفزيونية بعد غياب 7 سنوات، ردا على سؤال عما إذا كانت الموسيقى قد ساعدته على التحرر من الوحدة، والتي جاء في مقطع منها الآتي: “نتيجة لذلك، كانت لدي أحيانًا أفكارا انتحارية، وأنا لست فخوراً بها، وفي بعض الأحيان تعتقد أنها الطريقة الوحيدة لإسكاتها، هذه الأفكار التي تجعلني أعيش في الجحيم”.

وعلى الرغم من أن البعض اعتبر الأمر ترويجا لألبومه الذي احتوى هذه الاغنية، وصف أخصائي نفس مضمونها بــ “الجرىء”، ووصفها أحدهم بــ “الهدية الرائعة لمن يفكرون في الإقدام على الانتحار، ولمن هم في محنة”. وشكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية المغني ستروماي لمعالجته موضوع الانتحار الصعب. الأغنية التي أثارت الجدل، وضع فيها ستروماي من روحه ومن لمساته وبصماته، تفضح قبح أفكار تعترينا في أصعب محطات الحياة، أفكارٌ تتلخص في محاولات الانتحار وهجر هذا الوجود بكل ما فيه من حلو ومر، فتضعفنا وتنهكنا وتخجلنا حتى نقرر أن نخبّئها آملين بذلك أن ترحل وتتركنا وشأننا. 

وتحدث ستروماي عن قيود الإحساس بالذنب التي تحدّ من حركة الإنسان المعاصر، عن خوفه وأزماته الوجودية وقلقه المفرط، بأسلوب فنّي وإنسانيّ مدهش. خروج هذا الفنان من عزلته وانفتاحه على العالم والإشارة إلى مواضيع كانت تعتبر أسرارًا وعيوبًا لا ينبغي الإفصاح عنها، قد تساعد مئات الآلاف على تجاوز عتبة الاكتئاب والهلع ورفض فكرة المضي هكذا، دون محاولة التعافي وتجاوز المأساة. ليست أغنية “الجحيم” وحدها ما أثارت محبي الفن، ففي كلّ ظهور إعلامي ومع كل أغنية جديدة، يضرب ستروماي ضربته ويعطي دروسًا لا يمكن أن تُنسى من فرط جمالها. فما حدث مع أغنية الجحيم اليوم، حدث منذ 8 سنوات مع أغنية “هم أنفسهم” متقمصًا دور الفتى والفتاة بتقنية تحويل الصورة، وقد كشف في هذه الأغنية الكليشيهات التي تحكم العلاقات بين الرجل والمرأة، كما رفع الحجاب عن الهوية الجندرية المحددة والمرتبطة بصفات معيّنة. 

وفي محطة أخرى، خاطب هذا الشاب، الذي صار أيقونة من أيقونات البوب، مباشرة مرض السرطان الذي ارتبط في ذاكرته بأوجاع طالت والده ووالدته، والذي تجسّد في الكليب في عنكبوت عملاق. ولاقى هذا العمل نجاحًا باهرًا، إذ قدّرت المشاهدات على منصة يوتيوب بـ 3 مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة. وستروماي لم يكتف بتصوير المعاناة التي عاشها مع المرض من خلال تجارب أبويه، بل ظلّ يبدع في رسم مآسيه وتحويلها إلى أعمال فنيّة ظريفة كما فعل في أغنية Papaoutai التي عكست غياب والده الرواندي ذي المزاج المتقلّب، والذي قتل في الإبادة الجماعية التي مسّت رواندا سنة 1994. بإيقاع كنغولي وبألوان إفريقية وبنص واقعي نابع من ذكريات طفولة هذا الفنان، كتبت الأغنية وصوّر الفيديو كليب وصار نغمًا يردده الأطفال الذين عانوا شرّ هذا الغياب. 

في أغانيه يمتزج الواقع بالخيال، يرى مشهدًا صغيرًا أو أن يسمع جملة ويحولها إلى نجاح موسيقي باهر كما فعل في “Formidable”  التي استوحاها من كلمات قالها له أحد مشردي الشوارع في بروكسل وتطرق فيها إلى مسألة إدمان الكحول. ستروماي واسمه الحقيقي (بول فان هافر) وُلد ببروكسيل في 12 مارس 1985، هو مؤلف ومغني الموسيقى الإلكترونية والهيب-هوب. بلجيكي من أصل رواندي، بدأ مساره الفني سنة 2002. مشهور بقطعه الموسيقية Alors on danse ،  Papaoutai  و  Formidable  حصل على جوائز عالمية عدة عن البوماته والحانه الموسيقية. 

يعتبر من أحسن المغنيين الفرانكفونيين، حيث وصفه بعض نقاد الموسيقى أنه جاك بريل الجديد، لأنه يقوم في أغانيه بالضغط على الحرف r (أغلب المغنيين الفرنسيين والفرانكفونيين القدامى، مثل جاك بريل وإديث بياف وغيرهم كانوا يضغطون بشكل كبير على حرف r لتمييز الأغنية الفرنسية عن باقي الأغاني العالمية الأخرى. وتتميز طريقة الموسيقى عند ستروماي بأسلوب مختلف تماما عن الأغاني الأخرى مثل الراب، إلكترو والموسيقى الجديدة بشكل عام، فطريقة تأدية الأغاني تشبه لحد كبير أغاني جاك بريل، بإيقاعات متناسبة تقريبا مع الموسيقى العصرية. 

كلمات أغنية الجحيم بالفرنسية: 

J’suis pas tout seul 

à être tout seul 

Ça fait déjà ça de moins dans la tête

 Et si j’comptais combien on est ? 

 Beaucoup 

Tout ce à quoi j’ai déjà pensé 

Dire que plein d’autres y ont déjà pensé 

Mais malgré tout je me sens tout seul 

Du coup Refrain

 J’ai parfois eu des pensées suicidaires 

et j’en suis peu fier 

On croit parfois que c’est la seule manière de les faire taire

 Ces pensées qui me font vivre un enfer 

Ces pensées qui me font vivre un enfer 

Est-ce qu’y a que moi qui ai la télé ?

 Et la chaîne culpabilité ?

 Mais faut bien se changer les idées

 Pas trop quand même 

Sinon ça repart vite dans la tête 

Et c’est trop tard pour qu’ça s’arrête 

C’est là que j’aimerais tout oublier 

Du coup

Tu sais j’ai mûrement réfléchi 

Et je sais vraiment pas quoi faire de toi 

Justement, réfléchir

 C’est bien le problème avec toi (bis 2x)

يارا برجاوي

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة