حين كان عبد الكريم غلاب يكتب في الرياضة

حين كان عبد الكريم غلاب يكتب في الرياضة

محمد عبد الله غلالي

عرفت الأستاذ الأديب والكاتب الروائي ونقيب الصحفيين والمؤرخ عبد الكريم غلاب منذ سنة 1975، حين كنت طالبا جامعيا وعضوا بالاتحاد العام لطلبة المغرب فرع الدار البيضاء، وفي الوقت نفسه مراسلا بمكتب جريدة “العلم” بالدارالبيضاء.

جمعتني معه هذه الصورة – الجميلة، التي أحتفظ بها، وقد سبق نشرها بجريدة “العلم” مدرستي الأولى. وهي توثق للقاء خص به الأستاذ الجليل المرحوم عبد الكريم غلاب، بصفته مدير جريدة “العلم” الغراء، مجموعة  من الصحفيين العرب، استقبلهم في مكتبه يوم 30 يوليوز 1977، بمناسبة حضورهم لتغطية أطوار البطولة العربية السادسة لتنس الطاولة بالرباط. 

وهم بالترتيب من اليمين إلى اليسار:

– سيد علي الشيخ من السودان صحفي بجريدة الاتحاد الإماراتية، ونعمت … صحفي من العراق، وكاتب هذه السطور مراسل “العلم” والمجلة اﻷسبوعية “الرياضي العربي” الكويتية، وعبد المحسن محمد الحسيني رئيس رابطة الصحفيين الرياضيين الكويتية، وصحافي بجريدة “الأنباء” الكويتية، أعتذر لأني لم أعد أذكر اسمه، ومحمد بنيس رئيس القسم الرياضي سابقا بـ”العلم”.

 كان اللقاء غنيا ومشوقا مع صاحب الرواية الرائعة “المعلم علي”، حيث أننا اكتشفنا أثناء حديث الأستاذ عبد الكريم غلاب أنه ملم بالرياضة وتفاصيلهاـ بل إنه يكتب في موضوعها بشكل رشيق وهادف، لكنه لم يكن يوقع مقالاته في الرياضة. وأهم كتاباته في هذا المجال هي لما يتطلب الأمر موقفا سياسيا بشأن منافسات رياضية، يكون الخوض في ثناياها يهم مصلحة الوطن. 

بعد انهزام المنتخب المغربي لكرة القدم أمام نظيره الجزائري بحصة مستفزة (خمسة أهداف لواحد)، حدثت صدمة قوية وسط الجمهور الرياضي، تجاوزته لتشمل المجتمع المغربي. عندها كثرت الانتقادات والمؤاخذات، لكن أقواها هي التي ركزت على مسؤولية الناخب الوطني الفرنسي آنذاك غي كليزو، حيث أجمعت كل الآراء على صك اتهام واحد، اسمه مباراة المغرب ضد الجزائر، والخسارة المذلة وغير المقبولة، خصوصا أنها أتت في عز الصراع السياسي المحتدم بين الجارتين بسبب النزاع حول أقاليمنا الصحراوية. وهي أكبر نتيجة سجلت بين المنتخبين، وتعود إلى تاريخ 9 ديسمبر 1979 حين فازت الجزائر بالملعب الشرفي في الدار البيضاء، بنتيجة 5-1، في إقصائيات منافسات الألعاب الأولمبية التي احتضنتها في الصيف الموالي من سنة 1976، موسكو عاصمة الاتحاد السوفياتي.  

 يومها، نادت جريدة “العلم”  لسان حزب الاستقلال، في  افتتاحيتها، وأيضا عبر مقالات صفحاتها الرياضية، باستقالة المدرب الأجنبي، مطالبة بتعيين مدرب وطني. وعلم أن الأستاذ عبدالكريم غلاب مدير الجريدة، قد دعم وساند حملات القسم الرياضي في هذا التوجه، وكان أكثر الناس حماسا لهذا الملتمس، بتناوله مواضيع رياضية سياسية.

 وأمام خضم هذا الحدث، خصوصا وأن وزير الشبيبة والرياضة كان من حزب الاستقلال، بل من أبرز قادته، وهو عضو اللجنة التنفيدية للحزب الأستاذ عبد الحفيظ القادري. استغرب المهتمون بالشأن الرياضي كيف أن “العلم” لسان حزب الاستقلال، تنادي بجلب مدرب وطني، وفي المقابل يومية “لوبينيون” الناطقة بالفرنسية، وهي تصدر عن الحزب ذاته، ومديرها المسؤول هو الوزير عبد الحفيظ القادري، كانت تنتهج السير ضد التيار، مدعمة الاستعانة بخدمات المدرب الأجنبي واستمراره في منصبه، وهو ما دأبت عليه منذ تكليف غي كليزو بمهمة تدريب المنتخب، وطالما عملت على تلميع حضوره، وأكثرت من نشر صوره على صفحاتها الرياضية. 

إلا أن المشرف على القسم الرياضي بيومية “لوبينيون” حينذاك، سيضطر للتراجع عن موقفه بهذا الشأن. وكان لأعضاء الطاقم الصحفي في “العلم” يد في الأمر، مدعمين بساسة الحزب ومواقفه المبدئية، بخصوص مسائل وقضايا الوحدة والهوية الوطنية والإنسية المغربية ومغربة الإدارة الوطنية والتعريب.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

محمد عبدالله غلالي

صحفي مغربي