حماسة في اليوم الأول لانتخابات المغتربين اللبنانيين

حماسة في اليوم الأول لانتخابات المغتربين اللبنانيين

حسين عطايا

بدا واضحاً وبشكل جلي أهمية انتخابات المغتربين اللبنانيين وتأثيرها على الاستحقاق الانتخابي في الخامس عشر من ايار- ماي الحالي، وما تتوقعه الأطراف السياسية اللبنانية التقليدية منها والتغييرية، وذلك لما لأهمية انتخابات المغتربين من دورٍ محوري في توجيه أصواتهم، لا سيما أنهم ونتيجة وجودهم خارج الأراضي اللبنانية وفي كامل بلاد الانتشار، متحررون من الضغوط التي تُمارس على اللبنانيين، سواء نفسية كانت أم سياسية، وحتى جسدية، نتيجة ما يُمارس من اعتداءات طالت العديد من مرشحي لوائح المعارضة، من قبل الثنائي الشيعي، الذي يحتكر التمثيل الشيعي وحصريته.
لهذا، فلو قمنا بمراجعة سريعة للخطوات التي قام بها المغتربون، بدءاً من الإقبال الكثيف على التسجيل في لوائح المقترعين، والتي فاقت أعداد المسجلين المئتي وأربعين ألف مسجل، وقد استقرت أعدادهم على رقم المئتي وخمسة وعشرين ألف، بعدما تم التدقيق بلوائح المسجلين، فتم إسقاط أسماء الذين لايستطيعون الاقتراع  لأسباب عديدة، نجد بأن المغتربين في هذا الاستحقاق يتمتعون بمسؤولية عالية في عملية التغيير، لا سيما المغتربون الجدد، الذين غادروا لبنان بعد عام 2017، وبشكل خاص بعد انتفاضة تشرين 2019، وكان من أسباب مغادرتهم لبنان الأزمات التي عصفت بالوطن وبأهله، وهذا ما جعل رقم التسجيل يفوق بأعداد كبيرة ما كانت عليه أرقام العام 2018، حيث لم يتجاوز حينها عدد المسجلين الخمسة وثمانين ألف مغترب، اقترع منهم مايُقارب الأربعين ألف.

لهذا، فإن نسبة تزايد أعداد المسجلين لهذه الانتخابات هذا العام، أثبتت أن المغتربين، كما المقيمين على أرض الوطن، هم معنيون بالسعي للتغيير الحقيقي في الطبقة السياسية، ومواجهة من يرهنون سيادة لبنان للخارج، والذين يسعون لتقويض استقلال لبنان، ويشكلون غطاء للفساد المستشري والمحمي بسلاح ميليشيا حزب الله، التي تُشكل عائقاً كبيراً أمام تطور لبنان واستعادة سيادته واستقلاله الحقيقي وحياده، بعيداً عن محور الممانعة، وما يهدف إليه من ربط لبنان بمحور خارج محيطه الحيوي، أي محيطه العربي.
في هذا اليوم الطويل في المرحلة الأولى من اقتراع المغتربين، التي جرت هذا النهار في عشرة دول، منها تسعة دول عربية، يضاف إليها إيران، وهي على التوالي سلطنة عمان، المملكة العربية السعودية، مملكة البحرين، دولة الكويت، سوريا، جمهورية مصر العربية، الجمهورية العراقية، قطر. حيث يبلغ عدد المسجلين في هذه الدول مايزيد بقليل عن اثنين وثلاثين ألف مُسجل،  جرت عمليات الاقتراع في ظروف هادئة، وإن شابتها بعض التجاوزات الصغيرة، التي لا ترقى إلى التجاوزات الكُبرى التي حدثت في الدورة الماضية.

ومن خلال متابعة هذا النهار الطويل، تبين لنا أنه فعلاً كان “عرساً ديمقراطياً حقيقياً”، توزعت أصوات المقترعين ما بين مجموعات التغيير وعلى بعض الأحزاب السياسية، التي يفضل البعض تسميتها بالأحزاب التقليدية، بينما يرفض المنتمون لهذه الأحزاب هكذا تسميات، واختلفت نسب الاقتراع بين دولة وأخرى، خصوصا إذا ما راجعنا أعداد أرقام  المسجلين، وقد لامست نسبة الاقتراع بشكلٍ عام، ما يقارب الستين في المئة.
هنا لابد من تسجيل ملاحظة أن ما تحدثت عنه مجموعات التغيير والمعارضة بشأن “موجة تسونامي” ستحصل في اقتراع المغتربين، والتي ستكون رُكناً أساسياً من أُسس التغيير، لم يحدث وفقاً لما أظهرته عمليات اقتراع هذا اليوم، حيث كان لافتاً ما سجتله الماكينات الانتخابية، خصوصاً لحزب القوات اللبنانية، والحزب الاشتراكي، وفقاً لما تسرب من معلومات من مصادر الماكينتين الانتخابيتين التابعة للحزبين المذكورين، وهو ما يدل عن النتائج العكسية التي نتجت عن انقسام مجموعات المعارضة وقوى التغيير، والذي ساهم في إاخفاض نسبة المقترعين لصالح تلك المجموعات.

شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *