ما بين إليسا وسعد لمجرد “من أول دقيقة”!

ما بين إليسا وسعد لمجرد “من أول دقيقة”!

ريم ياسين* 

عندما يكون أي عمل فني سواء كان ناجحا أم فاشلا، يهتم الجمهور بمن قدمه وبثرثرات شخصية عن حياته الخاصة، وقد يلجأ الفنان نفسه لترويج إنتاجه الجديد إلى إيحاءات وتلميحات صحفية تحمل نصف الحقيقة حول خصوصياته، ليكتشف الجمهور أنها مجرد وسيلة من أجل حصد المزيد من المشاهدين، للاستماع إلى أغنية أو مشاهدة فيديو كليب أو حضور مسلسل أو مشاهدة معرض.

 في لبنان تناسى الناس همومهم وراحوا يبحثون عن صحة ما تم تداوله عن زواج “ملكة الإحساس” من الفنان المغربي سعد لمجرد، هي التي اتخذت منحى الأغاني العاطفية. أليسا التي أيضا كانت لها مواقف سياسية معارضة تفاعل معها اللبنانيون، كما كانت نجمة في دعم حملات جمعيات نسائية مناهضة للعنف ضد المرأة، وهي التي وقفت بجرأة واعترفت بإصابتها بمرض سرطان الثدي، متحدثة عن مواجهتها لهذا الداء الخبيث، الذي غيبها فترة عن جمهورها. ولئن كان كثير من الشباب اللبناني والعربي يتعاطف معها ويعتبرها أيقونته، نظرا لجرأتها، حتى في تقديم كليبات، متحدية كامراة حرة من دون تقع في الإسفاف والابتذال، بل حافظت دائما على مستوى فني معبر وراق.

 ما جمع بين أليسا ولمجرد دويتو “من أول دقيقة”، وهي من كلمات الشاعر أمير طعيمة ولحن رامي جمال وتوزيع أحمد إبراهيم، وأخرج الكليب الفنان كريم بنيس، وأظهرهما في أحوال عاطفية، هي مجرد تمثيل حالات تعبيرية لكلمات الأغنية، إلا أن جمهور الفنانيين يغزلون على موالهم ما شاهدوه، ليتبين فيما بعد أن الأخبار هي نسج خيال غير واقعي وثرثرات، تفيد في الترويج للعمل ولا تضر بسمعة. 

وبعدما تجاوزت نسبة مشاهدي الكليب حوالي الخمسة ملايين مشاهد، حيث بدا الفنانان في حالة انسجام دالة على قدرتهما على التمثيل، وضحت الصورة  ليتبين أن ما أعلنته إليسا عن وقوعها في الحب، يؤشر إلى شخصية غير عربية ولم تتزوج بعد، وإنها تعيش علاقة مع شخص صادق، وفي حال دخلت القفص الذهبي ستعلن ذلك لمحبيها. 

أما لمجرد ففي تصريحاته لمح إلى الانسجام الحاصل بينهما أثناء تصوير الكليب “وطلع الديو فيه هالحب اللي بينا”. 

أثار العمل الغنائي للثنائي الفني ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودارت تساؤلات وانتقادات بشأنه منذ بدء الترويج له على حسابات إليسا ولمجرد الرسمية، بسبب اختيار إليسا للمجرد للتعاون معه في عمل فني، لا سيما وأنه اعتقل وحوكم أكثر من مرة بتهمة الاغتصاب والتحرش الجنسي وممارسة العنف، خصوصا من قبل جمعيات نسوية ونشطاء في المجتمع المدني من المدافعين عن حقوق المرأة، رافضين تلميع صورة المغتصب وتطبيع الاغتصاب بالمجتمع عن طريق الترويج له وإخراجه من حالة العزل والنبذ الاجتماعي التي عاشها لمجرد، سواء في المغرب وفرنسا أو بالأماكن التي شهدت على استخفافه وجرائمه بضرب النساء حتى يفقدن وعيهن ومن ثم اغتصابهن.  

وذهب البعض بانتقاداته إلى حد المطالبة بسحب شريط الفيديو للأغنية من اليوتوب ووسائل التواصل. 

وعلى سبيل المثال نشرت مبادرة Speak Up على موقع تويتر، المعنية بدعم ضحايا العنف، الصورة التي جمعت إليساولمجرد في الإعلان الترويجي للأغنية، وأرفقتها بتعليق: “ليه حد ممكن يقرر يعمل أغنية مع شخص متهم بأكثر من قضية اغتصاب واتحبس أكتر من مرة وممنوع من دخول كذا دولة لنفس السبب؟”.  

وعلق حساب موقع “شريكة ولكن” اللبناني، المتخصص بدعم قضايا النساء في لبنان، على إعلان إليسا بالقول “لم يكن منتظرا من فنانة سجلت في أرشيفها الفني أعمالا غنائية متعددة لمساندة النساء، ودعمهن مثل إليسا أن تسقط في فخ منح الشرعية لمتهم بعدة قضايا اغتصاب مثل سعد لمجرد”.    

 يذكر أن لمجرد متهم بـأربع قضايا تعنيف واغتصاب، لم يصدر حكم نهائي في أي منها يثبت الاتهام على المغني المغربي، أولها كان عام 2010، حيث اتهمته فتاة أميركية بالاعتداء عليها بالضرب، وهو ما أدى إلى إلقاء القبض عليه بشبهة الضرب الاغتصاب في نيويورك في العام نفسه، ليعاد ويطلق سراحه مقابل كفالة مالية، غادر بعدها الولايات المتحدة نهائيا، ولم يعد إليها مرة أخرى.   

وفي العام 2017 اعتقلت السلطات الفرنسية لمجرد بشبهة الاعتداء الجنسي والاغتصاب مرة أخرى، وذلك بعدما اتهمته فتاة فرنسية بالاعتداء الجنسي عليها في غرفته في أحد الفنادق. ليعاد ويطلق سراحه بتخفيف قضائي لمحاكمته، ملزما بارتداء سوار مراقبة إلكتروني، وتطورت القضية في مسارها القضائي، حيث نقضت محكمة الاستئناف حكم التخفيف وأعيد تصنيف التهمة في خانة الجنايات بعد أن سبق أن صنفت كجنحة، حيث رأت المحكمة في القضية “تهماكافية لتوصيف الوقائع بأنها اغتصاب”.  

وفي العام نفسه اتهمت فتاة فرنسية – مغربية لمجرد من جديد بالاغتصاب والاعتداء عليها بالضرب عام 2015، في الدار البيضاء، وقد انسحبت المدعية لاحقا من القضية وقرر القضاء رد الدعوى في هذا الجزء من الملف   

بعد عام واحد، تعرض لمجرد لاتهام رابع من النوع نفسه، وجهته له فتاة عام 2018، على خلفية حادثة وقعت في مدينة سان تروبيه الساحلية جنوب شرق فرنسا. 

وسبق أن شنت حملات عدة ضد لمجرد في أكثر من مناسبة ودولة. فقد عبر رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، عن رفضهم زيارة لمجرد إلى مصر لإحياء حفل غنائي عام 2020، حيث جرى سحب إعلانات الحفل من قبل الجهة المنظمة “احتراما للمصريين” بحسب تعبيرها.   

وشهد أكتوبر الماضي إلغاء مقابلة إعلامية مع الفنان المغربي أيضا على إحدى القنوات المصرية، حيث أطلقت حملة “مش عايزين سعد لمجرد في مصر”، بسبب الاتهامات التي طالته، رضخت بعدها القناة المصرية للضغوط وأوقفت المقابلة. 

وسبق للفنان المغربي أن دافع عن نفسه، واصفا إثارة هذه القضايا بأنها محاولة للتدخل في حياته الشخصية. 

فيما يتساءل كثيرون عما إذا قامت إليسا عن قصد ووعي للتعاون الفني مع مغتصب للنساء فار من العدالة، ولم يكن الامر مجرد صدفة وخطأ لم تحتسب نتائجه جيدا.

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة