انتفاضة الخبز في إيران: اعتقال ناشطين وسجناء يضربون عن الطعام

انتفاضة الخبز في إيران: اعتقال ناشطين وسجناء يضربون عن الطعام

ريم ياسين

أفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، اليوم الجمعة، بأن السلطات الإيرانية اعتقلت نشطاء بارزين باتهامات اعتبرت أنها “لا أساس لها”، وسط إضرابات واحتجاجات مستمرة في عدة محافظات على غلاء الأسعار.

وقالت المنظمة في تقرير مطوّل، إن الاعتقالات الأخيرة في إيران “محاولة يائسة أخرى لكبح دعم حركات اجتماعية شعبية متنامية”.

وأضافت المنظمة أن السلطات الإيرانية “قيّدت بشدة” الوصول للإنترنت في عدة محافظات منذ بدء الاحتجاجات في السادس من مايو أيار الجاري.

وأشارت إلى تقارير قالت إنها منقولة عن مصادر غير رسمية، عن وفاة 5 أشخاص خلال الاحتجاجات، دون أن تتمكن المنظمة من تأكيد هذه التقارير.

وكانت قناة “إيران إنترناشونال” ذكرت، أمس الخميس، أن السلطات الإيرانية واصلت اعتقال متظاهرين ونشطاء سياسيين مع اتساع رقعة الاحتجاجات في عدة مدن بالبلاد. وأشارت إلى أن من بين المعتقلين كيوان صميمي وسعيد مدني.

وأفادت بدخول عدد ممن وصفتهم بالسجناء السياسيين في إضراب عن الطعام، بينهم ميثم فرهادي ووحيد باقري.

وكانت قوات الأمن الإيرانية أطلقت الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين مناهضين للحكومة في عدة أقاليم امس الخميس، بحسب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تتواصل الاحتجاجات على ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ونزل الإيرانيون إلى الشوارع الأسبوع الماضي بعد أن تسبب خفض دعم الغذاء في ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 300% لبعض المواد الغذائية الأساسية التي تعتمد على الدقيق.

وسرعان ما اكتسبت الاحتجاجات منحى سياسيا، إذ دعت الحشود إلى نهاية الجمهورية الإسلامية في تكرار للاضطرابات التي وقعت عام 2019 وانطلقت شرارتها بسبب ارتفاع أسعار الوقود.

وبحسب متابعين فان تطورات الأوضاع الداخلية في إيران تعكس حقيقة فشل نظام الملالي في قراءة الواقع الإيراني، وعجزه عن التعامل مع التحذيرات من تصاعد الانتفاضات وسرعة انتشارها، وقلة أدواته في مواجهة الغضب الشعبي بعد ثبوت عبثية خيار القمع، مشيرة الى اعترافات أوساط حكم الملالي بضياع فرص المواجهة، وتأكيداتها على عبثية تجاهل احتجاجات المدن، وتحذيراتها من أحداث أكثر خطورة مما جرى في نوفمبر 2019.

واعتبرت ان نواقيس الخطر المدوية في أروقة النظام نتاج شواهد ومؤشرات على تمرد اجتماعي، غوضب وكراهية تستعصي على القمع، حيث لوحظ على مدى الأشهر الماضية أنه عندما ترسل القوات القمعية إلى خوزستان تنشط الاحتجاجات في خراسان، وحينما ترسل قطعان الباسيج والحرس إلى خراسان تشتعل نيران الانتفاضة في أردبيل وسيستان وبلوشستان، يحاولون إطفاء النيران في محافظة تشتعل في أخرى، وعندما تنتفض إحدى المحافظات تظهر بوادر احتجاجات جديدة في طهران”.

وشددت هلى ان النظام الاراني يقف عاجزا عن التعامل مع دلالات الأحداث التي تشهدها البلاد ومن بينها أن الانتفاضة التي بدأت في 8 أيار وهي تنتشر وتتوسع في البلاد وتأتي هذه المرة ردا على حرمان مختلف قطاعات الشعب من الخبز والاستهانة بحقهم في الرد على التجويع”، لافتة الى “تراجع قدرة النظام على مواصلة قمعه للانتفاضات والهبات الشعبية مما يعني أخذ عجز النظام منحى جديدا ستكون له آثاره على المدى القريب. كما ان تصاعد الاحتجاجات، وتراجع قدرة الملالي على القمع  يكرّسان احتمالات انتشار الانتفاضة في جميع مدن البلاد، وحيث ظهرت مدن متمردة خارجة عن سيطرة النظام، تؤشر الى انتصار الانتفاضة المحتوم”.

Visited 5 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة