رحيل الفنان سمير صبري “ملك الأفراح”

رحيل الفنان سمير صبري “ملك الأفراح”

ريم ياسين

توفي اليوم الجمعة 20 ايار (ماي) الفنان المصري سمير صبرى داخل أحد فنادق القاهرة، بعد صراع مع مرض القلب.

وكان صبري دخل أحد مستشفيات منطقة المهندسين خلال منتصف فبراير الماضي، حيث أكد المقربون منه أنه يعاني من مشكلة فى الصمام “الميترالي”، وأجرى وقتها قسطرة في القلب، على نفقة الدولة بعد ان استجاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مطلب اصدقاء الفنان.

وقال صبري في حينه إنه شعر بأن ما قدمه للفن على مدار 60 عاما لم يذهب هباء. وكان سجل حلقة لبرنامجه الإذاعي “ذكرياتي”، وتابعها بنفسه، مع المخرج محمد تركي، حيث تذاع على محطة الأغاني.

وهو من مواليد 27 ديسمبر/كانون الأول عام 1936، ويعتبر فنانا شاملا، فهو ممثل ومطرب، وإعلامي قدم برامج إذاعية وتلفزيونية. ولد في مدينة الإسكندرية، وكانت أسرته تهتم بالثقافة الفنية، من سينما ومسرح وموسيقى، فشكلت عائلته البدايات الفنية له في الصغر، وكان مثقفا فنيا يحرص على حضور العروض الفنية المختلفة وموهوبا في الغناء والاستعراض وتقليد الفنانين.

عاش معاناة حين انفصل والداه وهو لا يزال طفلا في التاسعة من عمره، لينتقل للعيش مع والده وزوجة أبيه في القاهرة، بعيدا عن والدته، وشقيقه الوحيد الذي استشهد لاحقا في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، كانت سببا أيضا في الصدفة التي أدخلته المجال الإعلامي والفني، حيث كان جارا للفنان عبدالحليم حافظ، فظهر على الشاشة لأول مرة ضمن “المجاميع” (ممثلون صامتون في خلفية المشهد) في أغنية عبدالحليم حافظ بفيلم “حكاية حب”. وكان في المشهد الإعلامية آمال فهمي والتي رشحته بعدها بسنوات لتقديم البرنامج الإذاعي الشهير “النادي الدولي” الذي انتقل لشاشة التلفزيون.

لكن الفرصة الأولى، كانت حين رشحه عبدالحليم حافظ للممثلة لبنى عبدالعزيز، والتي كانت تقدم فقرة ركن الطفل باللغة الإنجليزية، في البرنامج الأوروبي في الإذاعة، خاصة أن سمير صبري كان يجيد أكثر من لغة، لتخرجه من مدرسة فيكتوريا كوليدج العريقة بالإسكندرية. وتمتع سمير صبري بشعبية كبيرة كواحد من أهم مقدمي البرامج، فقدم برنامج “ما يطلبه المستمعون” باللغة الإنجليزية، وفي التلفزيون قدم برنامج “كان زمان”، و”النادي الدولي” و”هذا المساء”.

وخلال هذه الفترة، استطاع أن يجري لقاءات مع الموسيقار محمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وأم كلثوم وسعاد حسني ووردة الجزائرية، وكان أول إعلامي يجري حوارات مع السلطان قابوس بن سعيد حاكم سلطنة عُمان، وعلى الرغم من انشغاله بالتمثيل والإنتاج أيضا، ظل سمير صبري محافظا على وجوده الإعلامي.

ظهور سمير صبري لأول مرة ككومبارس صامت في “حكاية حب”، تكرر في فيلم “اللص والكلاب”، بعدها قدم أدوارا صغيرة وثانوية في أفلام سينمائية منها “زقاق المدق” و”هارب من الأيام” حتى جاءته الفرصة ليقدم أدوارا مهمة في السينما، وكان يجيد تقديم الكوميديا، مثل دوره الشهير في فيلم “شباب مجنون جدا” أمام سعاد حسني، ودوره مع عادل إمام في فيلم “البحث عن فضيحة”.

وقدم بعض الاستعراضات والأغنيات، في أفلام “حكايتي مع الزمان” مع وردة، و”حب وكبرياء” مع نجلاء فتحي، و”نص ساعة جواز” أمام شادية، و”أهلا يا كابتن” مع نيللي. كما قدمه المخرج حسن الإمام بطلاً في الفيلم التراجيدي “وبالوالدين إحسانا”، وتميز بأدائه في فيلم “التوت والنبوت”، و”بنت من البنات”.

يشهد لسمير صبري زملاؤه من الفنانين في دعمه لهم في أزماتهم الصحية والإنسانية، كما ظل وفيا للفنانة سعاد حسني، وعلى تواصل معها في أثناء فترة علاجها في لندن، حيث كان يسافر إليها خصيصا للاطمئنان على حالتها الصحية.

وبعد وفاتها، قدم سلسلة من الحلقات الوثائقية في برنامجه تحت عنوان “لغز رحيل السندريلا”، مؤكدا أنها لم تقدم على الانتحار، وحاول جمع المعلومات التي تفيد بأن في الحادث شبهة جنائية. وكان آخر ظهور له في مسلسل “فلانتينو” مع الزعيم عادل إمام، والذي عرض خلال موسم دراما رمضان قبل الماضي، كما شارك خلال الأعوام القليلة الماضية.

تزوج سمير مرة واحدة من سيدة إنجليزية تُدعى «مورين»، دون علم أهله، وتعرف عليها من خلال عمله لفترة قصيرة كمعلم في مدرسة إنجليزية للبنات، وتزوجها وعمره 16 عامًا وكان طالبًا بكلية الآداب حينها وله منها ابنه جلال، ويعمل طبيبًا في لندن حاليًا.

وفي السابق ترددت الشائعات عن ارتباطه بالفنانة سماح أنور، لكنه نفى الأمر في حوار مع الإعلامي مفيد فوزي، وقال إنه أحب سماح أنور، لكنه لم يتزوجها، بسبب فارق السن الكبير بينهما والبالغ 22 عامًا، رغم أنه اشترى الدبل.

في عهد أنور السادات، تعرض برنامج «النادي الدولي»، الذي يقدمه «سمير»، للإيقاف، وتم منعه من الظهور في التليفزيون، بسبب الفنانة فيفي عبده، التي قالت إنها من قرية ميت أبو الكوم، وهي مسقط رأس «السادات» كذلك، حينها توقف سمير عن الحديث لمدة 30 ثانية، وهذا الصمت فهمته السلطات على محمل السخرية من رئيس الدولة.

اتهمه البعض بسرقة تراث التليفزيون المصري، أثناء تقديمه برنامج «ماسبيرو» بفضائية  «TEN»، وقال إن جميع اللقطات التي كان يعرضها هي من شبكة الإنترنت فقط.

وكان قد عمل في البرنامج الأوروبي، خلال نكسة عام 1967، حينها كان يترجم أخبار وكالة «رويترز»، التي قالت إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى القناة عكس الأخبار التي تطلقها الإذاعة المصرية، وفور توجهه إلى الإعلامي، أحمد سعيد، مزق الورق وقال له «إنت تقول اللى نقولك عليه بس”.

كان «سمير» سببًا في عودة الفنانة الراحلة سامية جمال إلى الرقص من جديد، رغم أن عمرها كان 60 عامًا، بسبب مرورها بضائقة مالية شديد.

 صرح «سمير» لمفيد فوزي بأنه في السابق كان معجبًا بالفنانة شادية، وكان يغير عليها من الراحل كمال الشناوي، وسعد لأنها تزوجت من عماد حمدي وليس من «الشناوي»، وقال لها حينما شارك معها في فيلم «نص ساعة جواز»: «كنت عاوز أتجوزك وأنا صغير”.

ويروى انه خلال تصوير فيلم «حكايتي مع الزمان» كان من المقرر أن يُقبّل الفنانة وردة في أحداثه، إلا أن زوجها الملحن، بليغ حمدي، رفض ذلك بشدة.

وأوضح «سمير» أن نهاية فيلم «حكايتي مع الزمان» تغيرت بسبب تدخل الفنان الراحل رشدي أباظة، الذي قال للمخرج حسن الإمام: “مفيش واحدة ست تتاخد من رشدي أباظة”، بعد أن كان من المفترض أن يترك حبيبته ويرحل، ليقرر الإمام إنهاء الفيلم على سمير صبري وهو يحيي الجمهور.

وحول لقب “ملك الأفراح” قال سمير صبرى إن سبب هذا اللقب عمار الشريعى «عندما ذهبت معاه فرح وكنت دائم التواجد مع عمار في بيته وكان يأتى منير والأبنودى وكبار النجوم، وكنت معاه في فرح وقال عمار اننا معانا النجم سمير صبرى، ملك الأفراح”.

تم تكريم «سمير» في كلية الآداب جامعة الإسكندرية، في احتفالها باليوبيل الماسي، ومن الجامعة البريطانية عن مُجمل أعماله الفنية، وحصل على الدكتوراه من جامعة «وورويك» الإنجليزية عن رسالة قدمها عن أثر السينما المصرية على المجتمع العربي منذ الأربعينيات وحتى الثمانينيات، ونال جوائز عن عدة أفلام، أبرزها «الإخوة الأعداء» و«بالوالدين إحسانا».

وكان صبري يعتبر ان فيلمه «البحث عن فضيحة» و«بالوالدين إحسانا» أكثر عملين قدماه إلى الجمهور، كما قدم مؤخرًا في السينما فيلم «بتوقيت القاهرة» عام 2015، ولعب فيه دور سامح كمال ميخائيل.

وبإعتباره ايضا أن ميرفت أمين هي أجمل فنانة مصرية.

Visited 11 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة