هوكشتاين على خط الترسيم من جديد… والجواب الاسرائيلي اليوم

هوكشتاين على خط الترسيم من جديد… والجواب الاسرائيلي اليوم

حسين عطايا

لا شك بأن تطورات الحرب الروسية – الاوكرانيا، فرضت نفسها بقوة في الحاجة الاوروبية لغاز شرق المتوسط، والتي تحتل فيه إسرائيل اهميةً، بما تُمثله من مخزون من الغاز لاسيما في حقلي تمار والحقل الواعد كاريش، والذي لفترة ليست ببعيدة كان يُعتبر منطلة متنازع عليها ما بين لبنان و”إسرائيل” ـــ فلسطين المحتلة.

لعب الوسيط الامركي آموس هوكشتين دورا، في تقريب الفجوة المُختلف عليها ما بين فريقي التفاوض اللبناني والاسرائيلي، ولفترة ليست ببعيدة، بدا الموقف اللبناني متناقض، وهذا ما عبر عنه بمواقف رؤساء الثلاثة ميشال عون ونجيب ميقاتي ونبيه بري وكذلك الأمر لدى القوى السياسية ما بين الرؤساء والقوى السياسية حول خط الترسيم الذي يجب ان يعتمد حفاظا على ثروة لبنان، أي ما بين خطي ٢٣ و٢٩، الى ان كانت في الزيارة الماضية والتي قام بها هوكشتين بناء على طلب من الدولة اللبنانية بعد وصول الباخرة اليونانية التابعة لشركة انيرجين، الى حقل كاريش تحضيراً للبدء في عملية استخراج الغاز والمتوقع ان يبدأ في شهر ايلول المقبل .

أمام كل هذه التطورات، تعالت أصوات المسؤولين في لبنان على توحيد الرأي لتسليمه هوكشتين جواباً موحداً متفق عليه، يسلمه الرئيس ميشال عون، هذا ما حصل في زيارة الوسيط الامركي الماضية والتي على أساسها انتقل هوكشتين الى إسرائيل، ومن يومها بدأت تباشير الايجابيات تتفاعل، وهو ما في الزيارة الاخيرة يوم الاحد الماضي، حيث وصل هوكشتين الى بيروت، فالتقى مدير عام الامن العام اللواء عباس إبراهيم  ومن ثم وزير الطاقة وحل ضيفا على مأدبة عشاء بدعوة من رئيس الحكومة بحضور نائب رئيس المجلس النيابي الياس ابو صعب المكلف من رئيس الجمهورية بملف التفاوض في موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية

وصباح الاثنين في الثاني من شهر اب ـــ اغسطس، التقى الوسيط الامركي الرؤساء الثلاثة في قصر بعبدا، واعلن هوكشتين من قصر بعبدا عن ظهور ايجابيات واضحة المعالم، حصل عليها من الجانب اللبناني، وكان قد حمل معه مقاربة اسرائيلية تدعو الى قبولها بالخط ٢٣ المتعرج ليُصبح حقل قانا للبنان بشكل كامل مع طلب إسرائيلي بجزء من بلوك رقم ٨ بحجة تمديد انبوب التصدير الى اوروبا، وهذا ما لم يقبل به الجانب اللبناني.

في تصريحٍ للنائب الياس ابوصعب، اوضح فيه الموقف اللبناني، بأن الخط ٢٣ كاملاً مع كامل حقل قانا، وفقاً لما هو مرسوم من قِبل الجانب اللبناني دون ادنى جزء من اي بلوك، وهذا ما تم إبلاغه للوسيط الامركي، وبناء على ذلك، انتقل الى هوكشتاين الى إسرائيل.

ووفق معلومات “موقع ويلا” الاسرائيلي فإن الحكومة الاسرائيلية المصغرة ستجتمع اليوم الاربعاء لمناقشة الجواب اللبناني ووفق المعلومات المتواترة بأن الجواب الاسرائيلي سيكون خلال اسبوعين .

 ويتعالى منسوب الايجابية بالنظر الى العديد من التطورات في موضوع الطاقة العالمية، لاسيما في حاجة اوروبا لغاز شرق المتوسط تعويضاً للغاز الروسي والذي تتسارع عمليات تخفيض نسبة الضخ للغاز الروسي بأتجاه اوروبا، خصوصاً إقتراب فضل الشتاء الاوروبي والذي سيكون سبباً لسقوط حكومات كبرى في اوروبا، وهنا تلعب الولايات المتحدة دوراً متقدماً في معالجة هذا الامر وتدفع بكل الوسائل للانتهاء من ترسيم الحدود البحرية مابين لبنان وإسرائيل للبدء في ايلول – سبتمبر من ضخ الغاز الاسرائيلي الى اوروبا تخفيفاً من شدة ازمة النفط والغاز العالمية لاسيما اوروبا .

وهنا، وفي حال تطورت الايجابيات وتم التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود سيكون هذا الامر في فترة قريبة، وهي عملية تتعارض مع مصالح حزب الله الذي من خلال عمليات استعراضية سبقت زيارة هوكشتين الاخيرة من خلال بث شريطاً قصيراً مدته دقيقة وبضع ثواني عن منصة صاروخ بر – بحر وإحداثيات الباخرة إينرجين وبعدها عن البر اللبناني، وكان ايضاً قد سبقها إرسال ثلاثة مسيرات اسقطتها اسلحة الدفاع الجوي الاسرائيلية بالقرب من حقل كاريش .

إذن، لبنان على موعدٍ قريب وفقاً  المعلومات لترسيم حدوده البحرية الجنوبية مما يخلق حالة من الاستقرار الامني جنوباً وقد تنعكس على الوضع الاقتصادي اللبناني.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني