“كلمة سر” تفتح تشكيل الحكومة ورئاسة الجمهورية في لبنان

“كلمة سر” تفتح تشكيل الحكومة ورئاسة الجمهورية في لبنان

حسين عطايا

لم تأت زيارة الرئيس المكلف ورئيس الحكومة المستقيلة الحالية نجيب ميقاتي، يوم أمس الأربعاء 17 آب – أغسطس الحالي، مجرد صدفة أو نتيجة حُسن نوايا لدى الرئيسين عون وميقاتي، لحرصهما على البلاد أو الشعب، بل هي نتاج “كلمة سر” أعلنها “مرشد الجمهورية” أمين عام حزب الله حسن نصر الله، أطلقها في آخر أيام عاشوراء الماضي .

أتت الإشارة التي اطلقها نصرالله، استعدادا لمواجهة أي فراغ دستوري على مستوى رئاسة الجمهورية، حتى وإن لم يكن ذلك الفراغ طويلاً، وذلك دفعاً لأي خطوة ناقصة من قِبل فريق رئيس الجمهورية ميشال عون، وبعض الاجتهادات من قِبل فريقه، وعلى رأسه الوزير السابق جريصاتي، الذي يقوم اليوم مقام مستشار قضائي للعهد .

كون السيد نصر الله في خطابه بآخر أيام عاشوراء تطرق إلى ضرورة تشكيل حكومة من دون أن يتطرق إلى موضوع رئاسة الجمهورية .

وفي ذلك تقول بعض المصادر، بأن حزب الله على عكس ماجرى في العام ٢٠١٦، إبان التسوية الرئاسية وما سبقها من ممارسات حيث تخطى حليفه الرئيس نبيه بري الذي تراجع يومها ليأخذ حزب الله دوره الطليعي في فرض مرشحه ميشال عون، وقد عطل البلاد والدستور لمدة سنتين ونصف كي يفرض وصول مرشحه عون إلى سدة الرئاسة اللبنانية .

أما اليوم، ووفق مصادر، يتراجع حزب الله، وبتفويض منه تقدم الرئيس بري إلى المقدمة، كونه يتخلى بمروحة تواصلية أوسع، بحكم موقعه كرئيس للسلطة التشريعية وعلاقاته مع الجميع، خصوصاً بعد حصول اللقاء ما بين زعيم الحزب الاشتراكي التقدمي وليد جنبلاط ووفد حزب الله، وما نتج عن ذلك اللقاء من تحليلات ووتوصيفات، مما جعل الأمر مريحاً ومربكا لحزب الله في ذات الوقت، حيث أظهر بُعداً جديداً للأوضاع السياسية على الساحة اللبنانية، ودفع بحزب الله لتغيير بعض أساليب العمل تحضيراً لمرحلة جديدة، دخلت على الواقع السياسي، وبالتالي فرضت على حزب الله أن يقبل بالمتغيرات ومواكبة تلك التغييرات، نتيجة ما صدر من نتائج في الانتخابات الأخيرة، وفوز المعارضات التي تقف بوجه حزب الله، إلى تحقيق نجاحات، لا بل انتصارات، كما حدث على مستوى الجبل والطائفة الدرزية تحديداً، حيث انتصر وليد جنبلاط بإقصاء كل جماعة حزب الله، وأمسك بيده موضوع “الميثاقية” على مستوى الطائفة الدرزية، وبالتالي فهو التقى حزب الله بصفته المنتصر القوي، وليس من باب الضعف .

كل هذا دفع بما تبقى من عهد ميشال عون، والذي لا يزيد عن ثلاثة وسبعين يوما، أن يلتقي رئيس الحكومة، محاولاً التوصل إلى تشكيل حكومة جديدة، قد تكون الحكومة المستقيلة مع بعض الرتوش عليها، وبالتالي إبعاد كل الاجتهادات والنظربات التي يرتبها فريق استشاريي الرئيس عون كإمكانية بقائه في قصر بعبدا، بعد الواحد والثلاثون من تشرين الأول – اوكتوبر المقبل من العام الحالي .

Visited 4 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني