عون ونهايات عهد

عون ونهايات عهد

 حسين عطايا

لا شك أن ميشال عون هو المسؤل عن كل ما جرى في لبنان خلال الست سنوات المنصرمة من عهده، ومهما تهرب من المسؤلية، ووزع التُهم جُزافاً يميناً وشِمالا، أو تذرع بما يحلو له دوماً حين يُريد التهرب من المسؤلية، بأن هذا الذي شهده عهده هو نتيجة “الحريرية” السياسية والاقتصادية، وتراكم أزمات، إلا أن حقائق الأمور تُكذب كل اِدعائاته وتدحض كل رواياته وأقاصيص تياره العوني، خلال سبعة عشر عاماً من حياته السياسية فيما بعد الطائف، وما بعد عودته من منفاه الباريسي وانخراطه بشكل جدي وكُلي في الحياة السياسية اللبنانية، أي منذ العام 2005 .

كما أن إبرز إنجازات عهده السيء الذكر، والذي لا يُمكن أن يغيب عن بال اللبنانيين مُجتمعين، هو تمسك تياره بوزارة الطاقة منذ العام 2009، حيث كانت الكهرباء تأتي في أقل معدلاتها مابين ١١ – و١٥ ساعة، وفي بيروت الإدارية 24 /24، أما اليوم في أواخر عهده، صفر تغذية وإن حلت الروح القُدُس على اللبنانيين نتنعم بساعة كهرباء .

هذا من ناحية، ومن ناحية أُخرى لايُمكن لإثنين ان يختلفا على أُكذوبة الإصلاح والتغيير اللذان كان يتغنى بهما تياره والمُسمى زوراً التيار الوطني الحر”، وذلك لأن ممارسات تياره في زمنه، وفي زمن صهره جبران باسيل، تمظهرت كل الأضاليل التي كان يختبئ خلفها، وأظهرت بوضوح جلي جشعه للسلطة ومشاركته بشهية كُبرى في الفساد، لا بل تبين أن تياره أكثر فساداً وأكثر تضليلا وتمويهاً للحقائق، وفي كُلِ مرة يُحشرُ بزاويةٍ تُظهر عُريَ فساده، يتلطى خلف مُطالبته بحقوق المسيحيين ويُحاول إلباس نفسه لَبُوس الطائفية، ليُغطي فساده وحشر أزلامه في الإدارات العامة، فقط ليستُرَ فشله في كل الوزارات التي تسلمها منذ العام 2009 ولتاريخه .

واليوم، بينما العهد يلفظ أنفاسه الأخيرة، لازال ميشال عون يُعلن من بعبدا عن مشاريع، وأنه يريد تحقيق إنجازات وغيرها من أمور لم يستطع تحقيقها خلال ست سنوات، فكيف به تحقيقها خلال أيام قصيرة بقيت لعهد يُجرجر ذيول المهانة والفشل الذريع .

اليوم وفي آخر أيام العهد، لازال رئيس العهد وكأنه في أول يومه في بعبدا، يُماطل ويبحث عن حصص ومنافع لتياره ولصهره، ضارباً بعرض الحائط مصير الوطن الذي يعيش الأزمات المتلاحقة، منذ ما يُقارب الثلاث سنوات، من دون أن يستطيع العهد أن يجد حلاً ولو لأزمةٍ بسيطة وصغيرة، وفي كل يوم تزداد الأمور سوءاً، والعهد وجماعته يبحثون عن مُحاصصات وزارية تُعطيهم حق الثُلث المعطل، في حالة الفراغ الرئاسي، والتي تُظهِرُ بأنها حاصِلة حتماً، وفي هذه الأيام بينما تشتعل الحرائق في أرجاء المنطقة، لازال ساسة العهد من مستشارين ومقربين يبحثون عن فوائد تجني عليهم منافع فيما بعد خروج ميشال عون من بعبدا، مما تُتيح لهم فُرصة مسك بعض مفاصل البلد، حيث أنهم يبحثون عن فرصة تشكيل حكومة ترث العهد ورئيسه، خصوصاً مما يعطيهم حق السيطرة على البلاد معتقدين بأن الفراغ قد يطول، مما يُعطيهم فرصة لتحقيق مآربهم قبل أن يأتي عهد جديد، ومعه تضيع فرصهم في جني الأرباح، حيث أن عهداً جديداً حتماً ستأتي معه إدارة جديدة تستطيع انتشال البلد مما هو واقعٌ فيه من أزمات ومشاكل .

كما أنه يظهر للعلن بأن الدول المُحِبة للبنان، والتي تسعى لدعم لبنان، بأنها غير مُبالية في تقديم أي دعم للبنان في ظل هذا العهد، على أن تكون المساعدات للعهد الجديد، حتى موضوع ترسيم الحدود البحرية تم ترحيله إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية التي تجري في مطلع تشرين الثاني – نوفمبر من هذا العام، وهذا ما يُظهر بوضوح بأن العهد انتهى، وتنتهي معه مرحلة ست سنوات عِجاف، مما يُتيح فرصة جديدة للخروج مما يعيشه للبنان.

Visited 8 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني