عن سبتة و مليلية نتحدث: وزيرة إسبانية تنوب عن الأحزاب المغربية!!

عن سبتة و مليلية نتحدث: وزيرة إسبانية تنوب عن الأحزاب المغربية!!

مدريد: عبد العلي جدوبي

أثارت تصريحات وزيرة الاسكان الاسبانية السابقة ماريا أنطونيا تروخيو، جدلا واسعا لدى الاوساط السياسية الاسبانية هذه الايام، عندما عبرت عن موقفها الذي يتماشى مع الحقائق التاريخية لمغربية سبتة ومليلية المحتلتين .

المسؤولة السياسية الاسبانية، شددت خلال حضورها بتطوان يوم ثاني شتنبر 2022 بجامعة عبد المالك السعدي، مؤتمر (العلاقات بين المغرب واسبانيا: أمس واليوم)، والذي افتتحه رئيس الحكومة الاسبانية السابق لويس رودريغيز سباثيرو، شددت المسؤولة السياسية، بالحزب الاشتراكي، على “أن سبتة ومليلية هما بقايا سياسة من الماضي، والتي تتعارض مع الاستقلال الاقتصادي، ومع العلاقات الجيدة المغربية الاسبانية”، مضيفة “أن المطالبة المغربية لسيادة المدينتين لها ما يبررها وهي واردة في إيديولوجيات المغرب الوطنية ولا يمكن التخلي عنها“..

ويبدو أن موقف وزيرة الاسكان السابقة في الحكومة الاسبانية، قد حركت المياه الراكدة لدى السياسيين الاسبان، غير مكترثة بالانتقادات الموجهة إليها من طرف حاكم مدينة سبتة خيسوس فيفاس، ومن أعضاء حزب الشعب، ومن أعضاء فروع الحزب الاشتراكي العمالي  ومن طرف شخصيات سياسية إسبانية..

صمت الأحزاب المغربية!!

مايثير الانتباه هو أن الأحزاب المغربية لم تتقدم مند برلمان 2011، بأي سؤال حول سبتة ومليلية المحتلتين، وتلتزم الصمت لجنة العلاقات الخارجية والدفاع بالبرلمان عن طرح هذا الموضوع..!!، إلى أن حضرت  ماريا أنطونيا تروخيو الوزير الاسبانية السابقة الى مؤتمر تطوان لتطرح الموضوع بكل جرأة وشجاعة!

هذا ففي الوقت الذي التزمت فيه الأحزاب المغربية الصمت، كانت أحزاب إسبانية مثل التشكيلات السياسية القومية في كتالونيا وبلاد الباسك وغالبسيا، تطالب من فترة لأخرى الحكومة المركزية لمدريد لتصفية الاستعمار، وإعادة المدينتين إلى المغرب، ولا يتردد حزب اليسار الكتلاني بالتعبير عن موقفه في تصفية الاستعمار ..

حقائق..

ولابأس من أن نذكر جيراننا الاسبان ببعض الحقائق منها:

أولا : مند سريان مفعول اتفاقيات (شينغن) كان المغرب قد أبدى رفضه حيال إدماج المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما في الفضاء الاروبي مع أن التقسيم الجغرافي وحده يفند المناطق الاروبية، فليس من المعقول أن يمتد الفضاء الاروبي إلى أراضي مغربية توجد شمال القارة الإفريقية !!

ثانيا: إن التحولات التي طرأت في أروبا خلال السنوات الأخيرة بالخصوص بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فرضا على إسبانيا التعامل مع وضع آخر، فالمدينتين المغربيين سبتة ومليلية أصبحنا أقل أهمية استراتيجيا في الوقت الراهن، وايضا من الناحية السياسية والاقتصادية والتجارية، بعد إحداث. ميناء طنجة المتوسطي، واتفاقيات الشراكة السياسية والاقتصادية المبرمة بين المغرب والاتحاد الاوروبي، سيما وأن الوضع غير الطبيعي المدينتين، يشكل حاجزا أمام استمرار خطة محاربة التهريب والهجرة السرية، بالرغم من المجهودات المتواصلة والمكلفة التي يبدلها المغرب في هذا المجال..

ثالثا: الفترة التي تلت استرجاع الأقاليم الجنوبية للمغرب، تزامنت مع الجانب الاسباني، بدء سياسة الاندماج في الفضاء الأروبي، عندما انضمت إسبانيا بعد ذلك إلى السوق الاروبية المشتركة، وقد وضع هذا التطور السياسة الاسبانية أمام تحديات جديدة، كما أن بقاء المدينتين تحت إدارة الاسبان، خلق إحراجا لشركاء إسبانيا الاوروبيين، لأن هؤلاء يدركون أن هذه المناطق ليست إسبانية، وتقع خارج الرقعة الجغرافية !

رابعا: إن إسبانيا التي تهتم بالابقاء في حوار مع بريطانيا حول جبل طارق، وتتوق إلى دعم أروبي لموقفها، يجب أن تتفهم أن دعم الاوروبيين يستند إلى الوقائع التاريخية والروابط المثينة، وهو ما يفند محاولة بقاء سبتة و مليلية مستعمرتان  إسبانيتان، واقحامهما في الفضاء الاروبي!

خامسا: إن التاريخ والجغرافيا يؤكدان أن سبتة ومليلية مدينتنا مغربيتان، وعلى الجارة إسبانيا أن تحذو حذو بريطانيا والصين حول استرجاع هذه الأخيرة لهونغ كونغ الذي يعبر مثالا حضاريا، وسابقة بالنسبة لسبتة ومليلية والجزر المغربية، التي أصبحت بعد عودة هونغ كونغ آخر بقايا استعمارية في العالم.

Visited 40 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد العلي جدوبي

صحفي مغربي