أشرف حكيمي لا يبالي بصفير الجمهور الإسرائيلي

أشرف حكيمي لا يبالي بصفير الجمهور الإسرائيلي

باريس- المعطي قبال

لا نضيف جديدا لو قلنا إن الرياضة، وبالأخص كرة القدم، شكل من أشكال السياسة. يتنقل من أجلها مشجعو ومتطرفو الفريق لتحفيز اللاعبين وتكسير واجهات المحلات التجارية وزجاج الحافلات. وقد يدخلون إلى حلبات الملاعب لملاحقة اللاعبين. ولنا في المباراة التي جمعت فرقة نيس وفريق كولونيا والتي خلفت 23 جريحا، أو الهجوم الذي تعرض له المنتخب المغربي لما دون 17 سنة بوهران، والذي أفرغ فيه الجمهور واللاعبون أمام فرق الأمن الجزائري حقدهم، أحسن مثال.

 أصبح عنف الملاعب مكونة أساسية من مكونات كرة القدم يعرب فيها “العشاق” عن شغفهم البدائي، انتمائهم العشائري. لذا فإن كرة القدم هي الميدان الذي يلغى فيه الاختلاف وتتجسد فيه هوية الأوحد.

ها هو اللاعب المغربي أشرف حكيمي، 23 سنة، من فريق باري سان جيرمان. رجل وسيم ووديع. نلمس من هيئته التربية السليمة والمهذبة للأب والأم. خلال المباريات لا تصدر منه حركات العنف أو الطيش أو الاحتيال كما هو حال نيمار المتخصص في “موتة حمار !

أضف إلى ذلك أن أشرف أعرب بدون مواربة عن مساندته للقضية الفلسطينية ودفاعه عن حق الفلسطينيين في استرجاع حقوقهم المغصوبة. أن يعرب رياضي من دون أية مزايدات أو سجال عن هذا الموقف الشجاع لهو دفاع عن الحق والعدالة. النتيجة وهي أنه أصبح في إطار منافسات عصبة الفرق البطلة عرضة لصفير، نفير، زعيق وصراخ الجمهور الإسرائيلي الذي يتابع هذه المباريات التي تحتضنها إسرائيل. خلال المباراة التي جمعت فريقه والفريق الفرنسي لوسك أو فريق نانت، تحول الملعب إلى حضيرة أغنام في كل مرة يتلقى فيها أشرف الكرة أو يمررها. طبعا سخر أشرف حكيمي من استراتيجية التشويش الصبيانية التي ارتدت على أصحابها. فمن المتفرجين من اعتبر هذا السلوك طفوليا بليدا،  فيما رأى البعض الأخر أنه يعطي صورة دانية عن الجمهور الرياضي الإسرائيلي. هذا الأربعاء، تجري مقابلة حاسمة بين باري سان جيرمان وفريق ماكابي حيفا، وسيكون أشرف حكيمي حاضرا ضمن التشكيلة الباريسية. من المنتظر أن يستأنف الجمهور جوقة الصفير والنفير، حتى وإن كانت العلاقات بين اليهود والفلسطينيين جد مختلفة على ما هي عليه بتل أبيب. بحيفا ثمة “تعايش” بين الإثنين.  وكالعادة سيدخل حكيمي معترك المباراة بعزيمة ساخنة ودم بارد. بمساندته للقضية الفلسطينية، تجنب حكيمي الخوض في مسألة التطبيع والمقاطعة. وإن صح ما نشر من أخبار وفيديوهات عن ميسي ودفاعه عن إسرائيل فإن أشرف حكيمي لم يقطع العلاقات معه ولا دخل معه في نقاش في الموضوع. فعلى ما يبدو يترك اللاعبون السياسة في غرفة تبديل الملابس قبل دخول الملعب.لكن ما أن يخرجوا إلى الملعب حتى تطفو السياسة على السطح.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة