تخوف أمريكي من بقاء الرئيس اللبناني في المنصب بالقوة

تخوف أمريكي من بقاء الرئيس اللبناني في المنصب بالقوة

السؤال الآن

أعرب مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، عن قلق حقيقي من ألاّ يترك الرئيس اللبناني ميشال عون القصر الجمهوري، وأن يبقى بالقوة، بعد نهاية ولايته في متم شهر أكتوبر المقبل، معتبرا أن “هذه ستكون صورة سيئة جداً للبنان”.

ودعا المعارضة إلى “الاتحاد في مواجهة حزب الله”، متسائلا “ما الذي يمكن لإيران أن تقدمه، إيران بلد مفلس وشعبه جائع”. وكشف أن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بات قريباً”. 

وقال في حديث الى تلفزيون “الشرق” أمس السبت، ردا على اتهامه بالمسؤولية بالتآمر ضد الشعب اللبناني: “يسمونني Schenker banker قرأت لأعوام عن جيفري فيلتمان (سفير واشنطن الأسبق في بيروت)، الآن أخذت دوره كرأس المؤامرة الأميركية في لبنان بنظر حزب الله وجبران باسيل وغيره. أعتقد أن الوقت حان للعديد من الفرقاء في لبنان لتحمل مسؤولية فشلهم، والكف عن لوم الخارج بكونه مسؤولاً عن فشلهم.  جبران باسيل على سبيل المثال، لامني على خسارته بعض المقاعد في الانتخابات النيابية، واتهمني بأنني موّلت مرشحي المعارضة. ما الذي يقوله هذا الشخص؟ لقد تركتُ الإدارة الأميركية قبل عام من الانتخابات النيابية في لبنان”.

وعن ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية ـ الإسرائيلية أجاب: “خطاب نصرالله الأخير أعطى الضوء الأخضر للحكومة اللبنانية بتوقيع الاتفاق. وبحسب معلوماتي فإن لبنان نال مكاسب في الاتفاق، تقريباً نال مئة في المئة من كل ما طلبه لبنان، هناك نقاط خلافية صغيرة يمكن تخطيها بسهولة”.

وعما إذا كان التوقيع بمنزلة انتصار لحزب الله؟ رد ساخرا: “حتماً حزب الله سيعلنه الانتصار الإلهي الثاني. لا نعلم ما الذي يوجد في البلوكين 9 و 10 ولا نعلم ما الذي يوجد في حقل قانا. ولكني أعتقد أن حزب الله لم يرِد أن يظهر بمظهر المعطِّل للاتفاق في ظل كل ما يعانيه الشعب”، معربا عن اعتقاده بأن “إسرائيل لم تقم بأي عمل يمكن أن يضيف تعقيدات لا طائل منها، وأعطت الموضوع بعض الوقت لإفساح المجال أمام الدبلوماسية. وإسرائيل ستنتفع من حقل قانا، وإن عبر الشركة المنقبة. وقد أرادت أن تتخلص من إحدى مشكلات ترسيم الحدود مع لبنان، في خطوة تفرغ سلاح حزب الله من قيمته وذريعة وجوده، بما يلقي بثقل هذا السلاح على الداخل اللبناني”.

وأكد أن التوقيع على اتفاق الترسيم بات قريباً. “ما يؤسفني أن لبنان سيوقع هذا الاتفاق، من دون أن يكون هناك أي تغيير بالمشهد اللبناني. وفي ظلّ غياب الإصلاحات الاقتصادية، من المؤسف رؤية أن الطبقة المسؤولة عن انهيار البلد، ستقوم بإدارة هذه العملية التي يمكنها مساعدة لبنان اقتصادياً بشكل كبير”.

وعما إذا كان الفيول من إيران  سيتسبب بعقوبات على لبنان، أجاب: “لا أظن أن إدارة بايدن ستعاقب لبنان، لقد وصلت سفينتَيْ فيول من إيران، ونقلت تلك المادة من سوريا عن طريق البر. والجميع تناول الموضوع على أنه أمر عظيم وحدث ضخم، ونصرالله أعلن أنه ينقذ لبنان، وقد دامت الكمية لثلاثة أيام. إن هذا الأمر مثير للشفقة والسخرية. ما الذي يمكن لإيران أن تقدمه، إيران بلد مفلس وشعبه جائع”.

وقال إن “الشعب اللبناني يعاني بشكل حقيقي، لقد خسر أمواله، ويهاجر بالآلاف، ويعيش في ظل أزمة اقتصادية خانقة. ويظهر نصرالله وباسيل ليلقيا باللوم عليّ شخصياً بذلك. حاولوا اتهام الولايات المتحدة بأنها وراء انهيار المصارف بسبب فرضها للعقوبات، ونحن لم نعاقب إلاّ مصرفاً واحداً، وهو مصرف “جمّال ترست بنك”، وأتى ذلك بعد تخفيضه الائتماني في مؤشر موديز، لا دخل للإدارة الأميركية بالانهيار الحاصل في لبنان، إذا قرأتِ تقرير صندوق النقد الدولي والبنك الدولي فستجدين أنه يصف ما جرى بـأنه “أكبر كارثة اقتصادية من صنع بشر في العالم”.

وعن  المسؤول عن الانهيار في لبنان هو الحكومة، أم حزب الله، أم الفساد؟ أجاب: “الكل مسؤول، الحكومة لا تتخذ أي قرارات حاسمة، تتواطأ في تلزيمات يطبعها الفساد، ولا يوجد أي رقابة على مرافقها، والكهرباء أكبر دليل. وحزب الله مستفيد من الفساد وغياب الدولة ومن النظام المصرفي لأنه يقوم بتبييض الأموال عبر بعض المصارف، وتصريف وتمويل صناعة الكبتاجون. والفساد المستشري الذي يتغذى بالتسويات وتوزيع الحصص. يجب تغيير القيادات، لأنها جزء لا يتجزأ من الفساد”.

وأوضح “نحن نقدم المساعدات بشكل دوري إلى لبنان، ولكن ليس للحكومة، لأنه لا أحد يثق بالحكومة. ولا أحد يريد مساعدة لبنان، ولن يساعد أحد لبنان ما لم يساعد لبنان نفسه. ومن دون أدنى شك الدولة ضمن الدولة التي يديرها حزب الله علامة صارخة بأن لا ثقة بهذا البلد”.

واعتبر أنه “إذا نجح الشعب الإيراني بمواجهة النظام في الداخل، فإن ذلك سيؤثر في حزب الله المعتمد بشكل شبه كلي على إيران. لأنه عندما ضاق به التمويل الإيراني، لجأ إلى الاتجار بالمخدرات من الكوكايين والحشيش والآن الكبتغون”.

ورأى أن “العقوبات أساسية، وتساعد، ولكنها غير كافية. هذه منظمة إرهابية اسمها المقاومة الإسلامية في لبنان، وليس المقاومة الإسلامية اللبنانية، إذا هي تابعة لإيران، ولكن مقرها في لبنان”.

وعما سيحصل إذا انتخب باسيل رئيسا، قال شينكر: “يمكن للبنان أن ينتخب جبران باسيل، تماماً كما انتخب الإيرانيون رئيسي الذي قتل آلاف المدنيين، هذا خيار اللبنانيين. وسيكون هذا رئيسهم الثاني على التوالي الحليف لحزب الله. وهناك العديد من الأصوات في الولايات المتحدة تعارض مساعدة لبنان. على اعتبار أن لبنان هو حزب الله، وإذا قام البرلمان بانتخابات كهذه فسيكون مؤشراً لمشكلات أعمق، وستكون مؤشراً خطيراً”.

وعن علاقته بـ”النواب التغييرين” الـ13 الذين فازوا بالانتخابات الأخيرة قال: “يسمونهم بكتلة “شينكر”. ولا علاقة لي بهم حتى إنني وصفتهم بالنرجسيين. لا لم ألتقِ بأي منهم ولا تواصل بيني وبينهم، كنت أزور لبنان عندما كنت في الإدارة ثلاث مرات سنوياً، ولدي العديد من الأصدقاء، إلاّ أنني لم ألتقِ نواب التغيير، ولم أموّلهم والإدارة الأميركية لم تمولهم، وترويج مثل هذه الاتهامات استهتار بعقول الناس”.

وأوضح أن الناشط المعارض لقمان سليم “كان يحصل على تمويل من مؤسسات دولية، ليدير بها مؤسسة غير ربحية وغير حكومية، كان يقوم بتعليم النساء الشيعيات اللغة الإنجليزية، ويدير مشروعه الثقافي التوثيقي. لقمان سليم لم يكن يوماً مرشحاً للانتخابات، ولم يموِّل مرشحين. وهو خسارة كبيرة. المتهم الأول في اغتياله حزب الله، لأنه لا قدرة لأحد على تنفيذ مثل هذه العملية في مناطقه. لكن للأسف لن يُصار إلى محاسبة المسؤولين عن هذا الاغتيال، تماماً كما حصل في اغتيال رفيق الحريري (رئيس الحكومة الأسبق)، ومحمد شطح (وزير مالية سابق) وكل الذين تم اغتيالهم”.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة