اليوم 227 للحرب: روسيا تعين قائدا جديدا لقواتها وشاحنة تفجر جسر القرم
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
في اليوم 227 للحرب، كشفت لجنة التحقيق الروسية التي أمر بتشكيلها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تفاصيل جديدة حول ما جرى على جسر شبه جزيرة القرم، والتي أسفرت عن مقتل 3 أشخاص جراء تفجير الجسر خلال الهجوم بشاحنة ليست مسجلة.
وأوضحت لجنة التحقيق في بيان أن الضحايا على الأرجح هم ركاب سيارة كانت تمر بجانب الشاحنة التي انفجرت، مضيفة أنه انتشلت من المياه جثتان إحداهما لرجل والأخرى لامرأة، ويجري تحديد هويتهما.
وأشار البيان إلى أن المحققين حددوا بيانات الشاحنة وصاحبها، الذي اتضح أنه من سكان إقليم كراسنودار، وبدأت أعمال تحقيق في منزله. كما تجري دراسة مسار تنقلات الشاحنة والوثائق ذات الصلة.
فيما أعلنت وزارة النقل الروسية عن استئناف محدود لحركة السير على جسر القرم.
وأفادت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب بأنه تم تفجير شاحنة على جسر القرم فجر اليوم، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود في قطار كان يسير عبر الجسر. وأفادت وسائل الإعلام الروسية بأن الحريق على جسر القرم نتج عن تفجير سيارة مفخخة.
وقد أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشكيل لجنة حكومية للوقوف على ملابسات الحادث، فيما أفادت وكالة “تاس” بوقف حركة القطارات بين روسيا وشبه جزيرة القرم حتى 31 أكتوبر. ومن جهتها، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية إخماد حريق اندلع في قطار على جسر القرم نتيجة الانفجار، فيما أعلنت في وقت لاحق استئناف حركة الملاحة في مضيق كيرتش.
وقالت لجنة مكافحة الإرهاب في بيان: “في الساعة 06:07 صباح اليوم وقع تفجير بشاحنة في الجزء الخاص بمرور السيارات من جسر القرم، مما تسبب في اشتعال سبعة صهاريج وقود في قطار متجه نحو شبه جزيرة القرم”. وأضاف البيان أن انهيارا جزئيا حدث في قسمين من طريق السيارات، دون أن يتضرر قوس الملاحة البحرية في هذا الموقع من الجسر. وأشار البيان إلى أنه يجري في مكان الحادث اتخاذ الإجراءات لتحديد ملابسات الانفجار وإزالة آثاره.
وقد أشارت وسائل إعلام روسية لأزمة في محطات الوقود بالقرم وطوابير من السيارات بعد انفجار الجسر، فيما قدرت الأضرار نتيجة الانفجار في جسر القرم بنحو 500 مليون روبل. وقالت سلطات القرم إن مخزون السلع الأساسية يكفي لمدة شهرين على الأقل، وأن الأنباء عن تقييد حركة البضائع بعد انفجار الجسر غير صحيحة.
وكان حريق اندلع على جسر السيارات والسكك الحديد الواسع الذي يربط شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو بالأراضي الروسية، مما أدى إلى توقف حركة السير عليه، حسب السلطات الروسية.
وقالت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن مسؤول محلي إنه “وفقا للمعلومات الأولية فقد اندلعت النيران في صهريج للوقود على أحد قطاعات الجسر الواقع في شبه جزيرة القرم، ولم تلحق بالجسر أي أضرار تؤثر على الملاحة”. وأفادت سلطات شبه جزيرة القرم الروسية باشتعال صهريج وقود في أحد أجزاء جسر القرم فجر اليوم. وقال أوليغ كروتشكوف مستشار رئيس القرم في بيان له: “حسب المعلومات الأولية، فقد اشتعلت النيران في صهريج وقود في أحد المواقع (بالجسر). أقواس الملاحة لم تتضرر”.
وأفادت شركة “القرم لسكك الحديد” بأن القاطرة وعددا من العربات لقطار الشحن، الذي اشتعلت النيران في أحد صهاريج الوقود فيه، تم سحبها من جسر القرم إلى مدينة كيرتش. من جهتها، قالت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل البحري والنهري إنه لم يتم تعليق الملاحة البحرية في مضيق كيرتش بسبب الحريق في الجسر.
وجسر القرم هو الأطول في روسيا ويبلغ طوله 19 كيلومترا. تم تشغيل الجزء الخاص بحركة مرور السيارات فيه في مايو 2018. وتم إطلاق حركة القطارات عبر الجسر في ديسمبر 2019.
وقبلها، أعلنت جمهورية دونيتسك الانفصالية أن القوات الأوكرانية قصفت مدينة إيلوفايسك في الجمهورية بصواريخ هيمارس الأميركية.
وأشارت ممثلية دونيتسك لدى المركز المشترك للمراقبة والتنسيق، إلى أن القوات الأوكرانية أطلقت عند منتصف الليل 6 صواريخ من أنظمة هيمارس على مدينة إيلوفايسك وبلدة أومانسكويه. وأضافت أن قوات كييف أطلقت كذلك 5 قذائف من عيار 155 مم على حيين، هما كيروفسكي، وبتروفسكي في مدينة دونيتسك.
يأتي ذلك فيما أعلنت القوات الروسية تحقيق مكاسب في شرق أوكرانيا الجمعة بعد سلسلة انتكاسات مريرة على جبهات عدة، لكن يبدو أن كييف تحتفظ بزمام المبادرة ودعت الجنود الروس إلى اختيار الاستسلام.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أن قوات كييف استعادت نحو 2500 كيلومتر مربع من الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء هجومها المضاد في نهاية سبتمبر.
وقال زيلينسكي في مداخلته اليومية التي ينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي: “هذا الأسبوع وحده، حرر جنودنا 776 كيلومترا مربعا من الأراضي في شرق بلدنا و29 بلدة 6 منها في منطقة لوغانسك”.
وأضاف “في المجموع، تم تحرير 2434 كيلومترا مربعا من أراضينا و96 بلدة منذ بداية هذه العملية الهجومية”.
وفي مؤشر إلى الثقة التي يشعر بها الأوكرانيون بعد نجاح هجومهم المضاد، وعد وزير الدفاع أوليكسيتش ريزنيكوف بـ”ضمان الحياة والأمن والعدالة” للجنود الروس الذين يختارون الاستسلام.
من جهتها أعلنت موسكو أنها حققت مكاسبها الأولى – ثلاث قرى في شرق أوكرانيا – بعد خسارة مساحات كبيرة من الأراضي على عدد من الجبهات في الأسابيع الأخيرة. وقال الانفصاليون الموالون لروسيا الذين يقاتلون إلى جانب قوات موسكو إن قرى أوتراديفكا وفيسيلا دولينا وزايتسيفي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت السيطرة على زايتسيف في اليوم السابق في تقريرها اليومي. وتقع هذه القرى الثلاث جنوب مدينة باخموت الخاضعة للسيطرة الأوكرانية. يحاول الجيش الروسي السيطرة على المنطقة منذ أشهر لكن من دون جدوى.
وتحدثت القوات الأوكرانية أيضا عن تحقيق مكاسب الجمعة تتمثل بالسيطرة على قرية غريكيفكا في منطقة لوغانسك (شرقا) حسب الحاكم سيرغي غايداي.
من جهة ثانية، أصدر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم السبت، قرارا بتعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائدا للقوات الروسية في أوكرانيا، في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الجيش الأميركي يقترب من بلوغ أقصى إمكاناته لتزويد كييف بالإمدادات العسكرية المتطورة.
ويأتي هذا التغيير في أعقاب ما تردد -الأسبوع الماضي- عن عزل قائدي منطقتين من المناطق العسكرية الروسية الخمس.
وجاء هذا القرار الذي أعلنته موسكو في واقعة نادرة، بعد سلسلة إخفاقات كبيرة للجيش الروسي في أوكرانيا.
فقد انسحبت القوات الروسية بداية سبتمبر ـــــ أيلول الماضي من القسم الأكبر من منطقة خاركيف (شمال شرق)، إثر هجوم أوكراني مضاد أتاح لكييف استعادة السيطرة على آلاف الكيلومترات المربعة من أراضيها.
كذلك، خسرت القوات الروسية 500 كلم مربع من الأراضي في منطقة خيرسون جنوبي أوكرانيا، ونجت بصعوبة بالغة من الطوق الذي ضرب حول بلدة ليمان الإستراتيجية بمقاطعة دونيتسك (شرق) التي باتت تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
وأثارت هذه الهزائم انتقادات داخل النخب الروسية. وهاجم الزعيم الشيشاني رمضان قديروف القيادة العسكرية، في حين دعا المسؤول البرلماني أندري كارتابولوف علنا الجيش إلى “الكف عن الكذب”.