إضراب عام يشل إيران … والطلاب يواجهون آلة القتل والقمع

إضراب عام يشل إيران … والطلاب يواجهون آلة القتل والقمع

السؤال الآن ــــــ وكالات وتقارير

“الموت لخامنئي” هتاف عم مدن ومناطق إيرانية مختلفة في اليوم الثلاثين لانطلاقة الانتفاضة الوطنية للشعب الإيراني، وعم الإضراب المؤسسات التربوية وحرج الطلاب في تظاهرات حاشدة وجرت مواجهات مع القوى القمعية في جميع أنحاء إيران، حيث نزل المواطنون في طهران ومدن إيرانية أخرى إلى الشوارع ورددوا شعار الموت لخامنئي، تلبية لدعوات ناشطين لتنظيم مسيرات واحتجاجات مناهضة للنظام.

وعلى الرغم من الانقطاع الواسع للإنترنت في بعض أنحاء البلاد، فقد تم نشر العديد من مقاطع الفيديو عن الاحتجاجات التي نظمها المواطنون والطلاب في مدن طهران، وكردستان، وأردبيل، وكرمانشاه، وهمدان، ورشت، وأصفهان، وكرج، ومشهد وغيرها.

ففي جامعة “تربيت مدرس” بطهران، تجمع الطلاب ورددوا هتاف: “مهسا، حديث، سياوش، إيران كالنار”، وفي جامعة “هنر سوره” قام الطلاب بطلاء أيديهم باللون الأحمر وهتفوا: “الطالب المسجون يجب أن يطلق سراحه”.

وبحسب التقارير، فقد تجمع طلاب جامعة “علم وصنعت ” في طهران أيضًا داخل الحرم الجامعي وهتفوا: “كردستان، زاهدان، عين ونور إيران”.

ونظم طلاب جامعة “شريعتي” تجمعاً احتجاجياً في طهران ورددوا شعارات مناهضة للنظام. كما نظم طلاب جامعة “آزاد بونك” تجمعاً احتجاجياً ورددوا هتاف: “أيها الباسيجي العميل، كل جيداً إنها النهاية”.

ورصدت الفيديوهات قيام عناصر أمن بملابس مدنية يعتقلون بوحشية متظاهرة في كوهردشت كرج ويسحبون الأسلحة على الناس في مكان الحادث.

كما نظم طلاب جامعة “رازي” في كرمانشاه تجمعاً احتجاجياً هاتفين “إذا قتل شخص فألف شخص خلفه”.

أما في مشهد، فردد المتظاهرون شعارات: “لم تعد تجدي المدافع والدبابات، على الملالي أن يرحل”. كما ردد المتظاهرون في أردبيل هتافات “الموت للديكتاتور”، و”الموت لخامنئي”. وقد تجمع أهالي التلميذات في أردبيل أمام ثانوية “راني نظام” للبنات عقب ورود أنباء عن مقتل إحدى التلميذات على يد قوات الأمن.

وبحسب الأنباء، نزل الكثير من المواطنين، وخاصة الشباب، إلى شوارع همدان. واستجابة لدعوات الاحتجاج، نزل المتظاهرون إلى شوارع شاهين شهر بمحافظة اصفهان، وتجمع طلاب الفنون في أصفهان يدا بيد في قاعة الجامعة، وأثناء وضع لافتة عليها شعار “المرأة، الحياة، الحرية” على الأرض، ورددوا معاً نشيد “يا إيران”. كما نزل المتظاهرون إلى شوارع رشت، شمالي إيران، ورددوا هتاف “الموت لخامنئي”. كذلك نظم طلاب جامعة كيلان تجمعاً احتجاجياً. وفي جامعة “آزاد رشت”، تجمع الطلاب ونزلوا إلى الشارع وغنوا أغنية “من أجل” لشروين حاجي بور.

ونظمت التلميذات في سنندج، بكردستان إيران، مسيرة احتجاجية في الشوارع، مرددات هتاف: “المرأة، الحياة، الحرية”.

وفي مدينة مريوان، واستنادًا إلى الفيديو الذي نشرته منظمة “هنغاو” لحقوق الإنسان، تجمع التلاميذ في شوارع المدينة ورددوا هتافات مناهضة للنظام.

تأتي هذه الاحتجاجات بينما أعلنت منظمة “نت بلاكس”، وهي منظمة غير حكومية تراقب الإنترنت في العالم، عن حدوث اضطراب كبير مجددا في عمل الإنترنت في إيران بدءًا من الساعة 10:00 صباحًا بالتزامن مع الاحتجاجات المناهضة للنظام.

كذلك، أضرب أصحاب المحال التجارية وباعة الأسواق في عدة مدن، بما في ذلك سنندج ومريوان وسقز وغيرها.

يشار إلى أنه في الأيام الماضية دعا ناشطون ومجموعات من الشباب في مدن الأهواز وطهران وأصفهان وتبريز وغيرها إلى انتفاضة وطنية اليوم السبت. وطُلب من المواطنین في هذه البیانات الحضور في الشوارع والأحياء وترديد هتافات: “الموت للديكتاتور”.

من جهتها، أعلنت مجموعة القرصنة “بلك ريوارد” عن اختراق رسائل البريد الإلكتروني لمديري وموظفي شبكة “برس تي في” الإيرانية الناطقة باللغة الإنجليزية. وعبر إرسال بريد إلكتروني جماعي، وفي إشارة إلى نضال الشعب الإيراني من أجل نيل حقوقه الأساسية وقمع النظام، طلبت هذه المجموعة من مراسلي هذه القناة أن يكونوا “صوت الشعب”.

وفي إشارة إلى نشر مقطع فيديو للاعتداء الجنسي على متظاهرة من قبل قوات القمع الإيرانية، كتبت هذه المجموعة إلى موظفي “برس تي في”: “من خلال تكذیب التحرش الجنسي بالنساء الإيرانيات من قبل قوات الأمن، بكم تبيعون شرفكم؟ فكروا في مستقبلكم قبل فوات الأوان”.

وخلال الأسبوع الماضي أيضًا ‏قامت مجموعتا قراصنة، “تبندكان” و”بلك ريوارد”، باختراق أنظمة إرسال الرسائل القصيرة، وإرسال دعوة للمشاركة في تجمعات السبت الماضي إلى ملايين المشتركين. وأعلنت مجموعة بلك ريوارد أنها أرسلت حوالي خمسة ملايين رسالة نصية تدعو إلى المظاهرات.

ولكن عشية ‏إطلاق دعوات على الإنترنت وعبر الرسائل النصية لتنظيم احتجاجات الیوم السبت في إيران، أفادت التقارير الواردة بوجود خلل وقطع في خدمات إرسال الرسائل القصيرة الجماعية، كما أعلن موقع “كاوه نكار”، الذي يقدم خدمات الرسائل النصية في البلاد، عن وقف خدماته.

وقد تعرض التلفزیون الإيراني لهجمات إلكترونية عدة مرات منذ اندلاع انتفاضة الإيرانيين العامة.

وكانت مجموعة باسم “عدالة علي” قامت مساء السبت 8 أكتوبر باختراق “أخبار التاسعة” مساءً، على التلفزيون الإيراني، وعرضت صورة الفتيات القتيلات الثلاث مع شعار “المرأة، الحياة، الحرية”. وتم استهداف قسم الأخبار بهجوم إلكتروني أثناء عرض مقتطفات من خطاب علي خامنئي.

وادى رفض التلميذات المشاركة في مسيرة حكومية إلى اعتداء عناصر الأمن بزي مدني على مدرسة “شهيد راني الثانوية للبنات” في أردبيل، شمال غربي إيران، وقد أصيب عدد من التلميذات بجروح، ووردت أنباء عن وفاة إحدى الفتيات نتيجة الهجوم.

وبحسب رواية والدي إحدى تلميذات مدرسة أردبيل الثانوية للبنات، فقد تم نقل تلميذات هذه المدرسة رغماً عنهن للمشاركة في مسيرة حكومية يوم الأربعاء 13 أكتوبر (تشرين الأول)، لكن المعلمات والتلميذات هتفن: “الموت للديكتاتور”.

وأضاف التقرير، أنه تم الاعتداء على تلميذات مدرسة “شهيد راني نظام” في أردبيل لإجبارهن على المشاركة في مراسم نشيد “مرحبا أيها القائد” بالقوة.

وذكرت التقارير أنه إضافة إلى وفاة إحدى التلميذات، والتي أعلنت بعض المصادر المحلية أن اسمها “آيتك”، فما زالت تلميذة أخرى في المستشفى بسبب تدهور حالتها.

وفي الساعات القليلة الماضية ومع تشكيل موجة من ردود الفعل العامة على نبأ مقتل تلميذة في هجوم قوات الأمن على ثانوية شهيد راني نظام، أعلن المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين عن المتابعة والتحقيق في مقتل هذه الطفلة. وأكد المجلس أن كل الأخبار المتعلقة باعتداء القوات الأمنية على هذه المدرسة “صحيحة تماما”.

ويأتي نبأ الاعتداء على ثانوية شهيد راني نظام في أردبيل ومقتل إحدى التلميذات، إلى جانب الأنباء عن هجوم قوات الأمن الإيرانية على المدارس وإطلاق الغاز المسيل للدموع على مدرسة ابتدائية واعتقال التلاميذ المحتجين، في حين قال المرشد علي خامنئي في خطابه يوم أمس الجمعة 14 أكتوبر (تشرين الأول) بين المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية: “في زماننا، داعش لا تشفق حتى على مدارس الأطفال. يفجرون مدارس البنات ومدارس البنين”.

وقال أيضا إن أعداء الجمهورية الإسلامية انزعجوا من تأثير نشيد “مرحبا أيها القائد” في أوساط “عشرات الملايين من الشباب في جميع أنحاء المنطقة والعالم” ولهذا سعوا إلى “إحداث فوضى في بداية افتتاح المدارس”.

هذا وقتلت قوات الأمن الإيرانية ما لا يقل عن 233 محتجا بينهم 32 شخصا تقل أعمارهم عن 18 عاما منذ اجتياح التظاهرات مدن إيران قبل نحو شهر، وفقا لمنظمة “هرانا” الحقوقية الإيرانية.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة