عصير الطماطم يلطخ لوحات كبار الفنانين

عصير الطماطم يلطخ لوحات كبار الفنانين

باريس- المعطي قبال

دعت وزيرة الثقافة الفرنسية، ريما عبد المالك، المتاحف الفرنسية إلى أخذ الحيطة والحذر تجاه موجة التلطيخ التي يقف من ورائها ناشطون إبكولوجيون تتزعمهم مجموعة Just stop Oil . وقد انطلق الهجوم من ألمانيا لينتقل إلى بلدان أخرى مثل إنجلترا وفرنسا وهولاندا. ويفسر البيئيون هذه الحملة بدفاعهم عن البيئة وما ألت إليه نتيجة السياسة التي تنهجها الحكومات الغربية والتي تسببت في ارتفاع معدلات ثاني أوكسيد الكربون، وتحول الأخضر إلى يابس، مع انقراض لبعض أصناف الحيوانات، زحف التصحر، شحة المياه، وتزايد معدلات التلوث الخ… لذا فالهجوم، من دون إتلافها، على أعمال فنية تساوي ملايين بل بلايين الدولارات (ثمن المونا ليزا يناهز المليارين)، وتشكل قسما من التراث الفني العالمي هو في حد ذاته عمل سياسي، يبدو لهؤلاء الناشطين، أنجع من التقارير والبيانات التي تنشرها الهيئات والمنظمات الحكومية والدولية في موضوع البيئة. والأشخاص الذين يقومون بهذه التلطيخات هم شباب تشبعوا بأفكار الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ ولسان حالهم يقوا: المستقبل لنا لا لغيرنا!

هكذا تعرضت لوحة «الرحى» للفنان كلود موني بمتحف باربيريني بوتسدام (ألمانيا) لتلطيخ من طرف ناشطين ألمان ألقوا عليها بطاطا مهروسة. أما الغاليريه الوطني بلندن فعرف هجوما لناشطين بيئيين القوا عصير الطماطم على لوحة «عباد الشمس» للفنان فان غوغ. نفس المصير عرفته لوحة «الفتاة ذات اللؤلؤة» ليوهان فيرمير المعروضة بمتحف موريتسوي بلهاي. وقد عرف متحف اللوفر في شهر ماي الماضي هجوما لشخص مضطرب على لوحة « لاجوكوند » للفنان ليوناردو دافانشي، ولم تتأثر اللوحة التي يحميها زجاج مدرع. على إثر هذه الهجمات المنسقة في عواصم تستضيف أهم المتاحف واللوحات الفنية لكبار الفنانين وأساتذة الفن العالمي، أعلنت العديد من المتاحف عن اتخاذها لإجراءات وقائية تستهدف تعزيز الحماية الأمنية ، خصوصا وأن بعض العناصر قد تحدوها رغبة حقيقية لإتلاف الأعمال وتشويها.وهذا ما يخيف إدارة المتاحف. تكمن رمزية النشاط الذي يقوم به هؤلاء البيئيون في تصديهم للفن بما هو قيمة مادية وجمالية باهضة الثمن وتعرف بهوية الغرب. كما يرغبون في إثارة الانتباه إلى أن التلويث يستدعي التلويث، (تلويث الطبيعة يستدعي تلويث الفن). إن كوماندوات من فردين أو ثلاثة أفراد قادرين على نشر الهلع في صفوف الحكومات وبخاصة وزارات الثقافة بتصديهم للوحات هي مرآة الحضارة الغربية. ثمة من يتحدث عن إرهاب من نوع جديد يقوم على اعتبار اللوحات رهائن.

يبقى السؤال: هل سيغير هذا النشاط شيئا من السياسة البيئية للحكومات والبلدان المتورطة في تلويث البيئة وما أكثرها؟

كان من الأجدى بهؤلاء الناشطين أن يتصدوا سياسيا وبطرق أخرى لسياسة أمريكا، الصين، الهند، البرازيل، روسيا الخ…وهم من كبار الملطخين للبيئة في العالم بدل تلويث لوحات تحتفي بالبهاء، بالحياة والطبيعة.

Visited 18 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".