حياة المجانين
ياسر مروّة
منذ أن اكتشف لهُ رمحاً
كعضو صلبٍ يلتف حول عروق حياة المجانين
كان تنفساً غير منتظم
وروح الوحش
فلم يتخيل أحداً أن خياله يتحرك
لم ير أحداً أن غيومه يتسلق
لا أحد يهوي كالريشة،
يتخبط كالمياه في نهره
يمسك صورهُ الغارقة،
عندما كبِرَ عمره وصار الأطول
يعتلي سُحبهُ فوق حُمرة تُشتهى
كان ينظر إليه!
منذ أن امتشق قلبها المخطوف
لكي يُعيد نهرهُ الذي كان،
كان وقتها تفوق له سفوح قممها
كان أعلى من فخذها
الذي يلوح بها نصوصه الأعمق
لها رائحتها الأعتق
يُرتب جينياته المليئة من الهرمونات
بالهلوسة بين الأساطير
والحروب الواقعية التي تقع في عواء مخه،
فلم يجد واقعا إلا وتقع الذئاب بفريسته
الاكاذيب المصطنعة تتنقل وتتناقل وتتوالد كجنين يكبر
حاول ان يرسم لوحاته في زمن الهزيمة،
ان يهرب من طُرقه
المضللة
يُغيّر مدينته
يسرد حكايته
وينتج أفلامه
يشْرد كطائر مُجنّح
يبكي على شخصيات درامية
وتراجيديا فيها تحضيرات للعزاء والخواء
فلم تجد له ارتقاء الطاووس
لتفكير الأجمل
كانت كتابته وسطورها قد ألهبتها من وحدتها
وحدها أدمغتها شاهدة ان تتفجر
تتحطم على بعضها
تتفتت أشد فتكاً عند بدء الحرب
كانت مشتعلة محترقة
تُشْعل بها مدينة متقوقعة متثرثرة
حاول أن يعتلي فرسه فوق نجومه
يجدها تشبهها
وحدتها تشبهه عزلتها وتجربتها،
تكْسرها وحده في غرفته مستلقياً في فراشه
وحده يلعن الدنيا،
والله ينظر إليه،
وحده موجوداً عارياً في غرفة الإنعاش
منذ أن اكتشف له تنفساً
انفرد برمحه جانباً
أبرز عضوه المرتخي
نظر إليه وهو يزول ويختفي!