مهاباد في المواجهة: انتشار أمني وقمع ومروحيات في الجو
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
شن النظام الإيراني حملة قمع واسعة في مدينة مهاباد التي يقطنها أكراد، وشهدت احتجاجات ضدّ النظام في الأيام الماضية.
وبحسب مقاطع فيديو فإن الأجواء في مدينة مهاباد بعد الهجوم العنيف لقوات الأمن على المتظاهرين تشبه أجواء الأحكام العرفية والمروحيات تحلق في سماء المدينة.
واضرب تجار هذه المدينة وبعض المدن الأخرى في محافظة أذربيجان الغربية، وكذلك محافظتا كردستان وكرمانشاه.
وحسب مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل فان القوات العسكرية تتجول بالسيارات في أنحاء المدينة بشكل مستمر، ويصف المواطنون أجواء المدينة بأنها تشبه أجواء الأحكام العرفية.
وكان شباب أحياء طهران أعلنوا في بيان لهم أنه “منذ الليلة الماضية تتدفق الوحدات الخاصة من الحرس الثوري باتجاه مهاباد”. وتم التأكيد في البيان، على أنه “يجب علينا النزول إلى الشوارع والبقاء لدعم مهاباد وخلق ملحمة أخرى”.
وقد هاجمت القوات الأمنية، مساء أمس السبت، المتظاهرين في أحياء مهاباد. ولم يتوفرالعدد الدقيق للقتلى والجرحى حتى الآن.
وبينت مقاطع فيديو تدمير منازل المواطنين في مهاباد بسبب إطلاق النار من قبل عناصر الأمن، مساء أمس السبت 19 نوفمبر (تشرين الثاني).
كما أكدت وكالة “تسنيم” للأنباء أن القوات الأمنية دخلت أحياء مهاباد واعتقلت عددًا من الأشخاص، لكنها أعلنت أيضًا عدم مقتل أحد في هذه الاشتباكات.
وأشار ممثل مهاباد في البرلمان الإيراني، جلال محمود زاده، في رسالة إلى أمين مجلس الأمن الوطني، ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، ووزير الداخلية، إلى مقتل عدد من الشباب في هذا الحادث، وطالب بأن تتصرف القوات العسكرية مع المواطنين “بعيداً عن إثارة التوتر”. وكتب محمود زاده: “خلاف ذلك، بصفتي ممثلا لهذا الشعب الشريف، سأضطر إلى قول الحقيقة من خلال المنصة الرسمية واتخاذ إجراءات أخرى في البرلمان”.
يذكر أن الصورة التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم أمس السبت، وكان لها تأثير واسع، أشارت إلى أن أهالي مهاباد أقاموا خنادق واحتموا بها لمقاومة القوات القمعية.
وبالتزامن مع أنباء القمع الدموي للانتفاضة في مهاباد، تجمع عدد من الإيرانيين المقيمين في واشنطن أمام البيت الأبيض عند منتصف الليل وطالبوا بالتحرك الفوري لمنع القمع العنيف لأهالي مهاباد. كما تجمع عدد من الإيرانيين في برلين أمام وزارة الخارجية الألمانية.
واقتحمت القوات القمعية أيضًا فيلاشهر سنندج بسيارات خاصة وأطلقت النار على منازل المواطنين. كانت هذه القوات ترتدي ملابس شخصية وأقنعة بيضاء.
يذكر أنه على الرغم من القمع العنيف من قبل قوات الأمن الإيرانية، تستمر الانتفاضة الشعبية في المدن الكردية على نطاق واسع. وأُرسلت تعزيزات أمنية إلى مدينة مهاباد بغرب إيران، ونُشرت ليلًا صور وملفات صوتية لإطلاق نار كثيف وصراخ.
يذكر ان التظاهرات الأولى انطلقت في مناطق يسكنها الأكراد في ايران بما فيها مدينة سقز مسقط رأس مهسا أميني، قبل أن تمتد إلى مناطق عدة في البلاد. وكانت مجموعات حقوقية نشرت في وقت سابق لقطات من الاحتجاجات في مهاباد، بما فيها صور لجنازات ضحايا حملة القمع الدامية للتظاهرات.
وقالت منظمة هنكاو ومقرها في النروج إن قوات مسلحة أُرسلت من أورميا، المدينة الرئيسية في محافظة أذربيجان الغربية، إلى مهاباد. وكتبت المنظمة على تويتر “في المناطق السكنية في مهاباد، هناك الكثير من إطلاق النار”.
ونشرت المنظمة لقطات تُظهر مروحيات تحلّق فوق مهاباد قيل إن على متنها أفراد من الحرس الثوري أُرسلوا لقمع الاحتجاجات.
ونشرت منظمة “إيران هيومن رايتس”، التي يقع مقرّها هي أيضًا في النروج، لقطات ليل السبت الأحد قالت إنها تُظهر سماع صدى إطلاق نار في المدينة. وكتب مدير المنظمة محمود أميري مقدّم أن السلطات “قطعت التيار الكهربائي ويُسمع صوت إطلاق نار من مدافع رشاشة”. وتحدث عن تقارير غير مؤكدة عن مقتل أو إصابة متظاهرين.
ونشر مقطع صوتي يُسمع فيه صُراخ وسط إطلاق نار متواصل.
واتهمت وکالة تسنیم الدولیة للأنباء مثيري الشعب بنشر الرعب في المدينة من خلال إضرام النار في منازل يملكها عناصر أمن وجنود وإغلاق الطرق. وقالت الوكالة إن معظم هؤلاء تمّ اعتقالهم ولم يُقتل أحد، مشيرة إلى عودة الأمن ونافية الأنباء عن إضراب عام.
ولمدينة مهاباد أهمية خاصة لدى الأكراد إذ يعتبرونها المدينة الرئيسية في جمهورية مهاباد التي لم تدم طويلًا، وهي دويلة كردية لم يتم الاعتراف بها ونشأت بدعم من الاتحاد السوفياتي في 1946 في أعقاب الحرب العالمية الثانية. ولكنها استمرت أقل من عام قبل أن تستعيد إيران السيطرة عليها.
وحذّرت هنكاو السبت من أن الوضع خطير في بلدة ديواندره في إقليم كردستان غربي البلاد حيث قُتل ثلاثة مدنيين على الأقلّ برصاص القوات الحكومية.
وعلى خلفية الاحتجاجات، أصدرت السلطات الإيرانية أحكامًا بالإعدام على خمسة أشخاص لم تسمّهم. وقالت منظمة العفو الدولية إن 21 شخصًا على الأقل حتى الآن قد اتُهموا بارتكاب جرائم تتعلق بالمظاهرات قد تؤدي إلى الحكم عليهم بالإعدام.
وأكد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، كما نقل عنه التلفزيون الرسمي، أنه “يجب معاقبة مرتكبي الجرائم والقتل والتدمير ومحاولات إشعال الحرائق في المحلات التجارية وسيارات التجّار والناس على أساس جرائمهم”، عبر القضاء.
هذا واستمرت الاحتجاجات الطلابية في إيران رغم القمع، وأفادت مصادر مختلفة بأن الطلاب اعتصموا في عدة جامعات في البلاد، أو تناولوا الطعام مع الطالبات، احتجاجًا على الفصل بين الجنسين في المطاعم الجامعية.