اليوم 289 للحرب: روسيا تقصف إمدادات الماء والكهرباء في 3 مناطق وسفنها الحربية تجول في البحر الأسود
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
في اليوم 289 للحرب، إنقطعت إمدادات الماء والكهرباء انقطعت عن مناطق في ميكولايف وخيرسون وأوديسا، بعد قصف روسي استهدف المقاطعات الثلاث.
وتحدثت سلطات خيرسون الموالية لأوكرانيا عن وضع شديد الصعوبة بمناطق شرقي البلاد، وقالت إن إمدادات الماء والكهرباء انقطعت عن مناطق في ميكولايف وخيرسون وأوديسا، بعد قصف روسي أودى بحياة شخصين.
وكان الجيش الأوكراني أفاد باستمرار القصف الروسي على مقاطعات خيرسون وميكولايف وزاباروجيا ودنيبرو، جنوبي البلاد، وعلى خاركيف ومدن وبلدات في لوغانسك ودونيتسك، في الشرق.
وقال إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الماضية أكثر من 70 هجوما على قرى وبلدات خيرسون، إضافة إلى استهداف محطات للمياه في ميكولايف، كما شنت غارات على 20 قرية واقعة على خط التماس في زاباروجيا وقرى في نيكوبول في دنيبرو.
وافادت هيئة الأركان الأوكرانية إن أكثر من 20 بلدة في باخموت بدونيتسك شرقي البلاد تعرضت خلال الساعات الماضية لقصف روسي مكثف، وإن قواتها تواصل صد أي تقدم للقوات الروسية باتجاه المدينة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن الوضع في المناطق الرئيسية لجبهة دونباس (شرقي أوكرانيا) لا يزال صعبا للغاية، لكن قوات كييف تصد الهجمات الروسية. وأكد في خطاب له أن القوات الروسية دمرت بالكامل مدينة باخموت، إحدى أكثر المناطق اشتعالا في الجبهة.
من جانبها، قالت البحرية الأوكرانية إنها رصدت تحركات 10 سفن روسية معادية في مهمة قتالية بالبحر الأسود واثنتين في بحر آزوف، كما تم رصد 9 أخرى في البحر الأبيض المتوسط، 5 منها محملة بصواريخ كاليبر كروز.
بدوره، قال سلاح الجو الأوكراني إن قواته أسقطت الليلة الماضية 10 مسيّرات إيرانية الصنع، استهدفت مقاطعات ميكولايف وخيرسون وأوديسا، جنوبي البلاد.
وقال بيان سلاح الجو الأوكراني إن القوات الروسية تشن هجمات على أهداف في الجنوب الأوكراني بمسيرات إيرانية الصنع من طرازي “شاهد 136، و”شاهد- 131”.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الأوكراني صفقة تبادل جديدة مع الجانب الروسي أفرج بموجبها عن 50 جنديا أوكرانيا.
أما وزارة الدفاع الروسية فقالت إن وحداتها صدت هجمات للقوات الأوكرانية جنوب مقاطعة دونيتسك، كما أحرزت تقدما باتجاه مناطق جديدة عند محور كراسني ليمانسكي في المقاطعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن المدفعية الروسية دمرت رادارا أميركيا، ومنصات إطلاق صواريخ “غراد” أوكرانية كانت تتمركز قرب سيفرسك، شمال مدينة باخموت، مضيفًا أن 40 عسكريا أوكرانيا قتلوا خلال هجوم على المحور.
وفي محور كراسنوليمان، أشار البيان إلى أن القوات الروسية أحبطت هجومين للقوات الأوكرانية، وقتلت نحو 60 جنديا من عناصر الجيش الأوكراني.
أما في محور كوبيانسك، فقالت الدفاع الروسية إن قواتها قتلت أكثر من 30 عسكريا أوكرانيا خلال معارك اليوم.
من جانبها، أعلنت سلطات مقاطعة لوغانسك الموالية لروسيا أن قصفا أوكرانيا بصواريخ هيمارس استهدف مدينتي سفاتوفو ونوفوبسكوف، وأدى إلى تضرر مبان سكنية ومنشآت للبنية التحتية في المقاطعة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن بلاده قد تفكر في تعديل إستراتيجيتها العسكرية، لتواجه “ضربة استباقية” لنزع سلاح من وصفهم بالأعداء.
وأضاف، ردا على سؤال بشأن استخدام الأسلحة النووية، أنه ربّما ينبغي لموسكو التفكير في تبنّي الأفكار التي طورها الأميركيّون لضمان أمنهم. وشدد على أن صواريخ بلاده وأنظمتها التي تفوق سرعة الصوت أكثر حداثة، بل وأكثرُ كفاءة من تلك التي تمتلكها واشنطن.
هذا وحذرت واشنطن من خطورة الدعم الذي تقدمه إيران لروسيا في حربها على أوكرانيا، حسب قولها، واتساع التعاون العسكري بين البلدين. كما اتهمت لندن طهران بإرسال مئات الطائرات المسيرة إلى روسيا، وقالت إن اتفاقات الجانبين تهدد الأمن العالمي. ومن جهتها، نفت طهران بشدة هذه الاتهامات.
وفي تقييمه اليومي لمجريات حرب روسيا على أوكرانيا، قال جهاز الاستخبارات العسكرية البريطاني إن إيران أصبحت أحد أكبر الداعمين العسكريين لروسيا.
وفي التطورات السياسية، أجرى دبلوماسيون روس وأميركيون مباحثات في مدينة إسطنبول التركية، وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن المباحثات تناولت مصادر القلق بالنسبة للطرفين، معربا عن أمله أن تعود العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى طبيعتها مع الوقت.
وأوضح ريابكوف أن بلاده لن تبادر إلى اقتراح إجراء مفاوضات مع واشنطن من أجل إبرام اتفاق جديد في مجال “الاستقرار الإستراتيجي”، كما أنها لن تقترح أيضا على الولايات المتحدة إجراء مفاوضات بشأن “الضمانات الأمنية”، التي تخلت عنها واشنطن بحجة الأحداث في أوكرانيا، حسب قوله.
وفي بيان للخارجية التركية بشأن المشاورات السياسية بين تركيا وروسيا في إسطنبول، قال البيان إن الوفد التركي أكد للوفد الروسي أهمية العودة سريعا إلى المفاوضات للتوصل إلى حل عادل ودائم للأزمة الأوكرانية. وأوضح أن الوفد التركي أكد لنظيره الروسي استعداد أنقرة لتقديم جميع أنواع الدعم لهذه المفاوضات.
وكان الرئيس الروسي قال إن بلاده مستعدة لمواصلة اتصالاتها مع واشنطن على مستوى أجهزة الاستخبارات للعمل على قضايا تبادل الأسرى، مؤكدا أن الاتصالات مع واشنطن على مستوى أجهزة الاستخبارات اقترحها الجانب الأميركي وستستمر.
وفي الأثناء، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، عن قلقه من احتمال خروج الحرب في أوكرانيا عن السيطرة لتتحول إلى حرب مباشرة بين روسيا والحلف.
وقال ستولتنبرغ في حديث لوسائل إعلام نرويجية إن الحرب في أوكرانيا قد تصبح واسعة النطاق، وتتحول إلى حرب كبرى، مؤكدا العمل على تفادي ذلك.
في المقابل، قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه سيواصل الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين “رغم خبراته المخيبة للآمال خلال مكالماته الأخيرة معه”، وقال “أريد أن أشهد اللحظة التي يمكن فيها الخروج من الموقف. ولا يمكن فعل ذلك إذا لم نتحدث معًا”.