كيف بلغت المغرب نصف النهائي تقنياً وهل يمكن لدفاعها تخطي فرنسا؟
سمير سكاف
نجح المنتخب المغربي في تحقيق المستحيل كروياً! وهو تغلب على كل التوقعات الكروية في أنه سيخرج من الدور الأول! لا بل هو تأهل متصدراً مجموعته في الدور الأول أمام وصيفة بطل العالم كرواتيا (التي وصلت بدورها الى نصف النهائي)، وأمام المصنفة كأقوى منتخب في العالم في السنوات الأخيرة بلجيكا! كما تخطى في دور ال 16 بطلة العالم السابقة إسبانيا بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الأوقات الأصلية والإضافية! ولكن مباراة المغرب الأقوى، هي الأخيرة أمام البرتغال، بعد العرض الخارق للمنتخب البرتغالي أمام سويسرا والفوز عليه بنتيجة (6 – 1)! مرة جديدة كانت التوقعات أن يفوز المنتخب البرتغالي على المنتخب المغربي… بسهولة! ولكن المنتخب المغربي نجح من جديد بقوة الإرادة جماعياً وفردياً أمام تقنيات أكبر نجوم العالم. وهو أنهى، لا شك، أسطورة وأحلام رونالدو المونديالية بالدموع. ولكن بالإضافة الى كل مزايا الإيمان والإرادة والقلب، يجب الإشارة الى المزايا التقنية لأسود الأطلس التي تحققت على الملعب.
نتائج مباريات المغرب حتى نصف النهائي:
في الدور الأول:
المغرب – كرواتيا (0-0)
المغرب – بلجيكا (2-0)
المغرب – كندا (2-1)
في دور الـ 16:
المغرب – إسبانيا (0-0) – (3-0) بركلات الترجيح
في ربع النهائي:
المغرب – البرتغال (1–0)
بونو والدفاع الورقتان الرابحتان
الحارس ياسين بونو هو الورقة الرابحة الكبرى في نظام دفاعي أثبت على العشب أنه الأقوى والأكثر فعالية في كأس العالم بتلقيه هدفاً وحيداً في شباكه ضد كندا في 5 مباريات. فقد نجح دفاع المغرب، في أسلوب القفل الإيطالي القديم، من دون تحقيق المغرب لشلالات الأهداف مثل إسبانيا وانكلترا والبرتغال. نجح في الصمود بفضل تجانس فعال في خط الدفاع، وفي القوة البدنية والفنية وفي ندرة الأخطاء المرتكبة من كل عناصر الدفاع. وقد تميز خط الوسط الدفاعي بالمساهمة الفعالة نفسها.
زياش ارتقى إلى النجومية
إن لولب الحركة في المنتخب المغربي، وهو قد أصبح نجماً مستحقاً في مونديال القطر، هو لاعب تشيلسي حكيم زياش، بمجهوده الجبار، وبتمريراته وبنجاحه في المواجهات الفردية (مان تو مان)، وحده وليد شديرة لم يكن على مستوى الآخرين في المباراة ضد البرتغال، أما يوسف النصيري، والذي، ليس نجماً كبيراً معروفاً في العالم، إلا أنه حقق في القفز العالي ارتفاعاً خيالياً عند تسجيله الهدف في مرمى البرتغال في الدقيقة 42 من الشوط الأول! ويبقى أن خط الهجوم المغربي ليس من نقاط قوة أسود الأطلس، مع مجموع 5 أهداف فقط في 5 مباريات، بمعدل هدف واحد في المباراة الواحدة!
القوة الهجومية الضاربة لفرنسا… وثغرات دفاعية
مرة جديدة في التوقعات، تبدو فرنسا الأقوى بين المنتخبات الأربعة التي تأهلت الى نصف النهائي، وهي تستطيع، على الورق، أن تفوز على المنتخب المغربي وأن تصل الى النهائي، وأن تحرز اللقب على حساب ليونيل ميسي، المتوقع أن يجتاز كرواتيا، وذلك، بفضل قوة فرنسية هجومية ضاربة هي الأقوى في العالم اليوم مع نجمها كيليان مبابي (هداف البطولة حتى تاريخه). ولكن المنتخب الفرنسي ليس الأقوى دفاعياً! لا بل أن خط دفاعه هو الأضعف في المقارنة مع المنتخبات الفرنسية السابقة التي فازت باللقب العالمي في العام 1998 وفي العام 2018! وخط وسطه الدفاعي يفتقد الى خبرة بول بوغبا ونغولو كونتي، وبالتالي فإن الدفاع الفرنسي يمكن اختراقه، خاصة في وسطه وعلى الجانب الأيمن، ومن الطبيعي أنه لا يمكن القياس على فوز المنتخب التونسي عليه في الدور الأول. فهو كان يلعب بالصف الثاني بعد ضمان تأهله! ولكن المنتخب الفرنسي الحالي يمتاز بخبرته الكروية الهائلة! فأركان المنتخب الحالي كسروا كل الأرقام الفرنسية السابقة؛ مبابي أصبح الأكثر تهديفاً في المونديال في العصر الجديد (بعد جوست فونتين في 1958)، أوليفييه جيرو الأكثر تهديفاً في تاريخ المنتخب الفرنسي بمجموع 53 هدفاً أمام تييري هنري، أنطوني غريزمان الأكثر تمريراً للتمريرات الحاسمة في تاريخ المنتخب مع 28 تمريرة. والحارس هوغو لوريس أكثر اللاعبين تمثيلاً للمنتخب في التاريخ مع 143 مباراة.
فرنسا بطلة العالم في مواجهة المغرب مفاجأة كأس العالم، هل يتفوق الحلم على التوقعات؟! الجواب: كذب “المتوقعون” ولو صدقوا.