النظام الإيراني إلى أين؟!
حسين عطايا
انتصرت جماهير الشعب الايراني في العام ١٩٧٩ على نظام الشاه، ثم انقض عليها الخميني واتباعه من الملالي، فصادروا الثورة، واعلنوا انتصار الثورة الاسلامية بعد عمليات تصفية طالت العديد من الناشطين والذين لا يؤيدون نظرية ولاية الفقيه او الثورة الدينية كحزب تودة “الشيوعي” والعديد من رجال الدين الذين يُعارضون ولاية نظام الفقيه، امثال شريعتمداري وآية الله طلقاني وغيرهم، وتم نفي وهروب العديد من رجال الثورة الايرانية في عامها الاول ومن ثم تم فرض ولاية الفقيه، وتم اعتماد نظرية تصدير الثورة، والتي بدأت بخلق مشاكل في العديد من الدول، كما تم رفع شعار تحرير فلسطين ويوم القدس العالمي في اخر يوم جمعة من شهر رمضان .
كل هذه كانت مجرد شعارات يتلطى تحتها النظام لممارسة كل الموبقات السياسية في دولٍ عدة منها عربية وإسلامية تحصد نتائجها اليوم العديد من شعوب هذه الدول، من العراق واليمن وسوريا ولبنان .
على الرغم من كل المتغيرات التي حصلت على مستوى العالم بدءاً من انهيار وسقوط الاتحاد السوفياتي، وانتهاء الحرب الباردة، وسقوط القطبين وسيادة احادية القطب الاوحد على مستوى العالم، كما زوال عراق صدام حسين وقيام عراق جديد يستظل بعمامة ملالي ايران من خلال وصول اتباع ايران الى سُدة الحكم في العراق كما دخول اتباع ايران الى سوريا وعمليات القتل والتغيير الديموغرافي، الى الحرب الاهلية في اليمن وصعود نجم جماعة الحوثي واستلامها الحكم في صنعاء ومناطق كثيرة من اليمن، بالاضافة الى سيطرة ذراع ايران في لبنان
” حزب الله”، ووصايته المفروضة على الدولة اللبنانية وجرها الى حلف الممانعة واسرها بعيداً عن محيطها العربي ، وإدخال لبنان وكل الدول التي سيطر عليها اتباع ايران في آتون ازمات حتى باتت شعوب تلك الدول تعيش الفقر المدقع، وتعاني من فقدان ادنى مقومات العيش .
لا زال النظام الايراني يعش في مستوى العام 1979، من دون ادنى تطور يُقدمه للشعوب الايرانية، وقد عاشت ايران الكثير من الانتفاضات والثورات استطاع النظام الايراني وأد وقمع تلك الانتفاضات والثورات في مهدها، بعد ممارسة كل وسائل وانواع القمع .
إلا ان الثورة الحالية “ثورة النساء الايرانيات” والتي دخلت في شهرها الرابع ولا زالت تتصاعد حدتها على الرغم من كل اساليب القمع التي تُمارسها سلطات ايران، وخصوصاً عمليات الاعدام المتواصلة والتي تنتج عن محاكمات صورية لا اكثر، بالاضافة الى عمليات اعتقال الناشطات في الانتفاضة وممارسة ابشع انواع القمع والتعذيب بحقهن بما فيها عمليات الاعتداء عليهن جنسياً، مما يفضح ويُعري سلطات الملالي من اية تغطية دينية واخلاقية .
ايران تعيش اليوم في ظل نظام سلطة دينية تمتلك كل انواع الاذرع السلطوية القمعيةوالتي تُمارس التنكيل بالمتظاهرين والتعسف في الاعتقالات والمحاكمات، واحكام الاعدام الصادرة عن السلطات القضائية وبالتالي يُريد من خلف ذلك إخافة الشعب والمتظاهرين على وجه الخصوص، إلا ان الثوار الايرانيين يزدادون قوة اكثر، واليوم الثوار لا يرفعون شعارات الاصلاح وما الى ذلك، بل شعارات الثوار الايرانييناليوم تختلف عما سبق بل المطلوب إسقاط النظام، وسلطة المرشد حيث يهتف الثوار باسقاط الدكتاتور والموت للخامنئي .
هذا الامر لم يحصل بتاريخ ايران الاسلامية منذ إنشاء نظام الملالي في العام ١٩٧٩ .
النظام الايراني اليوم يعيش ازمة وجودية، وكل يوم تستمر فيه ثورة الشعوب الايرانية تزداد ازمة النظام اكثر فأكثر.