قاسم سليماني: الرمز القاتل

قاسم سليماني: الرمز القاتل

 حسين عطايا

يصادف يوم غد الثالث من كانون الثاني ـــ يناير، الذكرى الثالثة لمقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، الذي يُعتبر المسؤول عن تنظيم اتباع واذناب الميليشيات التابعة لإيران وتبعيتها لأوامر قائد هذا الفيلق، من حزب الله اللبناني مرورا بالميليشيات المقاتلة في سوريا والحشد الشعبي في العراق وصولا الى الحوثيين في اليمن، ويُضاف الى ذلك كل من الجهاد الاسلامي وحماس في غزة الفلسطينية .

يعتبر سليماني المهندس الاول في تنظيم الميليشيات التابعة لإيران وهو الذي عزز قدراتها على مختلف المستويات وكان يُشرف بشكل كامل على كل مايتعلق بتلك الميليشيات، فهو جعل منها أذرعاً فاعلة تُساهم في تعزيز الموقع الايراني في كل مفاوضات وحوارات، نظرا الى أهمية هذه الميليشيات والمواقع التي تتحكم بها في كل من الدول الاربعة التي وضعت طهران يدها عليها وأصبحت تدور في فلكهاب العراق وسوريا واليمن ولبنان، وبذلك تكون ايران عبر مهندسها سليماني قد تمكنت من السيطرة على العواصم العربية الأربعة تلك وامتلكت حصرية القرار وتوجهت نحو تحقيق مصالحها الخاصة على شعوب تلك الدول، عبر هذه الأذرع التي تتبعها بواسطة فيلق القدس الذي كان يُمسك زمام قيادته قاسم سليماني .

بذلك تكون عملية اغتيال سليماني، شكلت ضربة قاسمة ومؤلمة جداً للمشروع الفارسي في استكمال سيطرته على اربعة دول تُشكل ساحة مهمة في المشروع الايراني وخصوصاً سوريا ولبنان بما يشكلانه من اهمية قصوى بكونهما دولتا جوار لاسرائيل ويمتلكان مرافىء على البحر المتوسط وهذا يًشكل اهمية كُبرى في المشروع الفارسي .

وبالطبع لا يمكن ان يغيب عن ذهن احد في هذه المناسبة المجازر التي أُرتكبت بحق الشعب السوري وعمليات القتل والتهجير الذي تعرض لها على أيدي الميليشيات التابعة لإيران والخاضعة لقيادة قاسم سليماني والذي يُعتبر المهندس الفعلي لكل ما حصل في سوريا والعراق من مجازر واغتيالات وعمليات تهجير وفرز سكاني وتغيير ديموغرافي بدأت تظهر نتائجه اليوم في سوريا على عدة مستويات أبرزها التهجير السكاني في سوريا وعدم السماح للاجئين السوريين الذين يفوق عددهم عن العشرة مليون موزعين في كل من تركيا والاردن ولبنان وباقي دول العالم .

اليوم وبعد مرور ثلاثة سنوات على ذكرى اغتيال سليماني تغيرت عدة أمور على اثر الانتخابات البرلمانية والتي اكدت على الرغم من استمرار الهيمنة الايرانية على كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، إلا ان تطورات الاوضاع في هذه الدول، عبرت عن التغيير في ذهنية الشعوب في تلك الدول ورفضهم للسيطرة والهيمنة الايرانية على دولهم ، وبذلك اصبحت الاذرع الايرانية ضعيفة وتتعرض لضربات متواصلة، لا سيما في الساحة السورية من خلال ما تقوم بها اسرائيل من ضربات متواصلة على مواقع الميليشيات الإيرانية، كما ان الثورة الداخلية في إيران والتي انطلقت على إثر مقتل الشابة مهسا اميني على يد شرطة الاخلاق التابعة للحرس الثوري الايراني، والتي استمرت للشهر الرابع على التوالي، على الرغم من كل التعسف والاجرام التي قام بها النظام الايراني بحق المتظاهرين واحكام الاعدام التي تطلقها محاكم السلطات القضائية التابعة للنظام الايراني .

إذن، سقوط سليماني وغيابه، شكل ضربة كُبرى وقاسية للنظام الايراني، ساهمت في تضعضع جبهاته التي يتخذها من خلال ادواته لتنفيذ كل  مشاريعه التي تًشكل صفحات سوداء  من اعمال التهريب وتبييض الاموال وصناعة وتجارة المخدرات وابرزها حبوب الكبتاغون .

قاسم سليماني مُجرمٌ تم تنفيذ حكم الاعدام بحقه عبر عملية اغتيال اثناء خروجه من مطار بغداد في اثناء زيارة خاصة  له للعراق.

ويعتبر سليماني من أكبر المجرمين في تاريخ إيران، تورط بتنفيذ مجازر راح ضحيتها مئات الآلاف من الأشخاص في المنطقة وتشريد عشرات الملايين من غيرهم. حاول نظام الإيراني عند وفاته التظاهر بأن سليماني وجرائمه حظيت بدعم الشعب في إيران من خلال إطلاق المظاهرات والتعبئة الحكومية في جميع أنحاء البلاد وبدعاية واسعة النطاق.

بهذه الطريقة، حاول خامنئي جعل الحكومة تبدو وكأنها تتمتع بالشرعية وقاعدة جماهيرية مستقرة. وانتشرت صوره وتماثيله، التي كانت ترمز إلى نظام الملالي وجرائمه، في جميع أنحاء إيران.

لكن صوره اليوم تحرق خلال تحركات المنتفضين في ايران بكونه رمزا لنظام خامنئي القاتل.

<

p style=”text-align: justify;”> 

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني