“بيتنا الكبير”: من السيبة الى الدولة

“بيتنا الكبير”: من السيبة الى الدولة

لحسن أوزين

 

1- العنوان: دفء الاهل و ألم مخاضات انبثاق الذات

   يشتغل عنوان رواية ربيعة ريحان” بيتنا الكبير” باعتباره عتبة رئيسة، تحمل بشكل واضح لا يخطئه وعي القارئ مجموعة من المعاني والدلالات، والكثير من الايحاءات المضمرة في معنى البيت. حيث التمفصل والترابط الجدلي بين المكان والانسان متحقق في لفظة البيت. ونعرف بأن البيت من غير أهله لا يعني شيئا، وسرعان ما ينهار، ويتهدم، ويصير مجرد أطلال، لألم الحنين ووجع في القلب والذاكرة. و تزيد (نا) الدالة على الأهل/الجماعة من هذا الارتباط الحميمي والحيوي بين البيت وأهله. كما أن أبعاد هذا الارتباط التي تصل الى حد التملك والامتلاك كامنة في الضمير “نحن” المتجلي في ناء الجماعة. ثم تأتي صفة الكبير للبيت، لتؤكد فرضيات وتوقعات القارئ على أنه أمام عتبة تعرض عليه سردية الجماعة، أو بتعبير أكثر وضوحا ودقة، أن الرواية تتعلق بسردية الجد المؤسس، الحقيقي أوالمتخيل. الجد الذي يمنح الجماعة، في بيتنا، هويتها ولحمتها ووحدتها الرمزية والوجودية، في تمييز نفسها، وخلق تمايزها عن الآخر. ونحن نعرف كما ذهبت الى ذلك الدراسات الانثروبولوجيا والسوسيولوجيا الى أن لكل قبيلة، أو عشيرة، أو جماعة كيف ما كانت طبيعتها، الاجتماعية التاريخية سرديتها الخاصة في المتخيل الاجتماعي، تؤمن بها الى القداسة. لذلك تتوارثها كشفرة نفسية للاشعور الثقافي الاجتماعي الجمعي. باعتبارها سردية حقيقية تشكل هويتها ووحدتها الوجودية وتوسطها الأيديولوجي مع الذات والأخر والعالم.

   وفي سياق النص تتأكد وتتوضح هذه المعاني والدلالات، لذاكرة حفيدة تؤرخ لمصادر نفسها في الولادة والتكون والتطور، في سيرورة تاريخية، تنطلق من القبيلة، والجماعة الممثلة لنظام أبوي ذكوري. وفق تسلسل عمودي أبا عن جد، وعن جد…

   فهذا الامتداد العميق، في سيرورة الترابط العضوي بين البيت وأهله، المتجلي في الصياغة التركيبية والدلالية للعنوان، وفي إيحاءاته السيميائية، تؤكدها قراءة العنوان على ضوء سياق النص. حيث يتعلق الامر بالتحولات الاجتماعية التاريخية، لتكون وتطور سيرورة العائلة الممتدة. وبالظروف والسياقات الداخلية، والخارجية المتمثلة في العلاقة الاستعمارية، التي ساهمت بشكل كبير في التغيرات السوسيولوجية للأطر الاجتماعية والثقافية التقليدية المرتبطة بالعائلة الممتدة، والمؤسسة للمجتمع ككل.

   هكذا نتعرف على سردية العائلة الممتدة للجد كبور، وعن جد الجد، تبعا لسيرورة الجماعة في التكون والتطور، من تاريخ السيبة المغمور والمكبوت المهمش، مرورا بالفترة الاستعمارية، ثم وصولا الى عهد دولة الاستقلال. حيث استطاعت الحفيدة فريدة أن تمتلك حق الكلام/الكتابة، عن هذه التحولات الاجتماعية، وما رافقها من أحداث تاريخية. فانعكست تأثيراتها وآثارها على اللحمة الاجتماعية الثقافية لبنية العائلة الممتدة. فكان للتعليم دور كبير في تفكيك البنى الاجتماعية التقليدية. مما أدى الى خلخلة القيم الاجتماعية الثقافية لاستمرار البيت الكبير المتجسد في العائلة والأسرة الممتدة للجد كبور. فنتج عن هذه المخاضات الكثير من التفكك في ارتباطات الجماعة/نحن. أدت الى بروز الأسرة النووية، ونوع من الذاتية المؤسسة للولادة المتعسرة للفرد، في استقلاله واختياراته وقراراته النابعة من إرادته في محاولة صنع مصيره. وهذا ما عاشته فريدة بألم ومرارة في عسر تحقيق ذاتها، حيث ظلت مرتبطة بخسارات فقدان حماية البيت الكبير، بعد وفاة الجد، وخاصة بعد الموت المفاجئ للأب. وما تمثله حمايته من ضمان الموارد الموضوعية لولادة الفرد. لكن عوائق كثيرة لإكراهات مادية اجتماعية وثقافية، جعلت من الصعب على الفرد امتلاك قوة ذاتية للتحرر من تبعات الصلات التي تشده بألف خيط إلى البيت الكبيرللعائلة الممتدة.

   فرغم اضمحلال أو اختفاء البنى المادية الاجتماعية للبيت الكبير، فقد استمر هذا الامتداد على مستوى العلاقات، في التواصل الحميمي والروحي لآليات اشتغال حنين  الذاكرة، من خلال، شفرتها النفسية للاشعور الثقافي الاجتماعي الجمعي. حيث تعود بنا الحفيدة فريدة الى البيت الكبير في دفئه وحمايته، في رعايته وحنانه، وفي آلامه وأفراحه وأتراحه. إنها عودة الى بيوغرافية البيت الكبير في تاريخيته، في ولادته وتكونه وتطوره، تبعا لجدليات، التمرد والسلطة، الحماية والاذعان، الاستعمار والمقاومة، المخزن والرعايا…

2 – من السيبة الى الدولة

ا)- الحماية والإذعان

   تتجذر زمنيا سردية رواية البيت الكبير للحفيدة فريدة في التاريخ العميق لمغرب الضعف والتفكك والتشظي للمجتمع والسلطة. حيث ساد التمزق القبلي مع عجز السلطة المخزنية عن السيطرة والهيمنة. وفرض كلمتها وعنف يد قوتها، وهيبتها على كل القبائل، التي كانت تحكمها وتسيرها الزعامات القائدية التقليدية، قوة ومالا وجاها…

   في هذا السياق التاريخي الاجتماعي ولد ونما الجد كبور، الى أن صار شابا قويا من عائلة كبيرة ممتدة. سليلة نظام أبوي ذكوري في البنى المادية والأنظمة الرمزية، الضابطة والناظمة والموجهة لاشتغال العلاقات الاجتماعية، المحكومة بالفوارق، والتمايز والتمييز الاجتماعي. إنها علاقات قائمة على احتكار القوة والعنف والثروة والجاه، والتحكم والاستغلال والتملك للأرض والبشر.

   في ظل علاقات القوة والقهر المخزني والقبلي تمرد الجد كبور ضد الظلم والقهر الذي مارسه أحد أعوان السلطة في حق رجل فقير لا يملك قوت يومه. وكان لهذا التمرد والاحتجاج ضد أحد رموز السلطة القهرية تبعات كبيرة، أدت الى ولادة الهوية السردية للحاج كبور. الذي فر هاربا من بطش السلطة الأقرب الى غوائل الطبيعة في قلقها وعنفها الوحشي الذي لا يرحم ضعف وهشاشة الانسان أمام سطوة رعب عنفها الرهيب. وهي سلطة غدارة فجائية، لا تنسى، تمهل ولا تهمل. تتحين الفرصة والغفلة لكي تضرب بقوة، مخلفة الرعب،  والإرهاب غايتها في فرض الإذعان، مقابل الحماية المشروطة بالطاعة والعبودية والاسترقاق.

   هكذا فر الجد كبور بعيدا عن مجال تحكم السلطة مستغلا أجواء التفكك السياسي والمناطقي. فاستقر في خلاء معزول على إحدى ضفاف نهر تانسيفت. وهناك بنى بيته الكبير، انسجاما مع قوة سطوة الذكورة التي دعمتها ماديا واجتماعيا عائلته في التأسيس والاستمرار، للعلاقات الاجتماعية الابوية نفسها في أسسها المادية، و منطقها وآليات التسلط والقوة والقهر التي تعتمد عليها في الإنتاج وإعادة الإنتاج.

   إلا أن سؤال المراقبة والعقاب من قبل السلطة ظل يشتغل بصمت. الشيء الذي جعل سؤال الموت المفاجئ للجد كبور عالقا بين الموت الطبيعي العادي، والقتل المدبر تصفية لحسابات الماضي في الخروج على السلطة، و التمرد على هيبتها. وتلك إشارة لا يهملها العقل المتفطن لطبيعة سلطة المخزن.

   تخبرنا رواية ربيعة ريحان “بيتنا الكبير”، بأن الحماية كمفهوم سياسي اجتماعي لها دوائر عمودية تتفاوت قوة وسلطة وثروة ومكانة وجاها، من البيت الصغير/الاسرة، والعائلة الممتدة، مرورا بالجماعة القبيلة، وصولا الى السلطة. فما كان للجد كبور أن يفلت من بطش السلطة، ويؤسس امتدادا آخر للبيت الكبير لولا الحماية الابوية للعائلة الممتدة. فقد ساعدته على البقاء والنماء والتجدد المستحدث للبيت الكبير. فكان صورة صادقة لجدلية الحماية والاذعان، من خلال معاودته إنتاج العلاقات الاجتماعية نفسها، كتمدد بيو اجتماعي تطوري للبيت الكبير، للنظام الابوي الذكوري، الذي جسده الجد كبور بامتياز كبير في حياته.

   وقد تم ذلك سواء في علاقته بالسلطة التي تمرد ضدها بضرب أحد أعوانها، رفضا لتعسفه وتنكيله بأحد الفقراء، في قهر وظلم صريح للناس البسطاء الذين فرض عليهم الإذعان شططا مرعبا في ممارسة السلطة. أو في علاقته ببيته الكبير الذي أسسه بعيدا عن عيون السلطة، في منطقة لا تطالها يد المخزن مباشرة، نظرا لهشاشة وضعف قدرة السلطة على التحكم الشامل في كل القبائل والمناطق الجغرافية الموجودة في الأطراف، والبعيدة عن المركز. وهي المناطق التي وصفت في المدونة التاريخية الرسمية ببلاد السيبة، مقابل بلاد المخزن. هكذا أنتج الجد كبور بيتا كبيرا أقرب الى تراتبية السلطة المخزنية، كنظام أبوي ذكوري. حيث الجد كبور يمارس عنوة وقوة كل سلطته على نسائه بلغة وعقلية الحريم المتعدد الزوجات. الذي يمارس حمايته على الجميع من أفراد أسرته الكبيرة من الأبناء والأحفاد، ومن الصغار والكبار. ولا يقبل لغة العصيان والتمرد ضد قرارته وتوجيهاته واختياراته فحسب، بل  بالدرجة الأولى الإذعان المطلق  هو المطلوب.

   وأيضا تتضح أيضا أبعاد معاني ودلالات الحماية في بناها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من خلال الشروط التسلطية والقهرية التي تمنع الفرد من بعده الذاتي، واستقلاله الفردي عن جماعة بيتنا الكبير. هذا ما عاشه أب فريدة، حيث فرض عليه الجد زوجة ثانية تبعا لرؤيته وعقليته ومنطق تفكيره في الحياة المجتمعية، عاجزا عن رؤية التحولات الاجتماعية والثقافية التي حدث في البلد. وبذلك كان ممانعا في وجه التغيير، ولاجما لحركة تبلور الذات، وبالتالي ولادة الفرد المستقل عن سيطرة وسطوة وتحكم البيت الكبير، في بناء الذات والهوية والانتماء.

ب)- التحولات الاجتماعية وعوائق بروز الفرد

   تنجح رواية “بيتنا الكبير” في أن تتسع في دلالاتها لكي تشمل  البلد كله. هذا يعني أن سردية الجد المؤسس للجماعة، الكامنة في الصياغة التركيبية للعنوان، هي الوجه الأصغر والجزئي لسردية البلد ككل. في تشكل وتكون بنياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. حيث نتعرف على  المغرب الحديث المفكك الروابط السياسية الوطنية والاجتماعية. والضحالة الفكرية والثقافية لمجتمع متخلف تتقاسمه القبائل بين الولاء والتسيب، نظرا لهشاشة وضعف الوجود الشرعي للدولة الجائرة التي تمارس فيها السلطة بمنطق التسلط والقهر الاجتماعي والسياسي.

   كما تضعنا الرواية في قلب العلاقة الكولونيالية، وما ولدته من تحولات في الشروط المادية لحياة الناس. وما أنتجته أيضا من وعي اجتماعي سياسي وشعبي أسهم في تشكيل مفهوم وطني حديث، في ضرورة مقاومة المستعمر سياسيا وعمليا ميدانيا على الأرض، بمختلف الوسائل والأدوات الإعلامية والفكرية والعسكرية. هكذا انخرط الجد كبور ومن معه من النخبة التجارية في دعم كل أشكال المقاومة.

   وفي سياق هذه العلاقة الاستعمارية عرف المغرب تغيرات اجتماعية مست الوعي والعقليات رغبة في الخلاص من المستعمر. لذلك سادت اجتماعيا عقلية الانفتاح وتراجعت الى الوراء عقلية الانغلاق الموافقة للاضطرابات والتمزقات القبلية. لهذا كان للبعد الوطني دوره في الاهتمام بالتعليم. كما كان  له أثر في انفتاح إن لم نقل بداية تفكك الأطر الاجتماعية التقليدية الأبوية، في إلغائها الاجتماعي للنساء في المجال العام. هكذا ساهمت هذه التحولات في بروزنوع من الاستقلال المشروط للفرد، بواسطة العلاقات الممتدة التي أسهم في استمرارها غياب الموارد المادية المساعدة موضوعيا لنضج البعد الذاتي في الفرد ، وبالتالي تحقق وجوده كفرد مستقبل عن “نحن” الهووية في الانتماء والوجود. هذا ما عاناه أب فريدة في بناء أسرته النووية التي ظلت مشدودة بالعلاقات الممتدة، نحو البيت الكبير، رغم بعدها واستقلالها الشكلي عن “بيتنا” كمفهوم  مكاني اجتماعي جماعي مقيد ومحدد للرابطة الاجتماعية لوجود الفرد. والفشل نفسه عاشته فريدة كمشروع وجودي مستقبلي لتحقق الفرد. لأنها كانت ترغب وتحلم بالتخصص في الفن السينمائي، في كتابة السيناريو.

ج) المرأة وامتلاك الكتابة

   من جملة التحولات التي تناولتها الرواية، في السيرورة التاريخية لتحولات “بيتنا “

   التي تعني أهلنا وجماعتنا ووطننا، وذلك على مستوى هويتنا والعلاقات الاجتماعية ، هو قدرة المرأة على التشكل الذاتي الفاعل والمستقل، الى حد ما، عوض تكريس مؤسسة الزواج التي تخنقها في لغة الأشياء، كموضوع قابل للمتعة والتبادل الاجتماعي. لقد كان لاستفادتها من التعليم دور في خلق نوع من الوعي الشقي الطامح الى عيش الاختيارات الذاتية في الحياة الاجتماعية، بدل الاحتراق النفسي والاجتماعي في عمل ومهنة بعيدة عن الاستجابة للميول والاختيارات الخاصة، المُنمية للذات نفسيا واجتماعيا وثقافيا. لكن الواقع المر اغتصب عمرها في دوائر مرضية للعلاقات المهنية الباعثة على الغثيان والألم والاغتراب.

   إلا أن فريدة استطاعت التغلب على محنتها من خلال تمكنها من حق تملك الكتابة كفعل اجتماعي نابض بالحيوية والحياة. فصار بإمكانها أن تحاور سرديا مصادر نفسها، رغبة في البحث عن الذات والسعي الى تحقيقها. وكان طبيعيا أن تعاني كثيرا من عوائق التغيير التي تقف في وجه تشكل الذات وولادة الفرد الحر المستقل في إرادته وخياراته وصناعة مصيره.

د – اشتغال الكتابة بين سعة الذاكرة وضيق السيناريو

   لقد فاض الواقع الموشوم في الذاكرة وغطى على محدودية خيال السيناريو. فسردية التأسيس  للهوية والانتماء أكبر من الخضوع للقوالب النمطية المحدودة الأبعاد لمتخيل السيناريو، الذي يمكن أن يمنحها وجهة دون أخرى. أن يُنمطها في قراءة  مغرضة أحادية لا تقوى على رؤية التنوع والتعدد والاختلاف في التحولات السوسيولوجية. والوقوف على الأوجه المختلفة للصيرورة الاجتماعية في تحولاتها العنيفة، تبعا لتركيب معقد بين سياقات وضع داخلي مأزوم ومتخلف ومتشظي على كل المستويات، وبين سياق خارجي فرضته ضرورة موضوعية في التراكم والتوسع الرأسمالي، أدت الى توحيد العالم على أساس نمط إنتاج ولد  الاستعمار والنهب والاستغلال والفتل والمجازر داخليا، والتمدن والحريات الديمقراطية والتقدم خارجيا.

   فسردية الجد أو البيت الكبير، أو بتعبير أدق سرديتنا المتجذرة في الجماعة، والعلاقات الممتدة. كانت غارقة في منطق عنف قوة جدلية الحماية والاذعان القهري، للعلاقة بين المخزن العاجز، والرعية المأسورة في العلاقات القبلية الاقطاعية. كما أنها وليدة ظروف تاريخية وشروط بنى اجتماعية اقتصادية متخلفة جدا عن شرط التطور الحضاري الذي وصل اليه المستعمر.

    وفي هذا اللقاء غير المتكافئ بين وجع الحنين لسردية قابعة في الذاكرة كمتخيل فني أدبي، وثقافي اجتماعي، وبين صدمة الحداثة التي خلقت تحولات عميقة في المنطق الداخلي لحركة تطور المجتمع، وفي العلاقات الاجتماعية، لم تعد جذور بيتنا الكبير سوى سردية تاريخية من الماضي على مستوى الحياة المادية للناس. إلا أنها سردية لا تزال تعض بالنواجد على الذهنيات والعقليات الممانعة للتغيير والتجديد.

   وهذا ما ورط الكتابة في شقاء صعب بين الرغبة في السيناريو، وإكراهات ما اجتافته واستبطنته الذاكرة من أحداث ووقائع، رافقت سيرورة تكون وتطور هويتنا السردية، التي تدفقت كشلال هادر. حيث انطلقت الرواية بشكل رائع من التاريخ المنسي، وغير المدون لمغرب السيبة. وقاربت أيضا  روائيا من خلال الشكل الروائي كيف كانت تتشكل سرديات الجماعات القبلية في علاقاتها بينها، أو في علاقتها بالعلاقة السلطوية المخزنية القائمة على الولاء والاذعان، والشطط  في ممارسات السلطة. كما تناولت الفترة الاستعمارية وما حركته من حس ووعي وطني لعب دورا كبيرا في الانتقال الى مرحلة للاستقلال. وتأسيس الدولة الحديثة تبعا لوحدة التاريخ العالمي الذي فرضته الرأسمالية، من خلال الاستعمار وجهها الدموي العنيف الذي غرس جذور التبعية، في الوقت الذي ساهم في إنضاج فرص التحول الديمقراطي الحداثي داخل بلدان الاستعمار.

يتبع…

* ربيعة ريحان بيتنا الكبير دار العين للنشر ط1س20022

Visited 53 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

لحسن أوزين

كاتب مغربي