رُؤْيَةٌ جَدِيدَة لِزَرْقَاءِ الْيَمَامَة

رُؤْيَةٌ جَدِيدَة لِزَرْقَاءِ الْيَمَامَة

عبدالجبار العلمي

 

هَذا زَمانُ الحَرْبِ

هَذا زَمانُ الْمَجَاعَةِ والَّسَّقَمْ

حينَما جَاءتْ “كُورونا “

أَحَاطَتِ “زَرْقاءُ الْيَمامةُ” عِلًماً :

كُلَّ البشَرْ

كُلَّ الحَجَرْ

هَمَسَتْ في آذانِ الشَّجَرْ

بمَوْتِ الإنسانْ

تحتَ أنقاضِ المَسَاكنِ والدِّيَارْ

هَلِ ” الزَّرْقَاءُ ” قَارئةٌ لِلْفِنجَانْ ؟

تَرَى ما لا يُرَى .. ؟

“جَلَسَتْ والدَّمْعُ بِعَيْنَيْهَا” *

تتأملُ مَآلَ الإنْسانْ

قَرأَتْ  دَاخِلهُ، وَرَأَتْ في قَعْرِهِ الأَهْوَالْ

قَالَتْ: ” القتلُ عَلَيْنَا هَوَ الْمَكْتُوبْ ” * :

“كُوُرونَا ..

” أُوكْرانْيَا “..

“زَلازِلُ ” البَلَدَيْنِ الْجَريحَيْن.

“جَلَسَتْ وَالدَّمْعُ بِعَيْنَيْهَا ” *

تَسْتَعيدْ

ذِكْرَياتِ الْهَزائِمْ

وَالْجَرَائِمْ ..

في فلِسْطينَ، في ليبيا، في العراقْ

في بلاد الشامِ..

في كلِّ الْبِلاَدِ الْعَرَبِيَّهْ

ما رَأَتْ غَيْرَ الْحَرائِقْ

في الْمَرَافِئ

وَأَصابَ الْحُزنُ كلَّ الشُّعَراءْ
وَبَكَى ” دُنْقُلُ ” بَيْنَ يَدَيْ زَرْقَاِءِ اليَمَامَة **

مَاذَا يُجْدينَا البُكَاءْ

بَعْدَ أنْ حَلَّ البَلاءْ

بَعْدَ أَنْ فَتَّحَ فاهُ الْفَنَاءْ ؟

 

لَيْسَ في زَمَنِ السُّقْمِ الغريبْ

لَيْسَ في زَمَنِ الْحَرْبِ الْعَوَانْ

لَيْسَ في زَمَنِ الموتِ الزُّؤامْ

لَيْسَ في هذا الْوَاقعِ شِعْرٌ :

صُورَةٌ وَمَجَازٌ واسْتِعَارَة..

لا تَلُمْنِي

يا صَدِيقي.. إِنْ كَسَرْتُ الوَزْنَ

أَوْ أَخْلَلْتُ بِنِظَامِ الكَلِمَاتْ ..

_______________________

*وظفتُ بعض أبيات نزار قباني مع بعض التَّصَرف، كما يُلاحظ القارئُ من قصيدة “قارئة الفنجان”، ديوان “قصائد متوحشة “، (ص: 12)

  ** قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل من ديوانه بنفس الاسم ، وقد قالها الشاعر بعد الهزيمة سنة 1967.

<

p style=”text-align: justify;”> 

Visited 8 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

عبد الجبار العلمي

شاعر وناقد مغربي