باريس قمامة مفتوحة على الهواء الطلق
باريس- المعطي قبال
منذ 11 يوما تحولت باريس إلى قمامة مفتوحة على الهواء الطلق. تكدست في شوارع المدينة وأزقتها 9400 طن من النفايات والأزبال. امتلأت الأزقة والشوارع بأكياس تمزق أغلبها تحت مفعول المطر الشيء الذي أدى إلى انتشار روائح كريهة والأخطر من ذلك إلى خروج الفئران من دهاليز المدينة لنهش محتوياتها.
مع الفئران لا يسعنا سوى التفكير في رواية «الطاعون» لألبير كامي، والتي تدور أحداثها بمدينة وهران. بعد خروج هذه الفئران إلى واضحة النهار، انتشرت على اليوتوب صور ولقطات لهذه الفئران وهي تمزق أكياس البلاستيك! تأتى هذا الوضع على إثر الإضراب الوطني الذي يخوضه عمال النظافة، إلى جانب بقية المضربين، احتجاجا على قانون التقاعد. ويطالب هذا الفصيل من العمال أن يأخذ بعين الاعتبار وضعهم الخاص نظرا لقسوة العمل الذي يمارسونه بتعرضهم يوميا للروائح الكريهة واحتمال إصابتهم بأمراض مزمنة قبل التقاعد. يطلق على هذا الوضع «قسوة العمل». تبين إذا أن هذا الفصيل من العمال، إلى جانب عمال قطاع الطاقة والنقل، هو من يقود الإضراب بصلابة. وبعد 9 أيام على الإضراب ورفضت عمدة باريس، آن هيدالغو، حجز العاملين ومراكز إحراق النفايات، تدخل رئيس الشرطة للقيام بهذه المهمة، الشيء الذي أظهر من جديد العلاقات المتوترة بين الإثنين.
هل سينجح رئيس الشرطة في مصادرة الأشخاص والمراكز أم ستتحول العملية إلى مجابهة بين المضربين ورجالات البوليس؟
على أي تقدم باريس ومدن أخرى قماماتها في تكدس متزايد، تقدم عن باريس وعموم فرنسا صورة بشعة. فالسياح الامريكيون والصينيون والإنجليز الذين يزورون ربوع فرنسا الآن بأعداد غفيرة وجدوا في القمامات مادة ترفيه وسخرية عن الفرنسيين.
هذه هي فرنسا التي ستنظم ألعاب 2024 الدولية؟ تساءل بعضهم. فرنسا هي بالكاد بلد المتاحف، قاعات السينما، الطبخ، 99 جبنة، الشامبانيا، لكنها أصبحت منذ 11 يوما بلد الأزبال. وعليه انضافت في هذه الحالة «لخنونة على لعكر » مع تصحيح التوصيف القائل بأن « باريس أجمل مدينة في العالم»!
