ليلى جزائري لـ “السؤال الآن”: النظام عدو المرأة
ريم ياسين
ترى رئيسة جمعية “الأنجلو- إيرانيات” ليلى جزائري، إن النظام الإيراني نظام عدو للمرأة، وإن فرض الحجاب الإلزامي يهدف إلى تقييد الحريات الفردية وقمع المعارضة. وتشير إلى أن النظام حاليا يضغط على الشابات والفتيات لإثارة الخوف والرعب في المجتمع، من خلال هي تسميم الطالبات ومهاجمة المقاهي وضرب النساء بحجة الحجاب السىء. لكن ذلك لم يؤد إلى منع الإيرانيات من الاحتجاج، وظهرت النساء الإيرانيات في المشهد بثقة أقوى وشجاعة أكبر.
في حوار خاص مع “السؤال الآن” قالت ليلى جزائري “إنه في السنوات الـ 43 الماضية، أثبت النظام الإيراني أنه نظام كاره للمرأة، فمنذ بداية انتصار ثورة 1979 في إيران، سعى النظام تحت ذريعة الحجاب إلى هدفه الأساسي في قمع الشعب والمعارضين في إيران وخنق المجتمع بأسره”.
وتشير إلى التقارير التي نشرتها المنظمات الدولية، مؤكدة أن “النظام الإيراني بفرض الحجاب الإلزامي يتبع سياسة تهدف إلى ضبط وتقييد الحريات الفردية وحقوق المرأة. مع فرضه بالإجبار، تعرضت النساء في إيران لتمييز شديد. كما تعرضت النساء اللواتي رفضن الحجاب الإلزامي، لهجوم من قبل القوات القمعية للنظام وللاضطهاد والإذلال واتهامات مثل بــ”الفساد الأخلاقي” و”الترويج للثقافة الغربية”، كما أن النساء اللاتي اعترضن على الحجاب الإلزامي تعرضن للملاحقة القضائية الشديدة وللعقاب، ومهسا أميني مثال على ذلك”.
وتبدي ملاحظة في تجاهل نظام الملالي الرغبة الرئيسية للشعب الإيراني في الإطاحة الكاملة بالنظام الديكتاتوري من خلال التركيز على قضية الحجاب، وجعل الأمر يبدو كأن الهدف من احتجاجات الشعب الإيراني هو قضية الحجاب أو الحجاب الإجباري”. محذرة من الانخداع “بحيل النظام، لأن رغبة المرأة الإيرانية، مثل جميع أبناء الشعب الإيراني، هي تحقيق الحرية والديمقراطية، ولهذا السبب تتطلع النساء إلى إسقاط هذا النظام المتطرف”.
وعن التدابير الجديدة التي اتخذتها السلطات الايرانية وإعادة إحياء لجان لملاحقة غير المحجبات وتأديبهن، إلى تركيب الكاميرات وتأثيرها على التمرد على الحجاب؟ قالت جزائري: “ما حدث منذ بداية الانتفاضة في إيران هو اندلاع غضب النساء الإيرانيات من تحت الرماد، ويظهر أن الشابات في إيران لم يعدن خائفات من إجراءات هذا النظام، وقد عزمن على المقاومة وإسقاط هذا النظام. ويمكن مقارنة نضالهن بنابض مضغوط أطلق الضغط فجأة وقفز. لهذا السبب، هن يقدن الانتفاضة حاليًا. وبالطبع، في السنوات الأخيرة، اتخذ نظام الملالي إجراءات لقمع واضطهاد النساء اللواتي بزعمه لا يرتدين الحجاب، بل إنه يحاول عرض هذه المشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي أو المواقع الحكومية والتلفزيون لإثارة الخوف بين الناس. ومن هذه الإجراءات استعادة الدوريات لمطاردة النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب في الشوارع والأماكن العامة. وبعض هذه الدوريات تدخل هذه الأماكن بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار وتقوم بقمع وضرب غير المحجبات واعتقالهن. ومن ناحية أخرى، ومن أجل إذكاء أجواء الخوف والذعر، يحاول النظام التعرف على النساء واعتقالهن بحجة عدم ارتداء الحجاب، باستخدام معدات متطورة وكاميرات مراقبة”.
وتستشهد في هذا الصدد، بما كتبته صحيفة “انقلاب اسلامي” في 15 أبريل 2023، من أن هناك خطة جادة من قبل الشرطة للتعامل مع قضية ما يسمى بـ “الحجاب السيء” وعدم الالتزام به في الطرق والنقابات والسيارات ستنفذ في جميع أنحاء البلاد اعتبارًا من اليوم.
وتقول: “يتم تنفيذ هذه الخطة باستخدام تكنولوجيا ومعدات متقدمة وكاميرات ليست عرضة للخطأ، بحسب قائد الشرطة في البلاد. ومن الإجراءات التي اتخذها النظام للضغط على الشابات والفتيات ومنعهن من المشاركة في الاحتجاجات وأيضاً لإثارة الخوف والرعب في المجتمع، هي تسميم الطالبات من خلال إلقاء القنابل الكيماوية على مدارس البنات”.
وتؤكد أن “هذا العمل الشرس والوحشي معاد للإنسانية لدرجة أنه أثار ردود فعل عالمية وإدانات، بما في ذلك مؤخرًا إذ بدأت مجموعة نساء إيران في الكونغرس الأمريكي عملها رسميًا، هذه المجموعة فرقة عمل رسمية من الحزبين في الكونغرس، برئاسة شيلا جاكسون لي ونانسي ميس. وأعلنت هذه المجموعة عن وجودها عبر تقديم قرار يدين تسميم الطالبات في إيران”.
وبرأيها أن “السلوك المهين والقمعي للنظام الإيراني ضد نساء إيران الأحرار تحت اسم مكافحة “االحجاب السيء” لم يؤد إلى منع الإيرانيات من الاحتجاج، وظهرت النساء الإيرانيات إلى المشهد بثقة أقوى شجاعة أكبر، وأخذن زمام القيادة وتنظيم المظاهرات والاحتجاجات لإسقاط النظام في عموم إيران. وتظهر حركات الاحتجاج التي جرت في الماضي والحاضر إصرار المرأة الإيرانية على الدفاع عن حقوقها والاحتجاج على السياسات القمعية لنظام الملالي”.
وعما إذا كان هناك تصور أو برنامج مشترك بين النساء الإيرانيات على مختلف توجهاتهن السياسية والاجتماعية لصياغة مطالب موحدة؟ تجيب جزائري: “بعد انتصار ثورة 1979، التي أدت إلى الإطاحة بالشاه، أظهر نظام الملالي طبيعته الرجعية بجلاء من خلال فرض الحجاب الإجباري على الإيرانيات، من أجل حصر النساء في الأعمال المنزلية وتربية الأطفال والمهام المماثلة. لكن المرأة الإيرانية الحرة، التي لديها أكثر من 120 عامًا من الخبرة النضالية، لم تستسلم لضغوط هذا النظام ودخلت ميدان النضال. وعلى هذا الطريق، ضحت الآلاف منهن بأرواحهن من أجل حرية الشعب الإيراني، وقاومت عشرات الآلاف منهن أمام التعذيب الوحشي الذي مارسه نظام الملالي بحقهن. وقد دفعت هذه النضالات والتضحيات النساء الإيرانيات إلى السعي لتحريرهن من خلال الإطاحة بنظام الملالي وإقامة نظام ديمقراطي”.
وتشير جزائري إلى خطة المعارضة مريم رجوي المكونة من عشر نقاط، والتي تتضمن في الفقرة الخامسة نصا عن “المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ومشاركة المرأة المتساوية مع الرجل في القيادة السياسية، وإلغاء جميع أشكال التمييز، والحق في حرية اختيار الملبس والزواج والطلاق والتعليم والعمل وحظر استغلال المرأة تحت أي ذریعة”.
في هذا الصدد، تم إنشاء جمعيات نسائية مختلفة تعمل داخل وخارج البلاد، هدفها قلب نظام الملالي والحصول على الحقوق والحريات الفردية والجماعية للمرأة”.