تركيا والاختيار بين اثنين..
خالد العزي
يتوجه الرئيس أردوغان وخصمه إلى خط النهاية في السباق الانتخابي وجهاً لوجه، حيث يتبقى أقل من أسبوع قبل الانتخابات العامة في تركيا، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الوضع ليس فقط في البلاد، ولكن أيضًا في العالم، نظرًا لأن الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان يتولى السلطة منذ أكثر من 20 عامًا ويلعب دورا مهما وفريدا من نواحٍ كثيرة على الساحة الدولية. وأن استطلاعات الرأي الأخيرة لا تعد بانتصار واضح له أو لمنافسه الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو. ولا يستبعد الخبراء أن تكون هناك حاجة إلى جولة ثانية للانتخابات الرئاسية.
تجري الانتخابات العامة – الرئاسية والبرلمانية – في تركيا في 14 أيار- مايو 2023. حيث بدأ التصويت بالفعل في الخارج. والسؤال الرئيسي هو “هل سيبقى الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان في السلطة، بعد أن حكم الدولة منذ أكثر من 20 عامًا.
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن الفوز غير واضح لأي من المرشحين، حيث باتت تتقلب النتائج، إما لصالح الرئيس أردوغان، أو لصالح منافسه الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو، إذ حصل رجب طيب أردوغان في الاستطلاعات على 50.8% من الأصوات ، وكمال كيليجدار أوغلو – 41.9% .
ويعتمد الكثير على عدد الأصوات التي يتم سحبها من قبل مرشحين آخرين، مثل رئيس حزب الوطن الأم (مملكت) محرم إنجه، والمرشح عن “تحالف الأجداد” اليميني (آتا) الأكاديمي سنان أوغان، وقد حصلا معاً على أقل قليلاً من 7.5% من الأصوات.
ويتفق معظم الخبراء على احتمال إجراء الانتخابات الرئاسية على جولتين، ولن يُعرف الفائز إلا بعد 28 ماي 2023، ومن المستحيل استبعاد فوز أحد المرشحين في الحملة الانتخابية في الجولة الأولى. ويذكر أنه في الانتخابات السابقة في 2018، فاز الرئيس أردوغان على الفور بأكثر من 52% من الأصوات.
أما فيما يتعلق بالانتخابات البرلمانية، فيمكن لحزب العدالة والتنمية الذي يقوده الرئيس، الاعتماد على حوالي 33.2% من الأصوات، وحزب الشعب الجمهوري بزعامة كمال كيليجدار أوغلو بنسبة 28%، وحليفه حزب الإصلاح بنسبة 15.5%، بينما سيحصل حزب اليسار الأخضر على نسبة 10% من الأصوات، ويذهب تحت رايته مرشحو حزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد، والذي لا يسمح له بالمشاركة في الانتخابات.
وقد لا تجتاز باقي الأحزاب رسمياً حاجز السبعة في المائة. ومع ذلك، وفقًا للتشريع الانتخابي الجديد، إذا ذهبت الأحزاب إلى صناديق الاقتراع في إطار تحالف يمكنها من التغلب على الحاجز، فإن لديها فرصة للدخول إلى البرلمان. ومن الواضح أن المعارضة الحالية ستحظى بأغلبية الأصوات .
ويحق لحوالي 64 مليون ناخب التصويت في هذه الانتخابات، ويصوت ما يقرب من 5 ملايين منهم للمرة الأولى في الانتخابات، وبالنسبة لهم فإن الصراع الرئيسي لمرشحي الرئاسة والأحزاب التي تقف وراءهم أحزاب وقوى خفية .لكن الفجوة بين المرشحين الرئيسيين ضئيلة وأن الجولة الثانية حتمية.
لقد بات الاهتمام غير عادٍ بالانتخابات التركية في الخارج، لأن الغرب مهتم أكثر بهزيمة أردوغان، وروسيا هي على العكس، على الرغم من أن “موسكو قد أخذت في الحسبان مؤخرًا احتمال خسارة أردوغان”، فإن فوز كيليجدار أوغلو في الانتخابات ياني بان أنقرة ستحاول تقويم علاقاتها التي أفسدها أردوغان مع الغرب، دون أن يعني هذا فتورًا في العلاقات مع روسيا، مع الاتجاه صوب تحسين العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، والموافقة على طلب السويد للانضمام إلى الناتو، الذي علقه الرئيس أردوغان في الوقت الحالي. بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك فرص أكبر للتقارب بين أنقرة ودمشق، ولطالما عارض زعيم المعارضة الخط المتشدد تجاه الرئيس السوري بشار الأسد.
ليس من قبيل المصادفة أن العديد من وسائل الإعلام الأجنبية قد وصفت الانتخابات التركية بأنها “الأهم في العالم”. وتركيا لا تزال على تقاطع مع مصالح القوى العالمية، بالرغم من عضويتها في حلف الناتو، فهي قريبة جدًا من روسيا.