النووي السعودي في الميزان الأميركي
خالد العزي
ناقش وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين خلال زيارته المملكة العربية السعودية الاسبوع الماضي لاخيرة للسعودية قضايا العلاقات الثنائية والتكامل الإقليمي، وشارك بلينكين في الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي انعقد بتاريخ 7 حزيران/ يونيو 2023. كما اجرى محادثات مع وزير الخارجية نظيره السعودي فيصل بن فرحان وتم التداول في وضع وقف إطلاق النار المستقر في اليمن وآفاق التطبيع مع إسرائيل وسبل توسيع التعاون الأمريكي ـــ السعودي بما يتجاوز الطاقة والدفاع، كما شارك في الاجتماع المشترك لأعضاء التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية على مستوى وزراء الخارجية، كذلك التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
قال نائب مساعد وزير الخارجية دانيال بنعيم أنه لا يوجد أي مبرر استراتيجي يمنع البيت الأبيض الاستمرار من التواصل مع المملكة العربية السعودية على الرغم من كل الجدل، بما في ذلك قضايا النفط: “لن نترك فراغًا لإستراتيجيتنا للمنافسين في المنطقة”.
ووفقًا للوسائل الاعلامية الغربية فإن القضية الرئيسية التي أثارتها المملكة مؤخرًا بنشاط في المفاوضات مع أمريكا هي إنشاء مركز نووي. وعلى الرغم من حقيقة أن الجانب السعودي يشير إلى الطبيعة المدنية للمبادرة لن يمنع واشنطن من السيطرة الكاملة على المشروع، لكن الولايات المتحدة وحلفاءها يعتبرون أن المشروع محفوفًا بالمخاطر، وهناك أسباب للاعتقاد بأن مثل هذا النهج سيكون له ثمن بالنسبة للولايات المتحدة.
بالرغم من ان اتفاقية التعاون في مجال الذرة السلمية، لعام 1954، تحظر على المستورد إنشاء دورة الوقود الكاملة، أي إنتاج اليورانيوم المخصب، ومحطات إعادة معالجة الوقود النووي المستهلك لاستعادة البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة، وإنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم المعدني.
لكن رفض السعودية المعلن لتطوير برنامجها العسكري يثير الشكوك. وقد لفت النقاش انتباه وزير الطاقة الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي قال إن بلاده “لا تشجع مثل هذه الأشياء”.
وتشير مصادر أرامكو بأنهم يريدون إطلاق المشروع على أساس اتفاقية امتياز ثنائية. وستسمح المبادرة للشركات والمنظمات الأمريكية بلعب دور مباشر في تطوير والإشراف على تطوير الطاقة النووية في المملكة العربية السعودية ، لكن تخصيب اليورانيوم يجب أن يتم على أراضيها.
ترى المملكة العربية السعودية ضرورة تفاعلها مع حليف استراتيجي يعتمد على تنفيذ مشاريع في المجال النووي. ويسعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى إنشاء محطة “أرامكو السعودية النووية” لان المشروع المشترك سيتيح للرياض تطوير طاقات إنتاجية في مجال الذرة السلمية.
والمؤكد بأن القيادة الامريكية باتت تعلم بأن السلطات السعودية عرضة للابتزاز: على سبيل المثال، في الرياض يقولون صراحة إنهم لا يعارضون تطوير برنامج مخطط مع روسيا أو الصين إذا تراجعت الولايات المتحدة عن هذه الخطوة. وترجع مخاوف واشنطن جزئياً إلى حقيقة أنه لا يمكن تأمين المشروع.
لكن في نهاية المشاورات بين المملكة السعودية والولايات المتحدة، والتي ستنتهي بمفاوضات صعبة لجهة إصرار العربية السعودية باحراج واشنطن بسبب إصرارها على إنشاء مفاعل نووية للشؤون السلمية بالإشراف الدولي وبحال رفضت واشنطن عرضها، سوف تتجه السعودية الى دول اخرى لبناء المفاعل، وستخسر الولايات المتحدة هذا العرض مما يسمح لدول اخرى الفوز بهذا المشروع على حسابها، خاصة أن السعودية مصرة على بناء المشروع بظل وجود مفاعل اسرائيلي والمفاعل الايرانية التي تضع امريكا شروطا لولادتها، بالاضافة الى مشروع تركيا النووي الذي تبنيه الصين ، فاصبح الامر ضروريا للسعودية والخليج العربي وللمصالح العربية بناء مفاعل نووية سلمية.