مولدافيا لن تسمح بإهانة روسيا للجمهورية

مولدافيا لن تسمح بإهانة روسيا للجمهورية

خالد العزي

أكدت رئيسة جمهورية مولدافيا مايا ساندو من على شاشة التلفزيون الوطني بتاريخ 7حزيران / يونيو 2023 أن السلطات المولدافية لن تسمح لروسيا بعد الآن بإهانة الجمهورية. ووضع برلمان جمهورية مولدافيا على جدول الأعمال نقض اتفاقيتين تم التوقيع عليهما في إطار رابطة الدول المستقلة، فيما أشارت وسائل اعلامية روسية الى  استطلاع للرأي العام نُشرت نتائجه قبل يوم واحد أن ثلث السكان فقط يؤيدون مبادرة إنسحاب مولدافيا من رابطة الدول المستقلة، ويعارضها 52.6% من مؤيدي العلاقات مع الاتحاد الروسي تقليديا ولا يدعمون سياسة سلطات مولدافيا تجاه رابطة الدول المستقلة.

لا شك بأن العلاقات المولدافية ــــ الروسية تعيش حالة من التوتر والاشتباك، بسبب الخلاف حول العديد من القضايا السياسية المتعلقة بطبيعة العلاقة بين الدولتين حيث ترى  ساندو بأن موسكو تعامل مواطني بلدها على إنهم رعايا موسكو في الجمهورية ولا تأخذ بعين الاعتبار سيادة الدولة من خلال تشجيع العديد من الحركات الانفصالية في جمهورية غاغوزيا ومنطقة  بريدنيستروفيا مما يعرض الاستقرار الوطني  للاهتزاز .

وترى ساندو أن بلادها جزء من الاتحاد الأوروبي التي يجب الاندماج به سريعا من أجل رفع مستوى الدولة اقتصاديًا وأمنيًا وسياسيًا، فالعلاقة مع أوروبا سيؤمن لها استقرار اقتصادي وحماية فعلية من أطماع موسكو وطموحها بالعودة الى بسط سيطرتها على الدولة لتوسيع الامبراطورية الروسية.

ستدخل مولدافيا في نظام طاقة واحد مع رومانيا ولن تحتاج بعد الآن إلى كهرباء بريدنيستروف الروسية، التي يتم إنتاجها في محطة توليد كهرباء تابعة للدولة.

لكن برأي ساندو بأن موسكو تواصل إظهار عدم احترامها لمواطني جمهورية مولدافيا، لكن الحكومة المولدافية لم تعد تسمح بإهانة الجمهورية ، كما حدث في الماضي من قبل الكرملين. الحكومة تدافع عن مصالح المواطنين وتصف الأشياء بأسمائها الحقيقية. وعندما ترى عدم احترام من جانب موسكو.

 قمة المجموعة السياسية الأوروبية، التي عقدت في قرية بولبواكا المولدوفية في الأول من الشهر السادس من هذا العام كانت رسالة واضحة من الغرب لدعم مولدافيا والوقوف بوجه روسيا في اي تصعيد يتخذ ضد الجمهورية..

تريد روسيا دمج مولدافيا بالاتحاد الجمركي للدول المستقلة مستغلة رغبة شعب غاغوزيا وحزب شور الموالي لروسيا والحزب الشيوعي ومقاطعة بريدنيستروف الذي يرفض قطع علاقات مولدافيا مع روسيا ورابطة الدول المستقلة ولا تهتم للآخرين الذين اوصلوا ساندو إلى الرئاسة بانتخابات حرة ديمقراطية وأطاحوا بالرئيس الشيوعي الذي حكم الدولة لمدة عشرين عاما.

لم تأت ساندو الى الحكم من فراغ، وانما  ببرنامج واضح قدمته للناس ولا تزال متمسكة به حتى الآن وفشلت روسيا بإحداث ثغرات بالنظام الحالي والذهاب لانتخابات جديدة على مستوى البرلمان او الرئاسة،  لان الرئيسة مايا منذ البداية اعلنت في برنامجها بانها ستذهب للاندماج مع الاتحاد الاوروبي او الاندماج مع جمهورية رومانيا وتذلل العقبات والمصاعب المفروضة عليها .

تعلل ساندو الأسباب التي تدعو مولدافيا  للخروج من رابطة الدول المستقلة التي تقودها روسيا بأن وجود جمهورية مولدافيا في هياكل رابطة الدول المستقلة لم يساعدها  في حل نزاع ترانسنيستريا، وسحب القوات الروسية من أراضيها، ولم  يحميها من الحظر الاقتصادي في أصعب الأوقات. ولم تحميها المشاركة في رابطة الدول المستقلة من ابتزاز الطاقة في منتصف الشتاء، ومن التهديدات والبيانات الرسمية المعادية الموجهة إلى مولدافيا.

لأن مولدافيا ليس لديها أسلحة نووية، وتعاونها داخل رابطة الدول المستقلة يستبعد التفاعل في المجال العسكري السياسي، وينصب التركيز على الاقتصاد التعاوني.

وفي الحقيقة ترى النخب السياسية التي تقود الدولة بأن مواطني مولدافيا هم في شراكة غير مربحة مع رابطة الدول المستقلة، والمشاركة في هذا المشروع تتعارض مع التطلعات الأوروبية لجمهورية مولدافيا التي أصبحت في صيف عام 2022 مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وستكون هذه هي اللحظة المناسبة لرفض كامل للمشاركة في رابطة الدول المستقلة، ولكن في الوقت الحالي سيتم تحليل جميع الاتفاقيات مع الكومنولث من أجل الامتثال للتكامل الأوروبي.

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة