عقيدة جديدة للجيش في قيرغيزستان لمواجهة العدوان

عقيدة جديدة للجيش في قيرغيزستان لمواجهة العدوان

د. خالد العزي

أعدت قيرغيزستان عقيدة عسكرية جديدة سيتم اعتمادها قريبًا، بهدف التطوير العسكري والتدريب واستخدام القوات المسلحة لحماية المصالح الوطنية ومنع احتمال نشوب صراعات عسكرية. واقترح وزير الخارجية زينبك كولوبييف إدخال مفهوم “العدوان الخارجي” في الوثيقة.

وقال الرئيس صدير جاباروف إن بلاده مستعدة “للرد على أي معتد”، وهذه هي الطبعة الثالثة من العقيدة العسكرية خلال الــ 33 عامًا من استقلال قيرغيزستان.

كان تطوير الوثيقة ضروريا بسبب اعتماد الدستور الجديد ومفهوم الأمن القومي للبلاد، وكذلك بسبب التغيرات في الوضع في العالم وفي آسيا الوسطى وزيادة التهديدات الأمنية. وتعد هذه الخطوة التي تتبعها جمهورية قيرغيزستان ليست جديدة في تطوير المفاهيم العسكرية لجيشها، لا سيما ان هذه الدولة الفقيرة تعمل على تحصين جيشها وشراء سلاح جديد ومسيرات حربية. فالعقيدة العسكرية الجديدة تقوم على حماية الدولة من أي صراع حدودي قد يؤدي الى غزوة عسكرية، من قبل الجمهورية الطاجيكية او الجمهورية الأفغانية  ضد الدولة الصغيرة الحدودية مع الصين والتي تعتبر صديقة لروسيا في المنطقة، لذلك تقوم  قيرغيزستان بالاهتمام اللازم للقوات المسلحة التي اهملتها لفترة طويلة. وقد أدى نقص الأموال في الميزانية إلى الحفاظ على القدرة الدفاعية عند الحد الأدنى. يشار إلى أن قيرغيزستان “لأول مرة منذ 30 عامًا اشترت أسلحة حديثة ضرورية لحماية الحدود والمواطنين”. ليس فقط طائرات بيرقدار بدون طيار، ولكن أيضًا أنواع جديدة من الأسلحة، لم يسبق لها مثيل حتى الآن في آسيا الوسطى.

لكن إدخال مفهوم “العدوان الخارجي” في العقيدة العسكرية الجديدة لمنع أي خطوات تقوم ضد الدولة، وإجراءات قيادة القوات المسلحة في البلاد وإجراءات تطويرها شيء  جديد  بالنسبة  للتطورات العسكرية في منطقة آسيا الوسطى.

إن تحديث مفاهيم  العقيدة العسكرية الحالية لقيرغيزستان تم تبنيها في عام 2013. حيث كان التهديد الخارجي الرئيسي للجمهورية هو الإرهاب من دول الشرق الأوسط وأفغانستان. والانفصالية والتطرف الديني “كتهديدات داخلية”.

وقد أشارت وثيقة عام 2002 إلى الطبيعة الدفاعية للعقيدة، وأن التهديدات الخارجية لقيرغيزستان كانت من مراكز النزاعات المسلحة في آسيا الوسطى وكان هناك احتمال اختراق التشكيلات المسلحة غير الشرعية لأراضي الجمهورية. وكان تأثير هذه الافكار بفعل أحداث باتكين، عندما غزت الجماعات المسلحة غير الشرعية في 1999-2000 أراضي الجمهورية وحاولت اختراق باتكين إلى أوزبكستان من أجل السيطرة على كل من طريق تهريب المخدرات الدولي الذي يمر عبر الأراضي. طاجيكستان وقيرغيزستان وأوزبكستان، وبشكل عام فوق وادي فرغانة. كما النزاعات على طول محيط حدود قيرغيزستان مع طاجيكستان وأوزبكستان.

وبالرغم من ان بشكاك أخذت على نفسها مهمة حماية الحدود مع طاجمستان خاصة بعد النزاعات التي حدثت في 2021-2022. وذكر أنه في الشهر الرابع من العام 2021 والشهر العاشر من العام  2022، وقعت صراعات على حدود منطقة باتكين مع منطقة صغد في طاجيكستان انتهت بإراقة دماء. واتهم الطرفان بعضهما البعض باستخدام معدات ثقيلة وطائرات مسيرة. وقتل وجرح المئات من الجانبين.

لكن بحسب هذه العقيدة العسكرية الجديدة يرى الخبراء الروس بان الاستعداد للحرب هي سياسة الدولة الجديدة لضمان القدرة الدفاعية للبلاد التي تحمي الدولة  من التهديدات الخارجية، بل ستعزز الاستقرار الداخلي، فهذا هو السبب لتطوير المفاهيم العسكرية جديدة لجمهورية قيرغيزستان” بمعنى ان الدولة تتخوف من انتفاضة داخلية تقوم ضد النظام تستغلها طاجيكستان او الاحزاب المتطرفة المدعومة من طالبان من اجل تحديث تغيير داخلي بظل ضعف روسيا نتيجة الحرب في أوكرانيا.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني