السويد والدنمارك قد يلتهبان بحريق المصحف
كاركاسون- المعطي قبال
في خطوة استباقية، قررت الدانمارك هذا الأسبوع مراجعة قانونها الجنائي والحقوقي، للحيلولة دون تكرر أعمال إحراق المصحف الكريم التي قد يقدم عليها إما أشخاص و إما جماعات إسلاموفوبية محسوبة على المد النازي المتطرف، على غرارا جماعة دانسك باتريورت.
هذا ما حدا إذا بالحكومة الدنماركية يوم 25 غشت إلى تقديم مشروع قانون يهدف إلى حضر إحراق القرآن الكريم. ووصف وزير العدل الأعمال التي ترتكبها هذه الفصائل بـ «المشينة والحقيرة». وبموجب القانون الجديد قد تقع هذه الأعمال تحت طائلة العدالة حيث يعاقب عليها الجاني بالسجن لمدة سنتين. اتخذت الدانمارك هذا الإجراء بعد الاحتجاجات والتنديدات التي صدرت عن أكثر من عاصمة عربية وإسلامية إلى درجة أن بعض السفارات الدنماركية تعرضت للتخريب من طرف مهاجمين عبروا عن غضبهم تجاه سياسة الدنمارك.
الخطوة التي أقدمت عليها هذه الأخيرة هي في الحقيقة لدواعي ودوافع أمنية محضة، حيث سجلت المصالح الأمنية والاستعلاماتية أخبارا عن احتمال وقوع هجمات إرهابية داخل البلد. وهذا ما ترغب فيه الجماعات المتطرفة التي تعيش على مثل هذه الأحداث، حيث تستغلها للنيل من المسلمين.
رغبة الدنمارك إذا هي سحب البساط من تحت أقدام الإرهابيين وبكل أطيافهم وانتماءاتهم. فهل ستنجح في ذلك؟
أما السويد، جارة الدنمارك فلم تقدم على الخطوة التي قامت بها كوبنهاغن، بل رفعت المراقبة الأمنية بدرجات وجندت مصالح الشرطة والجيش لمواجهة احتمالات وقوع هجمات بالبلد. جاء هذا الإجراء بعد أن دعت مجموعات إسلامية متطرفة بما فيها منظمة القاعدة بالقيام بهجمات بالسويد ردا على أعمال تدنيس القرآن.
في المقابل رفعت ستوكولهم مستوى الإنذار من 3 إلى 4 درجات. وأشارت المسؤولة عن مصلحة الأمن شارلوت فون إيسين بأن السويد التي كانت إلى الآن «هدفا شرعيا» أصبحت «هدفا أولويا» في حسابات الحركات الإسلامية المتطرفة. وأصبح «واجب الانتقام» أحد الاعتبارات التي تبني عليها هذه الحركات خطابها الدعوي. المحارق التي نظمت بالسويد بالتواطيء مع الشرطة السويدية اعطت عن البلد صورة قاتمة لبلد عنصري وإسلاموفوبي.
اليوم من الصعب تصحيح هذه الصورة وعقد الصلح مع المسلمين وبالأخص منهم مسلموا إيران والعراق ولبنان الذين تستغل دولهم هذه المحارق لسكب الزيت على النار وتغذية أيديولوجية الثأر. المهم أن دول أوروبا الشمالية وبالأخص السويد والدنمارك التي تملك عن العالم الإسلامي تصورا قروسطيا صليبيا هي بحاجة إلى مثاقفة سلمية لاكتشاف «مسلميها» الذين يعيشون بين أحضانها وتغيير نظرتها عن الإسلام. لكن ذلك يحتاج إلى كثير من الوقت.