الزّلزال: كتابةُ الفاجعة
عز الدين الماعزي
قصص قصيرة جدا
1
حمل بطّانيته، نسيَ أوراقه، ملابسَه في البيت.
حافياً خرج، وجد الكلّ في الشارعِ… نام في سيارته.
2
في الشّقة 57 من الطابق الثالث، نادى جارَهُ أن يصعدَ بسُرعةٍ أعْلى السّطح..
نورٌ أزرق وأبيض ينبعثُ من السّماء.
3
صرخت زوجةُ (عين) في الطابق الأوّل:
- زلزاااال …
مذعوراً التفت :
- الحمدُ لله مازلتُ حيّا..
وعاد إلى نومه.
4
في الشّارع، الأطفالُ يتوسدُون رُكب العجائزِ وهُنّ يرتُقْن حكايا عن ليْلة الزلزال قبيْل النوم.
5
لم يصدق(باء) تمايلَ واهتزاز العمارتين أمام عيْنيه.. لكنه صدّق أن ما وراءَ الجُدران يهتزّ ويلْهجُ ب : الله أكبر..
6
المكانُ الذي يؤُمه الآن هو العراء، المدهشُ ولمراتٍ عديدة يجدُ نفسَه هكذا عارياً في الحلم.
7
هلعاً، خرجت الأسرة ليلاً، وجدها (اللّص) فرصةً لتفتيش البيت.
8
يسألُه الجارُ:
- أين بقية ملابسك؟
- هناك بين كومة التّراب.
9
أخيراً، وجد من يحْكي عنه، من يُصوّره، من يكتب عنه بعد أن كان الجبل فقط من يرقبه.
10
بكى الرضيع، تأسفت الأمّ، انشغل الأبُ.. الجدارُ في تصدعٍ والصّور تتهاوى، لم يعد المكان يليقُ ب(كتابة الفاجعة).
11
انتهى الزلزال،
يرغبُ في استعارة معطف الفزاعة.
12
خوفاً باتوا تلك الليلة في العراء، قلوبُهم في أيديهم ومفاتيحُ بيوتهم معلقة في قلوبهم.
13
استيقظ مذعورا؛ في سرير النوم كانتْ تغطّ.
14
ظلّتْ طوال اللّيل تتلوى، النافذةُ مغلقة والباب مفتوح على مصراعيه. عبثا حاولتْ أن تنْسى تلك الهزّة.
15
عجوزٌ تحمل كفناً تبحثُ عن (حفيدها)، تذكرتْ أنّها من ضحَايا الفاجعة وبدُون (بيت). تقول :
- هذه المرّة سأجدُه في المستشفى.