قصف الكلية الحربية .. فوضى وستاتيكو جديد؟!
حسين عطايا
كان حدثا مثيرا للدهشة طرح الكثير من التساؤلات حول حقيقة ما حصل أثناء حفل تخريج دفعة من تلامذة الضباط الذين انهوا دراستهم في الكلية الحربية في حمص التابعة للجيش السوري اول من امس، وعن أهداف القصف المدان، من قِبل مُسيرات غير معروفة المصدر، ولا من أين انطلقت وكأن في الامر أكثر من إن واخواتها والشكوك تُساور من بهم بعضٌ من ضمير .
لا شك ان العداء للنظام السوري، كان من المفترض ان يدعونا للشماتة بما حدث، لكن حين تكون الانسانية ليست شعاراً فحسب، علينا ان نستكر ونبحث ونُحلل، لحل بعض الالغاز التي رافقت الواقعة .
لذا مطلوب ان نذكر بعض التساؤلات، والتي تُثير الريبة والشكوك والتي تُساور كُثُراً ممن يبحثون ويُحللون ويدرسون الامور للوصول الى الحقيقة.
هنا كان لافتا ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي عن العميد الركن غياث عاقل الذي روى: أُبلغنا بوجود طائرات مسيرة انطلقت من منطقة الوعر واقتربت من مبنى الكليةالحربية قبل نصف ساعة من وقوع الاستهداف، طلب السيد وزيرالدفاع توضيح من ضباط الأمن في الكلية، بعد أقل من عشر دقائق جاء الرد من مكتب التنسيق العسكري بأن الطائرات المسيرة إيرانية وأن تواجدها روتيني ويومي .
بعد تلقي الرد بدقائق وصلت توجيهات للسيد وزير الدفاع من جهات عليا بضرورة اختصار مراحل الاحتفال والاسراع بفض التجمع دون توضيح للأسباب، أعطى السيد الوزير تعليماته بهذا الخصوص وأوكل مهمة إلقاء كلمته لنائبه الثاني ــــ ولم تلق الكلمة ــــ وغادر بشكل فوري مع موكبه المكان دون أن يحضر العرض النهائي، وبعد مغادرة السيد وزير الدفاع واللجنة العسكرية المرافقة له ب٤٢ دقيقة تماماً حصل الاستهداف”.
لذلك يبدو التساؤل مشروعا، بحسب معارضين سوريين إذ كيف لقيادة عسكرية تقوم بحفل تخريج تلامذة ضُباط، من دون ان تتخذ الاحتياطات الدفاعية خصوصاً الدفاعات الجوية في محيط الكلية الحربية .
ثم أن حمص ليست بعيدة ذاك البعد الجغرافي الكبير عن قاعدة حميميم حيثُ المقر العام للقيادة العسكرية الروسية في سوريا والتي من الطبيعي ان تمتلك رادارات واجهزة استشعار عن بعد حتى لا تتعرض لهجوم جوي وغيره.
ثم أليس مستغرباً ان جماعة النظام وحلفائه، الذين يُسيطرون على مساحات واسعة من الاراضي السورية لا يستطيعون تحديد مصدر إقلاع تلك المسيرات والتي تقول بعض المصادر يزيد عددها عن ثلاثة مُسيرات .
والاهم ان هذه المسيرات وفقاً لمعلومات مُتداولة في اوساط الاستخبارات والقيادات العسكرية بأن هذه المسيرات هي من صناعة إيرانية، فإذا صدقت المعلومات وهي بالتأكيد صادقة ومن مصادر موثوقة، إذن، كيف وصلت هذه المسيرات الى ايدي المعارضة السورية؟
كما تردد أن المسيرات حلقت لوقتٍ طويل فوق الكلية الحربية ومن دون ان تتعرض لاستهدافها من قبل اسلحة الدفاع الجوي، وهي لم تقم بالقصف إلا بعد ان غادرت القيادات العسكرية العليا وبالتلي تُرك الطلاب المتخرجون مع عائلاتهم واقاربهم .
كل ما حصل يطرح علامات الاستفهام والاستهجان.
لا شك ان هذا الامر يُثير علامات الاستغراب والتي قد تصل بنا الى الشك في انه قد يكون الامر نتيجة عمل داخلي ما بين اجهزة وفروع النظام وهي تصفية حسابات او خلافات بينية دفع ثمنها مجموعة من الطلاب الضباط والذين لتاريخه لم يقترفوا أي ذنب ، وبالتالي القيام بهكذا عملية يُشكل جريمة ضد حقوق الانسان بكل معنى الكلمة، وذلك مخالف لاتفاقية جنيف الرابعة التي تُنظم قوانين الحرب وغيرها، فالعملية سقط فيها ضحايا مدنيون وارتفعت اعداد القتلى الى 123 ومئات المصابين حصيلة الهجوم بينهم العديد من الاصابات الحرجة وبينهم نساء واطفال.
لعل الاجابة على ما حصل في كلية حمص هو ما يحصل اليوم من قصف انتقامي من قبل النظام الذي يشعل حربا ضد ما تبقى من حلب خارج سيطرته ومن ادلب فما الذي يخطط له النظام وايران في وقت تنتهك تركيا الاراضي السورية وتلاحق “قسد” و”داعش” بينما ينشغل قوات الولايات المتحدة وروسيا في سوريا تتواجهان في ما يسمى خرق القواعد العسكرية، إنها فوضى جديدة وتحضير لستاتيكو جديد في المنطقة ولبنان والاراضي المحتلة في فلسطين لن ينجوا من التوتر ومن محاولات ايران فرض هيمنتها في الشرق الاوسط بطريقة او بأخرى.