تطورات “طوفان الأقصى” في الساعات الأخيرة
السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير
تخطى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرار الحكومة وصدق على بند الحرب، وأتى ذلك بعد توعده بالانتقام من هجوم بحري-جوي-بري شنته المقاومة الفلسطينية على مستوطنات وبلدات إسرائيلية أمس السبت، الأمر الذي أدى إلى سقوط مئات القتلى والأسرى من الجنود والمدنيين الإسرائيليين. وكان نتنياهو قد وصف هذا اليوم بالأسود، ملوحاً بحرب طويلة وصعبة.
وفي السياق، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها لا تزال بعيدة عن إعلان النجاح في التصدي للمتوغلين. وقال المتحدث باسم الشرطة إيلي ليفي، لموقع يديعوت أحرونوت “نحن بعيدون عن الإعلان عن نجاحنا في التصدي للمتوغلين الذين دخلوا الأراضي الإسرائيلية“. كما أردف قائلا: “بشكل لا لبس فيه – هناك مسلحون داخل حدود إسرائيل“.
ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه أحبط توغل العشرات عبر 5 زوارق بعد قصفها على شاطئ زيكيم، وقصف 426 هدفا في قطاع غزة، وذلك بعد تجدد القصف العنيف صباح اليوم على مساحات مكتظة بالسكان.
في حين ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 313 ونحو 1900 مصاب منذ بدء المواجهات، وفق ما أوضح وكيل وزارة الصحة الفلسطينية يوسف أبو الريش.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت عن إرتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 600 وأكثر من 2000 جريح، ونشر الجيش الإسرائيلي أسماء 18 قتيلاً من قواته ليرتفع العدد إلى 44 قتيلاً.
القسام “يخوضون اشتباكات ضارية“
من جهتها، أوضحت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، في بيان اليوم الأحد أن مقاتليها ما زالوا “يخوضون اشتباكات ضارية” في عدة مواقع داخل إسرائيل.
كما ذكرت أن القتال لا يزال يجري في عدة مناطق متاخمة لقطاع غزة من بينها أوفاكيم وسديروت وياد مردخاي وكفار عزة وبئيري ويتيد، وكيسوفيم.
وكشفت عن أن سلاحها الجوي شارك ب 35 مسيرة انتحارية من طراز “الزواري” في جميع محاور القتال. وأشارت إلى أنها ستعلن لاحقا عدد الأسرى الذي بات بحوزتها.
كذلك أشارت كتائب القسام إلى أنها، تمكنت خلال الساعات الماضية من استبدال بعض القوات بمواقع القتال بقوات أخرى، ونفذت عمليات تسلل جديدة. داعية الشعب الفلسطيني والأمة للانخراط في معركة “طوفان الأقصى“.
مقتل 4 مسلحين
في موازاة ذلك قتل 4 مسلحين بعد اشتباكات في مفترق عسقلان، وذلك بعد الحديث عن ملاحقة مركبة بداخلها مسلحون أطلقوا النار على المفترق. كما أشارت إلى أن الشرطة تجري أعمال تمشيط بحثاً عن منفذي الهجوم الذي وقع في منطقة قرب الطريق 4 ومافكييم جنوبي مدينة عسقلان الساحلية إلى الشمال من غزة.
وإندلعت اشتباكات بين قوات إسرائيلية محصنة بدبابات ومسلحين في كيبوتس ماغن بغلاف غزة. واعلنت حالة استنفار لوحدات الاستطلاع الإسرائيلية على حدود قطاع غزة، بينما طلبت الشرطة الإسرائيلية من سكان كيبوتس أوفاكيم بغلاف غزة التحصن في منازلهم.
إخلاء محيط غزة
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي عن لسان المتحدث باسمه دانيال هغاري للصحافيين إن المهمة خلال ال 24 ساعة القادمة هي إجلاء جميع سكان الغلاف غزة. وأكد هغاري أن القتال مستمر “لإنقاذ الرهائن” الذين يحتجزهم مسلحون فلسطينيون في إسرائيل.
كما أضاف “هناك عشرات آلاف من الجنود المقاتلين، سنصل إلى كل تجمع حتى نقتل كل إرهابي في إسرائيل”. وأكد أن عملية الإخلاء يجب أن تتم بعد “مسح المنطقة” للتأكد من عدم وجود مسلحين.
دعوات إسرائيلية تدعو للانتقام
وقي السياق، تناقل العديد من المستوطنين الإسرائيليين خلال الساعات الماضية رسائل للانتقام من العرب. فيما انتشرت مقاطع تظهر مستوطنين يقومون بتكسير سيارات فلسطينيين في منطقة الشيخ جراح بالقدس.
وأتت تلك الدعوات الانتقامية، بعد أن رجحت تقارير غير رسمية بأن يصل عدد المفقودين والأسرى الإسرائيليين إلى 750، بينما دعت الشرطة الإسرائيلية أهالي المفقودين إلى مساعدتها في العثور عليهم.
المدن المختلطة
في المقابل، تم تشكيل هيئة في تل أبيب أطلق عليها “حرس الشراكة اليهودية العربية” للعمل على لجم أي تصعيد للتوتر بالمدن المختلطة، في ظل الأوضاع السائدة، وفق ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية، لا سيما أن تلك المدن كانت شهدت السنة الماضية ارتفاعا في الهجمات والاعتداءات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ورسمت تلك الاشتباكات أسئلة عدة حول كفاءة المخابرات الإسرائيلية التي لم تتوقع لا من قريب أو بعيد أن يحصل مثل هذا الهجوم، كما وضعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موقع المساءلة لاحقا.
كذلك أشار إلى أن كتائب القسام تمكنت خلال الساعات الماضية من استبدال بعض القوات بمواقع القتال بقوات أخرى.
كما أكد تنفيذ عمليات تسلل جديدة خلال الساعات الماضية. ودعا الشعب الفلسطيني والأمة للانخراط في معركة “طوفان الأقصى“.
غلاف غزة وأهميته الإستراتيجية
تصدر خلال الساعات الماضية، اسم “غلاف غزة” كافة الأحداث في الشرق الأوسط، بعد الهجوم المباغت الذي شنته الفصائل الفلسطينية متوغلة في العمق الإسرائيلي، وآسرة عشرات الجنود والمدنيين الإسرائيليين.
في 12 أيلول 2005 انسحب الجيش الإسرائيلي من غزة، وانتهى الوجود الاستيطاني في القطاع.
وعقب الانسحاب أنشأت إسرائيل “منطقة عازلة” على طول الحدود البرية مع القطاع، وبقيت عشرات المستوطنات القريبة منه ليطلق عليها غلاف غزة، حيث يبلغ عددها نحو 50 مستوطنة، وتقع في مسافة تبلغ نحو 40 كيلومتراً في محيط القطاع.
ثلاثة مجالس
ويتكون هذا الغلاف من 3 مجالس إقليمية تابعة للحكومة الإسرائيلية، وهي “مجلس أشكول” ويمتد على مساحة 380 كيلومتراً مربعاً، ويسكنه أكثر من 13 ألف مستوطن، يعيشون في 32 مستوطنة.
أما الثاني فهو “مجلس أشكلون” ويقع على 175 كيلومترا مربعاً، ويعيش فيه حوالي 17 ألف إسرائيلي في 4 مستوطنات.
والثالث “مجلس شاعر هنيغف” ويمتد لمساحة 180 كيلومترا مربعا، وفيه 11 مستوطنة، يعيش فيها أكثر من 7 آلاف مستوطن.
أبرز المستوطنات
في موازاة ذلك تعد أبرز هذه المستوطنات كيسوفيم، وزيكيم، ونحال عوز، وكريات ملاخي، وكريات غات، إضافة إلى مدن ديمونا وعسقلان وأسدود وسديروت، وهي من المناطق التي استهدفتها حماس مؤخراً.
إضافة إلى قاعدة رعيم العسكرية، ومعبر إيريز، ومستوطنات ماغن وكفار عزة.
وهذا الموقع الجغرافي يجعل من منطقة غلاف غزة ذات أهمية كبيرة لكل من فصائل المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية على السواء.