مستقبل غزة

مستقبل غزة
حسين عطايا
تستمر المعارك على مساحة قطاع غزة ودخلت اليوم يومها الرابع عشر ، كما تستمر المجازر التي يقوم بها الكيان الصهيوني والتي تستهدف القطاع بشراَ وحجراً ، فتُعيثُ دماراً مُنظماً على الارض مما يُسبب مسح شامل لاحياء بكاملها عن الخارطة، وكل ذلك يأتي بناء على مخطط صهيوني، إذ أتت اللحظة التاريخية المتاحة في ظل الحكومة اليمينية الحالية، والراغبة بتصفية القضية الفلسطينية من خلال التدمير الممنهج ليُصبح قطاع غزة منطقة غير صالحة للسكن، او عدم قابلية إعادة الاعمار وما تتطلبه من ضرورة وجود استثمارات مالية ضخمة ، وهذا ما يُذكرنا بما سُمي من قبل صفقة القرن، والتي تُريد القيام بعملية “ترانسفير “فلسطيني باتجاه سيناء المصرية، ومن ثم القيام بنفس العملية فيما بعد لاهالي الضفة الغربية باتجاه الاردن ، وبذلك يتحقق الوطن اليهودي الخالص على ارض فلسطين التاريخية .
كُل ذلك ، مرهون بمدى مقاومة الدول العربية المُستهدفة من ذلك، وبالتالي الامر مرهون بما سيجري على الارض من نتائج .
إذن، العملية العدوانية على قطاع غزة مستمرة، إلى ان تستطيع القوات الاسرائيلية والتي تم حشدها بمحيط قطاع غزة والتي يُقدر عديدها بما يزيد عن الثلاثمائة الف عسكري صهيوني استعداداً للهجوم البري التي تنوي القيادة الاسرائيلية القيام به على القطاع ، وفي كل يوم تقول المعلومات انه سيبدأ قريباً . عديد القوات الصهيونية المحيط بقطاع غزة يتألف من خمسة فرق عسكرية، كل فرقة تتألف من ثلاثة الوية مع كامل عتادها العسكري من مجنزرات واليات وقطع مدفعية بالاضافة الى المظليين والطائرات الحربية والهليوكابتر خصوصا الاباتشي المتطورة بالاضافة الى المُسيرات وسواها من اعتدة عسكرية مختلفة ، حيث تتوزع هذه القوات على مواقع متفرقة بمحيط غلاف غزة وهي على الشكل التالي : 
مئة وستين الف عسكري هي قوات دائمة في غلاف غزة، يُضاف الى قيام القيادة السياسية والعسكرية باكبر عملية استدعاء لجنود الاحتياط والتي تُعتبر اكبر عملية استدعاء بتاريخ الكيان الصهيوني منذ تأسيه، فبلغت ثلاثمائة وستون الف جندي احتياط بأكثريتها متواجدة بمحيط غزة او ما يُسمى ” غلاف غزة “، 
وهذه القوات متمركزة في ثلاثة قواعد اساسية وهي: بمحيط مستوطنة زيكيم ، وموقع ١٦ ، وكذلك في مستوطنتي نحال عوز وبئيري، بالاضافة للقوات المتواجدة بمحيط قطاع غزة خصوصاً في المنطقة الشمالية ، اي مدينة غزة ومايُحيط بها من قرى وبلدات ومخيمات .
كل هذه القوات والتي تم حشدها بكامل عتيدها وعتادها لازالت القيادة العسكرية والسياسية مترددة في اتخاذ القرار في تحديد ساعة الصفر لاجتياح بري لقطاع غزة ، تخوفاً من الكلفة الكُبرى والتي سيدفعها الجيش الاسرائيلي في عديده وعتاده نتيجة ما تُحضره فصائل المقاومة الفلسطينية من مفاجآت للهجوم البري، خصوصاً ان المقاومة الغزية تمتلك سلاحاً إستراتيجياً وهو الانفاق والتي يبلغ مدى مساحتها مايزيد عن خمسمائة كيلومتراً ، وما يوجد فيها من مخازن ومستودعات وورش تصنيع السلاح والصواريخ ومخازن التموين ومواقع القيادة والسيطرة، وهذه الانفاق وما تُتيحه من مفاجآت وتُعطيها إمكانيات المباغتة كما تمتلك حماس قوات نخبة مزودة باحدث الاسلحة والتي ستُكبد العدو الخسائر الكبرى بالاضافة الى المسيرات الانتحاريةوالتي تخدم المقاومة الغزية، إذن فصائل المقاومة تمتلك العديد من نقاط القوة والتي تجعل من القضاء عليها من سابع المستحيلات .
كل هذه الأمور مُجتمعة تقف عائقاً امام اي هجوم بري على القطاع وبالتالي كلفتها ستكون مرتفعة جداً على الجانب الاسرائيلي، وهنا يُطرح السؤال، هل قادرة الحكومة الاسرائيلية وقيادة الجيش على تحمل كلفة هذه المهمة ؟
والسؤال الاهم الذي يدور في كافة الاوساط الاسرائيلية والفلسطينية وكذلك على المستوى العالمي وهو : ماذا بعد اليوم التالي التي تتوقف فيه الحرب ؟
Visited 11 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني