روسيا وألمانيا .. واسواق النفط الحساسة
د.خالد العزي
في الجلسة العامة لأسبوع الطاقة الروسي التي إنعقدت بتاريخ 11 تشرين الاول اكتوبر 2023 ، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن “روسيا قد تواجه مشاكل في الاقتصاد وقطاع الغاز، لكن سلطات البلاد ترى الآفاق وتفهم ما يجب القيام به. ويمكن لروسيا أن تزود ألمانيا بـ 27.5 مليار متر مكعب. وقال الرئيس إن مليون متر من الغاز سنويا على طول الفرع المتبقي من نورد ستريم 2، بالنسبة للإمدادات يكفي “الضغط على زر”.
كما يبدو بان السلطات الروسية تخطط لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال. و ستعمل أيضًا على تسييل الغاز وترى بإن سوق الغاز الطبيعي المسال يتسم بمرونة عالية مقارنة بسوق الغاز عبر خطوط الأنابيب الرئيسية.
في اسبوع الطاقة الذي يعقد في روسيا ترى موسكو بإن الصراع بين إسرائيل وفلسطين قد يؤثر على سوق الطاقة، وأي أحداث من هذا القبيل في العالم قد تؤثر بطريقة أو بأخرى على وضع استهلاك موارد الطاقة في اتجاه أو آخر.
دافع بوتين في المؤتمر بشدة عن إيران المتهمة بدعم حماس في عمليتها الاخيرة لانه لايريد ان تتعرض حليفته لاي مخاطر من خلال المغامرة التي قامت بتنفيذها ، وشدد على إنه يتم إلقاء اللوم على إيران دون دليل في تفاقم الصراع الفلسطيني ـــ الإسرائيلي. وأمل أن يسود المنطق السليم في التعامل مع هذا الموضوع .
اذن روسيا ترى بإن أسواق النفط حساسة جدا والخوف من هذه الاحداث التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط من خلال تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لذلك على روسيا التنسيق مع شركاء أوبك +، من اجل التعاون. و من المرجح أن تتخذ أوبك + قرارات بشأن الحد من الإنتاج في عام 2024 (يذكر أن المملكة العربية السعودية الآن قد التزمت طوعا بخفض المعروض من النفط إلى السوق بمقدار مليون برميل يوميا، والاتحاد الروسي – 300 ألف). وفي المقابل كيف تبذل الولايات المتحدة جهوداً لخفض أسعار النفط قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي تحاول إقناع المملكة بزيادة الإنتاج .
موسكو تعرف بان مجمع الوقود والطاقة عندها يعيش عامًا آخر مضطربًا جدًا جدًا، بسبب العقوبات وعدم قدرتها الكاملة على تخطيها وعلى الرغم من كل الاضطرابات والتحديات والأزمات في الأسواق العالمية، حافظت صناعتها مبدئيا على وضعها .
لكن روسيا لا تزال تعيش حالة من القلق لجهة الانخفاض في إنتاج النفط والغاز والالتزام بقرارات أوبك +، لان زيادة الانتاج يساعد روسيا تعويم الأسواق وبالتالي على روسيا المحافظ على الاسواق السابقة والبيع بالدولار واليور لكي يامن لها نوع الاستقرار الاقتصادي لسد حاجتها الحربية والإبقاء قدر المستطاع من اجل تمويل الحرب التي تخوضها في أوكرانيا .
فإذا واصلت روسيا، البيع والعمل بالسعر الحالي للنفط، أي بيعه بعملات قابلة للتحويل بحرية (الدولار واليورو)، وليس المبادلة بعملات اخرى مثل اليوان والروبية الهندية والريال البرازيلي والدرهم المغربي والليرة التركية وما إلى ذلك، فإن المعدل سيرتفع.
وتشير الدراسة التي نشرتها صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية بتاريخ 11تشرين الاول /اكتوبر 2023 بان إنتاج الغاز في روسيا سينخفض عام 2023 إلى 620 مليار متر مكعب. م، وهذا أقل بنسبة 8٪ عما كان عليه في عام 2022، وهذا هو الحد الأدنى منذ عام 2009. وحذرت الوكالة من أن ذلك قد يؤدي إلى إغلاق بعض الحقول القديمة. ومع ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يبدأ النمو في عام 2024، ليصل إلى 677 مليار متر مكعب في عام 2026، والذي، مع ذلك، لا يزال لا يصل إلى أعلى مستوياته في عام 2021 (762 مليار متر مكعب). وتتوقع وزارة التنمية الاقتصادية أن تبلغ 642 مليار دولار لعام 2023، و708 مليار دولار لعام 2026. وستكون العوامل الدافعة للاتحاد الروسي هي نمو إمدادات خطوط الأنابيب إلى الصين، وزيادة نمو أحجام الغاز الطبيعي المسال، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج المحلي. الطلب على الغاز.
وهنا لابد من الوقف اما الدعوة التي اطلقها الرئيس بوتين التي تنص على ان روسيا باستطاعتها تزويد ألمانيا بالغاز من خلال كبسة زر من خلال تشغيل “خط نورد ستريم 2 “المتوقف عن العمل بسبب العقوبات الغربية والمشاكل من برلين بخصوص التشغيل والشركة المشغلة.ومن جهة اخرى بضمن بوتين لاحقا الوصول الى تاميت عملات ثابته للاستقرار الأسواق الروسية .
حيث يرى بوتين بأن العرض الروسي على المانيا بامدادها بالغاز قد يؤدي الى زيادة الشرخ في البيت الأوروبي وهذه النظرية لا تزال تعمل عليها روسيا منذ بداية الحرب وبالتالي يود كسب ألمانيا من خلال تقديم حوافز مغرية لها على حساب الدول الاخرى حيث بات الغاز مطلبا شعبيا تحتاجه الأسواق الغربية التي تبحث عن بدائل للغاز الروسي الذي تشتريه باسعار اعلى من الاسعار الروسية.