بين المساندة .. التراجع والصمت  

بين المساندة .. التراجع والصمت  
المعطي قبال ــــ باريس
 الرياضة شكل من أشكال السياسة. اتضح ذلك في العديد من المناسبات وفي المواقف التي أعرب فيها اللاعبون أو المتبارون عن مواقفهم من هذه القضية أو تلك والتي تهم إما حقوق الإنسان وإما قضية وطنية أوقومية. وعليه تبقى الرياضة وبامتياز أحد متكآت النزعة الوطنية التي يحمل بموجبها أنصار فريق كروي ما الهروات لـ « تأديب » خصومهم.
ويحصل أن تؤدي المواجهات إلى حدوث قتلى بين بعض الأطراف. في الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل جاءت ردود الفعل أساسا من الجانب العربي ( لم نعاين أية مساندة لإسرائيل من طرف نجوم الرياضة) ، لتعبر عن تذمرها من الدمار الذي تلحقه إسرائيل يوميا بغزة وبفلسطين.
في البداية كانت ردود الفعل هذه حماسية وعفوية مثل ما أعرب عنه كل من لاعب كرة القدم الجزائري يوسف عطال الذي صرح في منشور على صفحته الخاصة بأنستاغرام، بأن « يرسل الله يوما أسود لليهود ». بعد عدة ضغوطات، تراجع اللاعب عن موقفه، حالة اللاعب أنور الغازي وهو رياضي من أصول مغربية تعتبر استثناء حيث تشبث بموقفه المندد لقتل الأبرياء من الأطفال. كما عرف الموقف المندد لكريم بنزيمة تفاعلات أحدثت نقاشا حادا بينه وبين وزير الداخلية الفرنسي وبعض النواب أو المسؤولين المحسوبين على التوجه اليميني المتطرف. من جهة أخرى دخل على الخط رياضيون آخرون مثل ما صرح به العداء الفرنسي السابق محي الدين مخيسي، من أصول جزائرية، والحائز على ثلاث ميداليات أولمبية، بعد رسالة شبه فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأدولف هتلر، ثم وصفه للغربيين على أنهم « عملاء ». وقد فجرت هذه التغريدة ردود فعل الكثير من المسؤولين وعلى رأسهم وزيرة وزيرة الرياضة أميلي أوديا كاستيرا التي صرحت  “أشعر بصدمة عميقة إزاء مثل هذه التعليقات في هذه الظروف المأساوية”. “إن هذه المقارنات الكارثية تغازل كل ما هو أكثر إثارة للاشمئزاز وتبعدك كثيرًا عن قيم السلام العالمية التي ستدافع عنها الرياضة دائمًا وكذلك قيم الأولمبياد التي تمكنت من تجسيدها للعديد من أبطالنا”.
اعتذر مخيسي وسحب تغريدته من موقع إكس، تويتر سابقا. ثم جاءت اللقطة المؤثرة والمعبرة لنجمة التنس أنس جابر وهي تجهش بالبكاء بعد مشاركتها في البطولة الختامية لموسم الرابطة العالمية للاعبات التنس المحترفات متحدثة عن مأساة أطفال غزة، ومعلنة تبرعها بجزء من جائزتها المالية لصالح الفلسطينيين. من الجانب المغربي، ثمة ضغوط بأن يكسر البطل المغربي أشرف حكيمي الصمت خصوصا وأنه ساند القضية وتعرض لتحرشات وتهجمات من طرف الجمهور الفرنسي ومن طرف بعض الأحزاب والصحف.
اليوم ينتظر المغاربة والعرب وعلى غرار اللاعب محمد صلاح، من أشرف حكيمي تفعيل هذه المساندة بشكل ملموس. لكن الدعوى القضائية التي تنتظره بسبب شبهة اغتصاب، بعد إعلان شابة تبلغ من العمر 24 عامًا، بتعرضها ليلة 25 فبراير 2023 ، للاغتصاب، لربما ألزمته الصمت خصوصا وأنه يعرف جيدا أن القضاة قد يقفون له بالمرصاد.
Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".