هل تغيرت المعادلة بعد 7 اكتوبر؟!
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
تتكشف يوما بعد يوم صورة ما حصل في 7 اكتوبر الماضي عندما هاجمت حمـــاس مستوطنات غلاف غـــزة، على الرغم من ان الغموض ما يزال يلف العديد من جوانب الهجوم المباغت على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، وقد اوردت “العربية” تقاريرا تكشف على لسان قادة الحركة أهداف ذلك الهجوم، نقلا عن صحف أجنبية.
وبحسب خليل الحية، عضو المكتب السياسي في حمــاس، إنه كان من الضروري “تغيير المعادلة بأكملها وليس مجرد المواجهة العسكرية”. واعتبر أن الحركة نجحت عبر هجومها هذا في “إعادة القضية الفلسطينية إلى الطاولة”. وقال “الآن لا أحد في المنطقة يشعر بالهدوء”، وفق ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز .
وأوضح أن “ما يمكن أن يغير المعادلة كان بنظرهم عملا عظيما”، مضيفا أن “رد الفعل الإسرائيلي كان معلوما بلا شك أنه سيكون كبيراً“!. أكد أنه كان “عليهم أن يقولوا للناس والعالم أن القضية الفلسطينية لن تموت”.
وشدد الحية، على أن هدف حمــــاس ليس إدارة غزة وتزويدها بالمياه والكهرباء وما إلى ذلك”. ورأى أن “حمـــاس وكتـائب القســـام أيقظا العالم من سباته العميق وأظهرا أن القضية الفلســطينية يجب أن تبقى حاضرة على الطاولة” وأردف: هذه المعركة لم تحصل لأننا نريد الوقود أو العمل، بل هدفها قلب الوضع بالكامل”.
من جهته، قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لحماس: “آمل أن تصبح حالة الحرب مع إسرائيل دائمة على جميع الحدود، وأن يقف العالم العربي معنا”. فيما اعتبر مسؤول أمني إقليمي أن حماس توقعت بمجرد بدء الهجوم، أن ينتفض الفلســـطينيون في مناطق الضفة وغيرها ضد فضلا عن حلفائها في المنطقة بمن فيهم حزب الله في لبنان.
إلا أن أربعة مسؤولين في أجهزة استخبارات أوروبية وعربية أكدوا أن حزب الله لم يكن لديه علم مسبق بالهجوم. وتماما كما فوجئ قادة حمـــاس السياسيون خارج غزة بالهجوم
وفي السياق كشف تقرير بريطاني جديد عن أن التعليمات كانت تملى على الآلاف من مقاتلي الحــركة بشكل شفهي، وذلك ضمن سلسلة من إجراءات سرية صممت لخداع أحد أقوى أنظمة المراقبة في العالم، وتفادي شبكة جواسيسها، بحسب صحيفة “الغارديان”.
وأوضح التقرير أن قادة حمـــاس وضعوا خطة لم يعلموا المقاتلين بها، إلى أن حان وقت التنفيذ يوم السابع من أكتوبر، حيث صدرت الأوامر الأولى قبل الساعة الرابعة فجرا، وتوجب حينها على المعنيين حضور دورات تدريبية عادية.
إلا أن اللافت في الأمر عدم حضور صلاة الفجر في المساجد كالمعتاد. بعد ساعات، أصدرت الحركة تعليمات جديدة، كانت واضحة ومفهومة، إلا أنها كانت بشكل شفهي أيضاً، مثل “أحضر أسلحتك والذخيرة التي تملك واجمعها في معالم محددة”. كما لفت التقرير إلى أن صياغة خطة عملية “طوفان الأقصى”، تمت من قبل مجموعة من قادة حماس المخضرمين، حتى انتشرت التعليمات في جميع أنحاء غــزة بعد الفجر بساعات وبشكل متسلسل.
وأعطيت التعليمات أولاً لقادة الكتائب المكونة من 100 مقاتل أو أكثر، ثم لقادة الفصائل المكونة من 20 أو 30، والذين أخبروا قادة الفرق على رأس العشرات، الذين مروا بالكتائب.
وكانت أولى التعليمات أن على المقاتلين الاندفاع عبر الفجوات التي سيتم تفجيرها وتحطيمها على السياج المحيط بغزة والذي تبلغ تكلفته مليار دولار، ثم مهاجمة الجنود الإسرائيليين على الجانب الآخر، وفقا لمصادر متعددة، بما في ذلك اجتماعات مع مسؤولي المخابرات الإسرائيلية، وخبراء، ومصادر لديها معرفة مباشرة بتقارير استجواب لمقاتلي حماس الذين تم أسرهم خلال الهجمات، والمواد التي نشرتها حماس والجيش الإسرائيلي أيضاً.
ويرجع الخبراء أسباب نجاح العملية إلى أحد أهم العوامل، وهو العدد الهائل من الأشخاص، الذين تسللوا عبر السياج، حيث تحدثت بعض المصادر عن 3000 شخص، بما في ذلك أعضاء من حركة الجـــهاد، التي انضمت للعملية يومها دون أن يكون لها علم مسبق بها. كما تدفق مدنيون من غزة وسط الفوضى، وقد شجعتهم الاستجابة البطيئة للأمن الإسرائيلي.
وأوضحت الأوامر المكتوبة لوحدات حماس خطة دقيقة وضعها رجلان تعتقد إسرائيل أنهما المخططان الرئيسيان للهجوم: يحيـــى الســـنوار، القائد العام لحمــاس في القطاع ومحمد الضيـــف، قائد المنطقة العسكرية التابعة لحماس. كتائب القســـام وفرق النخبة، حيث تم فيهما إعطاء كل وحدة هدفًا منفصلاً.
كذلك أشار التقرير إلى أن أوامرهم كانت في كثير من الأحيان مصحوبة بخرائط توضح تفاصيل الدفاعات والمواقع الرئيسية داخل أهدافهم بالاعتماد على معلومات مستمدة من بعض المتعاطفين العاملين في إسرائيل.
وتم إعطاء 3 مهام لوحدات مختلفة، حيث صدرت الأوامر للمجموعة الأولى بمهاجمة القواعد العسكرية الإسرائيلية التي تعاني من نقص الأفراد وغير المجهزة حول غزة واقتحم المنازل.
وصدرت أوامر لوحدات أخرى بالدفاع عن مواقعها ضد القوات العسكرية الإسرائيلية بمجرد قدومها عبر نصب كمائن على الطرق الرئيسية.
أما المجموعة الثالثة من الوحدات فكان دورها الاستيلاء على أكبر عدد ممكن من الأسرى وإحضارهم عبر الفجوات الموجودة في السياج حيث كانت فرق مخصصة تنتظر نقلهم إلى مجمع الأنفاق الضخم بغزة، حيث يُعتقد أن هذا هو المكان الذي يُحتجز فيه أكثر من 240 رهينة.
إلى ذلك، يعتقد مسؤولو الأمن الإسرائيليون أن القيادة السياسية لحمـــاس في الخارج لم يتم إخبارها بتفاصيل العملية، كما أكد مصدر مقرب من حمـــاس أكد لرويترز الشهر الماضي “كانت دائرة ضيقة للغاية”.
وكان مسؤولون في حمـــاس كشفوا أن التخطيط للهجوم بدأ قبل عامين، بعد مداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس.
وقالت مصادر إسرائيلية إن الجدول الزمني كان أقصر، ربما سنة أو 18 شهراً، وخلال هذه الفترة بُذلت جهود لتعزيز الاعتقاد الإسرائيلي بأن حمـــاس حولت تركيزها من العنف ضد إسرائيل إلى التنمية الاقتصادية في غزة. ولم يتم بعد تحديد الدور الدقيق لقادة حمـــاس في الهجوم لكن من الواضح أن السنــــوار والضيـــف كانا “محوريين” في التخطيط له.
ووفق المصادر، أمرت حماس بعض المهاجمين بالتراجع عندما بدأت القوات الإسرائيلية في الاستعداد وعاد العديد من كبار القادة إلى غــــزة، ما يعني أنه على الرغم من مقتل العديد من أعضاء كتــائب القســـام ووحدات النخبـــة، إلا أن معظم القادة بقوا على قيد الحياة.