ما بين القمة العربية ـــ الإسلامية وسياسات الميدان

ما بين القمة العربية ـــ الإسلامية وسياسات الميدان

حسين عطايا

حمل  الاسبوع المنصرم في طياته احداثاً على كثير من الاهمية ابرزها حدثان كان لهما وقعا واهمية.
 اولها : 
القمة العربية والاسلامية والتي عُقدت يوم السبت من الاسبوع الماضي، والتي عُقِدَت في مدينة الرياض السعودية وبرئاسة الدولة المُضيفة وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، وحضور سبع وخمسين دولة عربية وإسلامية، وصدر عنها عدداً من المقررات، منها ما هو على مستوى عالٍ من الاهمية لا سيما التي عبرت عن رفع سقف اللهجة والتوجه ، وحيث تم إدانة واضحة للاعمال التي تقوم بها القوات الصهيونية في منطقة قطاع غزة مما يُشكل إبادة جماعية وهو مٌخالف لكل القوانين والشرائع الدولية والانسانية .
كما تم في هذه القمة المشتركة تشكيل لجنة لتوثيق الجرائم الصهيونية في غزة وبالتالي تقديم دعاوى للمحكمة الجنائية الدولية، وايضاً تم تشكيل لجنة اتصال وتواصل مؤلفة من سبع دول عربية وإسلامية ، مع دول العالم واستثنى من عضوية اللجنة ايران الحاضرة على مستوى رئيسها .
في هذه القمة ورغم عدم وضوح الرؤية لدى كثيرين تظهر بشكلٍ واضح وجلي صدور قرار عربي موحد والتحق به بقية الحضور من الدول الاسلامية، ولكن الاهم والابلغ تعبيراً عن استعادة العرب للقضية الفلسطينية من تجار القضية وخصوصاً عمليات تتريك وتفريس هذه القضية ، وإعادتها للحضن العربي الجامع والحاضن له ، وبذلك اصبح العالم يلتزم حل الدولتين وفقاً للمبادرة العربية التي أُطلقت في قمة بيروت العام ٢٠٠٢ ” مع العلم أن ايران إسرائيل هما الوحيدتان اللتان ترفضان حل الدولتين ” ، وهذا امر في غاية الاهمية ، والأمر الاخر الذي لا لبُس فيه ، هو أن ما بعد الحرب على غزة ليس ماقبلها ، فبعد حرب غزة لاوجود لحكومة يمينية في أسرائيل، كما لا يمكن ان يكون الحكم في غزة محصوراً بحركة حماس ، بل ستُصبح غزة والضفة الغربية دولة واحدة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية اي على حدود الرابع من حزيران من العام ١٩٦٧ ، وقد اعلن اسماعيل هنية خلال الاسبوع الماضي عن مواققته على حل الدولتين وهذا امر مغاير لما كان يبنى عليه فكر حماس ما قبل الحرب .
 الحدث الثاني : 
خطاب حسن نصرالله الامين العام لحزب الله ، والذي القاه مابعد ظهر ذات اليوم ، والذي اتى هادئاً وغير ذي اهمية كما كان متوقعا ، فروى ما يحدث وماحدث، لكن لهجته باتجاه القمة العربية والاسلامية كان هادئاً ومظبوطاً، وقد عبر بوضوح عن ان القرار بالحرب او غير الحرب يُنتظر ما يحدث في الميدان، ونصرالله يعرف مُسبقاً ان احداث الميدان مظبوطة ومحسوبة من الراعي الامريكي ، الذي يضبط جموح الحكومة اليمينية والتي تحاول منذُ اليوم الاول القيام بأعمال حربية تجاه حزب الله من خلال بنك اهداف مُعد مُسبقاُ وبالتالي يدفع ثمنه لبنان ، كحربٍ استباقية ليُعوض ما خسرته إسرائيل في قوتها الردعية بعد عملية السابع من اوكتوبر الماضي ، كذلك أيران تضبط عمليات حزب الله وتُبقيها ضمن الاهداف المتفق عليها مع الراعي الامريكي حفاظاً على مصالحها والتي يجري الاتفاق عليها في المفاوضات الدائرة في مسقط .
إذن ، ما حملته ايام اخر الاسبوع الماضي سيبدأ ظهور نتائجها في الايام والاسابيع القادمة خصوصاً مايجري من مفاوضات تحضيراً لصفقة شاملة للاسرى من الفلسطينيين ومن هم مع القسام التابعة بحماس وسرايا القدس التابعة للجهاد وبقية الفصائل المقاومة الفلسطينية ، والتي سينتج عنها وقف إطلاق نار مؤقت قد يُصبح شاملاً ومن ثم تبدأ الحركة السياسية بعد ما ستحمله الايام التي تلي الحرب من مُتغيرات على كل من الساحتين التسرائيلية والفلسطينية ، تكون بداية لحل سياسي دائم مبني على حل الدولتين .
Visited 9 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة