عن تمادي النظام الايراني في عبثه بالامن في بلدان المنطقة

عن تمادي النظام الايراني في عبثه بالامن في بلدان المنطقة

حسين عابديني

من المميزات التي تلفت الانظار الى المجرمين المحترفين، إنه بالاضافة الى کونه يحوم حول الجرائم التي يرتکبها، فإنه يسعى دائما للتصرف بسياق يتعارض مع جرائمه التي إرتکبها بل وحتى إنه يصور نفسه وکأنه بعيد عن تلك الجرائم بعد السماء عن الارض، والذي يلفت النظر في هذا الصنف من المجرمين تميزهم ليس بالوقاحة وإنما بالصلافة وفي أجلى صورها، إذ إنهم وفي الوقت الذي يعلمون فيه جيدا بأن الناس يعرفونهم کمجرمين ومن إنهم قد إرتکبوا تلك الجرائم، لکنهم مع ذلك يصرون على إظهار أنفسهم کدعاة حق ومکافحين للجريمة وخصوصا ذلك النوع من الجرائم التي يرتکبونها بأنفسهم تحديدا!

خلال عقدي الستينيات والسبعينيات من الالفية المنصرمة، شهدت بلدان المنطقة وحتى العالم تدخلات لدول في دول أخرى، ولکن هذه التدخلات کانت محدودة ومن أجل تحقيق هدف أو غاية ما وکانت تنتهي وتتلاشى خلال فترة زمنية أما أن تکون هذه التدخلات سافرة وتتجاوز الحدود بجعلها دائمية وبفرض عملاء مکشوفين على البلدان التي تعاني من هذه التدخلات، فذلك أمرا لم يحدث على وجه الاطلاق إلا بعد مجئ النظام الإيراني التي أسسها خميني ومعها بدأت رحلة بلدان المنطقة والعالم مع المصائب والمآسي والکوابيس المستمرة من ذلك الحين وحتى يومنا هذا.

تدخلات النظام الايراني في بلدان المنطقة والتي کانت تجسيدا وترجمة حية للمبدأ المشبوه الذي نادى به والمعروف زورا وتمويها ب”تصدير الثورة” والذي تم الارساء له في عهد خميني تحديدا وظل النظام مواظبا عليه لأنه يشکل أحد رکائز النظام الاساسية الى جانب قمع الشعب الايراني والسعي من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل، عند إلقاء نظرة على الاوضاع والتطورات في بلدان المنطقة خصوصا والعالم عموما نجد إنه ومنذ قيام هذا النظام شهدت بلدان المنطقة تدخلات سافرة وغير مسبوقة في العصر الحديث ولايوجد من نظير لها حتى في العصور الوسطى، ولاسيما بقيام هذا النظام بتأسيس أحزاب وميليشيات عميلة تابعة له تمارس دورها بالوکالة لهذا النظام من حيث إبتزاز أنظمة بلدانها وفرض إملاءات هذا النظام عليها.

ما قام ويقوم به حزب الله اللبناني والحوثيون في اليمن والاحزاب والميليشيات العميلة العراقية ونظائرها في سوريا من أعمال ونشاطات منذ تأسيسها ولحد الان، لايوجد هناك من بإمکانه القول بعدم تبعيتها المطلقة للنظام الايراني ومن إنها تسعى من أجل تنفيذ مخططاته ومٶامراته ضد هذه البلدان وبلدان أخرى بالمنطقة وبطبيعة الحال فإن نفس الشئ يمکن سحبه على الاوضاع في فلسطين وتحديدا في قطاع غزة ودفعها بإتجاه التأزم، وإن تتبع مسار الاحداث والتطورات ومقارنتها بدور وتأثير النظام الايراني، نجد إنها تسير وفق مايريده النظام ويسعى من أجله، ولعل مايجري حاليا في غزة ليس ببعيد عن هذا النظام بل وحتى إنه يجسد ماذکرناه آنفا بمنتهى الوضوح.

السٶال هو؛ لماذا يتمادى النظام الايراني في عبثه بالامن في بلدان المنطقة؟ ولماذا تتطور تدخلاته بصورة بالغة الخطورة الى الحد الذي تهدد فيه ليس أمن وإستقرار بلدان المنطقة بل وحتى العالم؟ الاجابة ببساطة بالغة إن هذا النظام لم يلاقي من رداع منساب له ولم يواجه محاسبة ومسائلة کما إن أذرعه العميلة التي صارت ليس بلدان المنطقة وإنما العالم کله يعرف بعمالتها المفرطة للنظام ومن إنها مجرد حراب مسمومة مغروزة في هذه البلدان، هذه الاذرع ليس لم يتم بترها بل وحتى إنها تقوم بفرض مطالبها المشبوهة وحتى تتصرف کما يتصرف قطاعوا الطرق في البلدان التي لم يعد فيها من سلام وأمن وإستقرار.

بعد ما جرى في غزة، فقد آن الاوان لکي تقوم ليس بلدان المنطقة بل وحتى المجتمع الدولي بإعادة النظر بهذا النهج المشبوه للنظام الايراني من حيث تدخلاته في المنطقة والدور الاکثر من مشبوه لأذرعه في بلدان المنطقة والضرورة الملحة جدا لوضع حدا لهذا الامر الذي لانجد أي تعبير أو صفة يصلح لها سوى المهزلة بعينها!

Visited 18 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عابديني

سياسي ومعارض إيراني